الإعلام المرئي والمسموع يبدأ مرحلة تاريخية جديدة في سلطنة عمان

بتكليف من جلالة السلطان قابوس بن سعيد، افتتح صاحب السمو تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد، الأمين العام المساعد للتعاون الدولي بمجلس البحث العلمي، مجمع الاستديوهات الرقمية الجديد في مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بسلطنة عمان، ودشن الهوية الجديدة لإذاعة وتلفزيون سلطنة عمان، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ الإعلام المرئي والمسموع في السلطنة.
تضمن الحفل تدشين الاستديوهات الرقمية، وإطلاق الهوية الجديدة للهيئة، بالإضافة إلى تدشين الشعارات الجديدة للقنوات التلفزيونية: القناة العامة، وعمان مباشر، والقناة الرياضية، بالإضافة إلى تدشين شعار إذاعة سلطنة عمان، وتم خلال الحفل تطبيق الشعارات على القنوات مباشرة على الهواء، وقال صاحب السمو تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد حول الافتتاح: «نبارك لجميع المشاهدين بافتتاح هذه الاستديوهات الجديدة التي يفخر الجميع بها، والشعارات التي دشنت تواكب المرحلة القادمة للتطور الحاصل في المجال الإعلامي بشكل عام».
وألقى كل من المذيع محمد المرجبي، والمذيعة سهى الرقيشية كلمة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والتي أوضحت التطور في مسيرة العمل الإعلامي والفني للإذاعة والتلفزيون، وتم التطرق في الكلمة للحديث عن الاستديوهات الرقمية الجديدة: « يُعد مجمع الاستديوهات الرقمية الذي نحتفل فيه وبه هذا المساء؛ نقلة نوعية ومتطوّرة لعمليات البث الإذاعي والتلفزيوني في السلطنة، حيث يضم المجمع أربعة استديوهات رقمية كبيرة لإنتاج الأعمال الدرامية والبرامج المختلفة، وتتراوح مساحات الاستديوهات بين مائتين وسبعمائة متر مربع، كما يضم المجمع مركزًا للأخبار يتكون من قاعة رئيسية للتحرير صممت على أحدث المعايير العالمية مع استديو لبث نشرات الأخبار من داخل القاعة، بالإضافة إلى ثلاثة استديوهات رقمية أخرى للبرامج الإخبارية، ويشمل المجمع ثلاثة استديوهات إذاعية للأخبار وثلاثة استديوهات للبث ومسرحًا للعرض».

مجمع الاستديوهات الرقمية
وتبلغ المساحة الكلية للمجمع حوالي 21 ألف متر مربع، بالإضافة إلى المباني الملحقة والأعمال الخارجية، مثل مبنى المحطة الفرعية للكهرباء ومبنى التكييف المركزي.
وقد صممت واجهة المجمع المتكون من أربعة طوابق على أحدث طراز يجمع بين الحداثة والموروث المعماري العماني، كما تم تصميم الأنظمة والشبكات والأجهزة بالمجمع باستخدام أحدث التقنيات الرقمية العالمية في مجال الإنتاج والبث التلفزيوني.
ويضم المجمع أربعة استديوهات رقمية كبيرة لإنتاج الأعمال الدرامية والبرامج الجماهيرية والترفيهية، وتتراوح مساحاتها بين 200 و700 متر مربع، كما يضم المجمع مركزا للأخبار يتكون من قاعة رئيسية للتحرير (Newsroom) صممت على أحدث المعايير العالمية مع استديو لبث نشرات الأخبار من داخل القاعة، بالإضافة إلى ثلاثة استديوهات رقمية أخرى للبرامج الإخبارية.
ويحتوي المجمع أيضا على ثلاثة استديوهات إذاعية للأخبار، وثلاثة استديوهات للبث ومسرح للعرض (Auditorium) تبلغ مساحته 1500 متر مربع، ويتسع لـ700 شخص، يمكن استخدامه للبرامج الجماهيرية والعروض الموسيقية والمسرحية، ويستخدم كقاعة للمؤتمرات.
كما توجد غرفة رئيسية للتحكم بالمجمع (MCR) والمنطقة الفنية المركزية (Central Technical Area) التي تضم كل مزودات الحاسب الآلي (Servers) والأجهزة الفنية والهندسية الأخرى، كما يشتمل المجمع على المكتبة الفنية وغرف المونتاج والأرشيف والديكور والجرافيكس والمكياج وورش الصيانة وغيرها من الأجهزة المساعدة، والمكاتب الخاصة بدوائر وأقسام الإنتاج والتشغيل والصيانة.

تأهيل وتجهيز
وقدمت الهيئة مجموعة من التجهيزات التي تقوم بها للعمل في الاستديوهات الجديدة، فقامت بتطبيق وتنفيذ برنامج تدريبي لتأهيل المهندسين والفنيين والإعلاميين على استخدام التقنيات الموجودة في الاستديوهات الرقمية داخل المجمع من أجل صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم بالعمل عليها، وتشغيلها تشغيلا متقنًا باحترافية عالية لإظهار القنوات الإذاعية والتلفزيونية بالشكل المطلوب صوتًا وصورةً بما يتلاءم مع المحتوى العالي لبرامجها وأطروحاتها الإعلامية المتنوعة المتميزة بالجودة المدروسة لاحتياجات كل فئات المجتمع.
وتجول راعي الحفل والحضور في الاستديوهات الرقمية الجديدة في المجمع المتكامل والمعزز بكل الأجهزة والتقنيات المتطورة، حيث انتقل الحضور لزيارة استديوهات البرامج في القناة العامة، حيث يتم عرض برنامج علم ومرح، وبرنامج حياتكم، وبرنامج تداوي، وبرنامج سؤال أهل الذكر في استديو رقم 1، وفي استديو 2 يعرض برنامج من عمان وبرنامج قهوة الصباح، وفي استديو 4 تعرض برامج القناة الرياضية، وتم زيارة الاستديوهات الافتراضية، واستديو الأخبار، وكل غرف التحكم.

الهوية الجديدة
وجاءت الهوية الجديدة لتلفزيون وإذاعة سلطنة عمان متناولة مجموعة من القيم التي تترجم عبر محتوى يخاطب بالدرجة الأولى المشاهد العماني ويلامس كل أفراد المجتمع مراعيا التوزع الجغرافي والديموغرافي، وقائما بدور مهم في تماسك هذا المجتمع، ومحتوى يظهر أصالة التاريخ العماني بصورة مواكبة ومعاصرة للتجديد معززا هذا الجانب في المشاهد العماني، ومرسخا فيه تفرد عمان في نظرتها الخاصة للأمور وتعاطيها مع القضايا عموما، وموثقا للهوية العمانية في كل تفاصيله. بالإضافة إلى أن يكون المحتوى رصينا ومتوازنا بعيدا عن الغلو وإغراء الجذب اللحظي لأي قضية كانت، بل يتم إنتاج هذا المحتوى بعد التحقق والتثبت لكسب ثقة الجميع.

القناة الثقافية
وانطلق البث التجريبي للقناة الثقافية خلال حفل التدشين، حيث جاءت القناة مقدمة مجموعة متنوعة من البرامج التي تهم المواطن العماني، وتسهم في رفع مستوى الثقافة لديه، فجاءت لتجمع مختلف عناصر الثقافة من أدب وشعر وفنون وسينما ومجالات علمية وفكرية مختلفة، مراعية اختلاف مستويات الثقافة للمشاهد ومجالات اهتمامه.