شكلت الشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) وحدة عمل متخصصة بعلاقات المستثمرين بهدف إدارة ومتابعة طلبات الاستثمار المقدمة من القطاع الخاص لمشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس، حيث بدأ تفعيل المفاوضات بين فريق الاستثمار بهذه الوحدة المتخصصة مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص والمستثمرين من الجهات الحكومية وصناديق الاستثمار المهتمة في الاستثمار بالمشروع، في الوقت الذي أعلن فيه الفريق عن الإقبال الواسع من المستثمرين من مؤسسات القطاع الخاص المحلية والدولية، والمطورين والمؤسسات المصرفية المهتمة بالشراكة في المشروع الجديد.
هذا وسيتم إنشاء الشركة المطورة للميناء في المرحلة المقبلة، وتمثلها الشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران) بنسبة 51 في المائة، والقطاع الخاص بنسبة 49 في المائة تم تخصيصها للمستثمرين وصناديق التقاعد الاستثمارية.
كما تلقى المشروع اهتماما ملحوظا من المشغلين الدوليين لمرافق الضيافة لإدارة واحد من الفنادق السبعة المخططة بالواجهة البحرية والتي ستتوزع بين فئات (٣ و٤ و٥ نجوم)، حيث شملت قائمة المشغلين المهتمين أسماء عالمية مرموقة ومنها: العنوان للفنادق والمُنتجعات لشركة إعمار، مجموعة ماندارين أوريانتل للفنادق، وفنادق حياة، وفنادق ومنتجعات فيكتوري، وفنادق ومنتجعات هيلتون، ومجموعة تاج للفنادق والمنتجعات والقصور، ومجموعة بانيان تري للفنادق والمنتجعات الفاخرة، و شيدي، و فنادق فور سيزونز.
وحول هذا الإقبال البارز من المستثمرين و مشغلي الفنادق العالميين، تحدث صلاح الغزالي، رئيس الاستثمار في عمران قائلا: «في هذه المرحلة التي تعاني من معدلات الفائدة المنخفضة، وتراجع عوائد الاستثمارات التقليدية، يبحث المستثمرون دوما عن أسواق استثمارية جديدة تضمن عوائد مستقرة ومستدامة ومتجددة، وعقب الإعلان عن مشروع الواجهة البحرية، استحوذت على اهتمامنا طلبات الاستثمار من كبار المستثمرين على المستوى المحلي، وذلك للشراكة في تطوير المشروع الذي يعي المستثمرون تماما عوائده المجزية المتوقعة.
وقد حرصنا على إعطاء الأولوية فيه للمستثمر المحلي ومن ثم للمستثمرين الإقليميين والدوليين».
وأضاف قائلا: «يعد مشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس أحد المشاريع التي تشكل أهمية وطنية، حيث ستكون أحد أبرز الوجهات السياحية للسلطنة، ومن المتوقع تدشين المرحلة الأولى في العام 2020، لتواكب بذلك الأحداث الثقافية والرياضية الكبيرة القادمة للمنطقة أبرزها معرض أكسبو بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في عام 2020، والذي من المتوقع أن يسهم في جذب 25 مليون زائر إلى دبي خلال فترة انعقاده، وتعمل عمران على وضع خططها التسويقية والتطويرية المتعلقة بإنجاز المشروع بأسلوب يكفل الجاهزية التامة للاستفادة من السياحة العالمية المتدفقة إلى المنطقة. وقد أبدى عدد من مشغلي الفنادق الدوليين اهتمامهم في هذه المرحلة، ونحن سعداء بالتعامل مع بعض العلامات التجارية البارزة في هذا القطاع لإدارة فنادق الواجهة البحرية».
كما أفاد صلاح الغزالي قائلا: «سيحافظ المشروع على المكونات التراثية والأصالة التي تحتفي بها هذه الوجهة، مع إضافة عناصر الحداثة لتجديد كورنيش مطرح، وسيتم تطوير المشروع ليكون بوابة سياحية متكاملة في قلب مسقط العامرة، تستقطب جميع زوارها من داخل السلطنة وخارجها مع الحرص على دمج عناصر الضيافة العمانية والتراث الأصيل للبلاد».
