• نوفمبر 24, 2024 - 6:02 صباحًا

متخصصون لـ الخليج: الدماء الجديدة وخبرات المتقاعدين سبيل التطوير

يرفض كثير من المتقاعدين مبدأ «التقاعد إحالة إلى الموت»، ويرون في انفسهم القدرة على الاستمرار في العطاء وتوظيف خبراتهم ليستفيد منها جيل الشباب، متسائلين: لماذا لا تستفيد الدولة من تلك الخبرات؟
وأشار متخصصون لـ «الخليج» إلى أن الدولة عليها المزج بين الخبرات السابقة التي طبق عليها قرار التقاعد وبين الدماء الشبابية الجديدة لكي تسير عجلة التنمية بدون أي عراقيل.
وقال رئيس جمعية المتقاعدين سعود العصفور: من الجيد أن يعطي القرار الحكومي الخاص بإحالة من بلغ 30 عاما إلى التقاعد فرصة للشباب الكويتي لكي يقوم بمسؤولياته، ويحمل على كتفيه أمانة التنمية المستقبلية في البلاد، إلا أن الخبرات المكتسبة لمن يحالون على التقاعد ينبغي ألا يتم الاستغناء عنها، خاصة أن هناك من هؤلاء الناس من لديه القدرة على العطاء وبذل المزيد من الجهد لخدمة وطنه. وأضاف: ينبغي ألا يتم الاستهانة بقدرات وخبرات المتقاعدين من خلال هذا القرار، خاصة أن قانون إحالة من بلغ 30 عاما في عمله لم يمنع الاستفادة من تلك الخبرات، وأن يكون هناك تكافؤ ما بين الدماء الجديدة وبين الخبرات السابقة.
وأكد أهمية أن تسعى الدولة إلى المزج بين هذه الخبرات والدماء الجديدة؛ من أجل تدريب الشباب الكويتي وإكسابهم الخبرات المعرفية والعملية في أعمالهم، ومن ثم تتقدم الدولة ولا تتوقف بسبب عدم خبرة الشباب أو بسبب الاستغناء عن أصحاب الخبرات.
ودعا إلى أهمية ألا يتم اتباع سياسة «خذوه فغلوه»، وعليهم الاستفادة من تلك الخبرات من خلال عملهم كمستشارين في وزارات الدولة أو هيئاتها للاستفادة من تلك الخبرات.
وقال: من منا لا يرضى بأن تضخ الدماء الجديدة إلى الوزارات والهيئات، ولكن في المقابل ينبغي ألا نتجاهل الخبرات التي أعطت لهذا البلد من روحها وعرقها وسهرها وجهدها، فهذه الخبرات ينبغي أن يتم مراعاتها بشكل يليق بتلك الخبرات، لافتا إلى أن دول العالم المتقدم تستفيد من هذه الخبرات، فلماذا لا نستفيد من تلك الخبرات بشكل كامل، خاصة أنها قادرة على العطاء وعلى الإبداع.
وأشار إلى أن الخبرات الوطنية التي تحال على التقاعد في شتى وزارات الدولة «كنوز تسير على الأرض»، فلماذا نهملها ولا نستفيد منها بشكل كامل؟!
من ناحيتها قالت سفيرة الاتحاد العالمي للثقافة والآداب فضيلة العيسى: التقاعد كلمة حق أريد بها باطل، مشيرة إلى أنه ليس كل من عمل لسنوات طويلة حصل على الخبرات الكافية طوال هذه السنوات، إضافة إلى أن هناك من حصل على خبرات كافية وتؤهله لأن يستمر في عمله والعطاء لخدمة وطنه.
وأضافت: من المفترض الاستفادة من خبرات البلد ممن عمل 30 عاما في تدريب الشباب الجديد ومتابعة أعمالهم والإشراف الجدي على تلك الأعمال، مشددة على أن عجلة التنمية لا يمكنها أن تسير بدون أن يكون هناك حماس الشباب وخبرات من عملوا 30 عاما.
وقالت: لا بد من المزج بين تلك الخبرات وبين الدماء الجديدة ليكتسب الشباب الخبرات، مشيرة إلى أن تلك الخبرات لديها من القدرات ما يجعلها لاتزال قادرة على العطاء، مشيرة إلى أن هناك ناظرات مدارس جديدات ليس لديهن القدرة على قيادة مدرسة.
ودعت إلى جعل المتقاعدين أصحاب الخبرات مستشارين لتوجيه الشباب الجديد بخبراتهم، وأكدت أهمية الاستعانة بتقارير عمل تلك الخبرات، فهناك خبرات حقيقية من الخسارة أن تترك أعمالها بلا عودة، وهي قادرة على العطاء.
ولفتت إلى أن دول العالم المتحضرة تستفيد من تلك الخبرات في مختلف المجالات، خاصة أنها اكتسبت من المعلومات طوال 30 عاما ما يؤهلها لأن تعمل في شتى المواقع.
وقالت: المتقاعد بعد أن يترك عمله أصبح أنه ترك من أجل أن «يموت»، فالعالم من حوله لم يعد بحاجة إليه، وهذا الشعور أصعب شعور قد يشعر به الإنسان بعد أن يتقاعد.
وأكدت أن هناك العديد من العراقيل التي تواجه المتقاعد بعد أن يخرج من عمله، فلا يستطيع أن يحصل على قرض كونه أصبح متقاعدا، إضافة إلى أنه لا يتم التأمين عليه، ويشعر بأن حياته توقفت فجأة، وكأن قرار التقاعد بعد 30 عاما قرار للموت وليس للتقاعد.
وقالت: ينبغي ألا نحكم على المتقاعد بهذه الطريقة، فالمتقاعد أعطى لوطنه لذلك ينبغي أن يتم رد جزء من تعبه وعرقه طوال سنوات، من خلال توفير الحياة له، ليعيش حياة طبيعية مثلما كان يعيشها وهو على رأس عمله.
ولفتت إلى أن هناك العديد من المجالات التي لم يطرق بابها الشباب، ومن المفترض أن يتم الاستفادة من هذه الخبرات في تلك المجالات، من المفترض أن يسعى البلد إلى أن يعطي للمتقاعدين فرصة أخرى إلى أن يبدعوا بعد أن تم تقاعدهم من أعمالهم.
وأشارت إلى أنه من الخطأ أن أزيح عن العمل من يستطيع أن يعطي البلد والعمل، لذلك لا بد أن يعاد النظر في آلية تطبيق قرار الإحالة إلى التقاعد، خاصة أنه لا يأتي في صالح البلد أو في صالح المتقاعد.
بدورها قالت التربوية سعاد الرفاعي: من الخسارة ألا يتم الاستفادة من الخبرات التي تخرج من العمل بعد 30 عاما، فتلك الخبرات كنوز لمعت طوال 30 عاما، لذلك لا بد من الاستفادة منها وإكساب الشباب هذه الخبرات من خلال الدمج بينها.
وأضافت: هناك البعض خرج إلى التقاعد وليست لديه القدرة على استكمال العطاء، وهناك من لديه القدرة والخبرة الكافية لكي يعطي بنجاح، فلماذا نخسر هذه الخبرات؟
ولفتت إلى أن هناك من لا يتم إحالته على التقاعد، ويظل على رأس عمله سنوات طويلة، ونتساءل: لماذا يطبق القرار على البعض دون الجميع؟ ولماذا لا يستفاد بخبرات الجميع؟

Read Previous

قانونيون يحذرون من تسلل الكيانات غير الشرعية إلى الاقتصاد الوطني

Read Next

«الشباب»: إقبال كثيف على التسجيل في جائزة التميز الشبابي

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x