وتهدف عمران بصفتها المطور الرئيسي للمشروع إلى صناعة وجهة سياحية فريدة، حيث عمدت إلى تطوير فكرة المشروع من خلال الاستفادة من نماذج عالمية مماثلة لأبرز الوجهات البحرية في العالم مثل الواجهة البحرية لمدينة كيب تاون. وقد تم تقسيم المشروع إلى أربع مراحل على أن يبدأ العمل في المرحلة الأولى منتصف العام الجاري، ويتوقع إنجازها بحلول عام 2020، وستتضمن المرحلة الأولى للمشروع عددا من المرافق الترفيهية التي ستستقطب أعدادا كبيرة من الزوار للاستمتاع بتجربتهم في الواجهة البحرية، حيث ستشمل حاضنة أعمال فنية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومركزا تجاريا للمنتجات الحرفية والمنتجات الزراعية، ومركز التراث البحري الذي سيتميز باحتضانه لسفينة شباب عمان الشراعية، ومنافذ التسوق والمطاعم والمقاهي، إلى جانب معرض للأحياء البحرية، وقرية ترفيهية متكاملة للأطفال. وقد تم تصميم المركز التجاري للمنتجات الحرفية والزراعية بمواصفات تحاكي الحاضنة التجارية الناجحة (Watershed) بواجهة كيب تاون البحرية.
كما ستتضمن المرحلة الأولى أيضا ممشى مرفأ الصيادين بمطرح وسوق أسماك، إضافة إلى فندق من فئة (خمس نجوم) مقابل مرفأ الميناء، وفندق من فئة (أربع نجوم) للعائلات وشقق فندقية وشقق سكنية للمقبلين على شراء مساكن للمرة الأولى، كما ستتوفر مساحات واسعة لركن السيارات وحدائق ومواقع لقيادة الدراجات الهوائية.
وستواكب المرحلة الأولى للواجهة البحرية -التي ستدشن في 2020- الأحداث الثقافية والرياضية الكبيرة المرتقبة في المنطقة، ما يسهم في استقطاب المزيد من الزوار من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، حيث من المتوقع أن تشهد تلك الفترة حركة سياحية نشطة. وحول رؤية عمران للمشروع الجديد تحدث زولتان كالي، رئيس الاستراتيجية لدى عمران قائلا: «يلعب هذا المشروع دورا مهما في بلورة استراتيجية عمران التي تركز على صناعة المجتمعات الحضرية والوجهات السياحية. وتتمحور فكرة المشروع حول إيجاد أرضية للسياحة المحلية والعالمية، مع التركيز بشكل أساسي على إيجاد مركز حيوي يلبي احتياجات المجتمع المحلي من خلال إضافة أنشطة ترفيهية ووجهات تسوق جديدة تعكس التراث الأصيل لمدينة مسقط القديمة، كما تشير النماذج السياحية العالمية إلى أن المشاريع السياحية الحضرية تشكل مصدر جذب للسياح والمجتمعات المحلية على حد سواء». وأضاف قائلا: «يترجم المخطط الرئيسي للمشروع الرؤية المتمثلة في تطوير أبرز وجهات الجذب السياحي في العاصمة مسقط، عبر استلهام وترويج التاريخ العريق لميناء مطرح القديم، كما سيوفر المشروع فرصا عديدة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في مسقط فضلا عن توفير الآلاف من فرص العمل في ولاية مطرح». هذا وتم الانتهاء من مخطط التطوير الرئيسي للمشروع في عام 2015 والذي أخذ بعين الاعتبار الملاحظات القيمة التي أبداها القطاع الخاص الراغب في المشاركة في المشروع والاستفادة من الفرص الهائلة التي يوفرها في قطاع السياحة والضيافة، وعليه يتوقع أن يلعب القطاع الخاص دورا محوريا في تطوير المشروع عبر رسم ملامح الأنشطة التجارية ومرافق الضيافة والتجزئة في الواجهة البحرية الجديدة. ويتوافق مشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس مع توجهات الحكومة نحو تنويع مصادر الدخل، كما سيلعب المشروع دورا رائدا في دفع عجلة النمو السياحي في العاصمة مسقط خلال العقود القادمة.