تواصل الكويت رعايتها لحفظة كتاب الله، فقد شمل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، برعايته وحضوره الحفل الختامي لتكريم الفائزين والفائزات في مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده التاسعة عشرة على مسرح قصر بيان.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وكبار الشيوخ وسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز رئيس المحكمة الدستورية المستشار يوسف المطاوعة، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، والوزراء وكبار المسؤولين بالدولة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلا أحد الفائزين بالمسابقة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية كلمة رحب فيها لسمو الأمير وسمو ولي العهد والحضور، مؤكدا أنه «لا يوجد في الدنيا كتاب للخير أجمع ولا للانسانية أنفع ولا للمكانة أرفع من كتاب الله العظيم، الذي يمثل الهداية والنور ومفتاح دار السعادة والسرور».
وقال الصانع: إن «كتاب الله العظيم فتح الله به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا وضمن للمسلمين الأمن والسعادة في دنياهم واخراهم إذا هم تلوه حق تلاوته وتفهموا سوره وآياته وتفقهوا جمله وكلماته ووقفوا عند حدوده وأمروا بأوامره وانتهوا بنواهيه وتخلقوا بما شرع وطبقوا مبادئه ومثله وقيمه على أنفسهم وأهليهم و مجتمعاتهم».
وأضاف: «إن الأمانة العامة للأوقاف منذ نشأتها تقوم بجهد رائد ومتميز في خدمة كتاب الله تعالى باذلة كل الطاقات والهمم لخدمة القرآن الكريم ووضعه في المنزلة الأسمى لكل أعمالها بهدف زيادة عدد حفاظه وزيادة عدد المشاركين لنيل شرف المنافسة في هذه المسابقة على مدار التسع عشرة سنة المتعاقبة. وإننا نفخر اليوم بتتويج كوكبة جديدة من حفظة كتاب الله عز وجل في مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده التاسعة عشرة «الحافظ» لعام 2015 والتي بلغ عدد المشاركين فيها 1158 متسابقا ومتسابقة في التصفيات النهائية التي أقامتها في مسجد الدولة الكبير، يمثلون 33 جهة حكومية وخيرية داخل الكويت، وبلغ الفائرون 200 فائز من الذكور والإناث في مختلف شرائح وفئات المسابقة بمعدل 74 فائزا من الرجال والبنين و 79 فائزة من النساء والبنات و 44 فائزا وفائزة من ذوي الاحتياجات الخاصة و 3 فائزين من المؤسسات الإصلاحية».
وتابع الصانع «إننا نعد سموكم أن تظل جهود القائمين على هذه المسابقة موصولة لرعاية وحث الأجيال الجديدة من أبناء هذا الوطن العزيز على الاجتماع حول مائدة كتاب الله العظيم وتشجيع التنافس على حفظه وإتقان تلاوته وتدبره وتعلم معانيه عرفانا بقدر هذا الكتاب الذي هو أمانة في أيدينا. ونعدكم أيضا أن تواصل الأمانة العامة للأوقاف جهودها الحثيثة في دعم كافة مجالات التنمية المجتمعية الأخرى جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية الأخرى التي تسعى إلى المساهمة في النماء والرخاء والاستقرار المجتمعي في ظل القيادة الحكيمة لسموكم وسمو ولي عهدكم الأمين حفظه الله».
وقال: «إن تفضلكم يا صاحب السمو حفظكم الله برعاية مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتتويجها بتوجيهاتكم السامية لتحفيظ القرآن الكريم وتشريفها بحضور سموكم حفل تكريم الفائزين في كل عام لهو توفيق من الله تعالى أجرى به الخير على يديكم لتكون في مقام القدوة الحسنة في العمل من أجل عزة الإسلام ونصرة المسلمين».
وختم كلمته بالدعاء لله العلي القدير بالحمد لله والثناء عليه سبحانه، كما توجه بخالص الشكر لسمو الأمير على رعاية سموه الكريمة للجائزة السنوية والشكر موصول للأمانة العامة للأوقاف واللجان المنظمة والعاملة في المسابقة وللمتسابقين والمتسابقات وأولياء أمورهم ولكل من ساهم بجهده ووقته في إنجاح هذه المسابقة اللهم اجعل القرآن الكريم لقلوبنا شفاء ولصدورنا نورا وعلى الصراط دليلا وفي الجنة رافعا.
وبعدها تم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الجائزة ثم تفضل سمو الأمير بتقديم الجوائز للفائزين والجهات الفائزة بمسابقة الكويت الكبرى التاسعة عشرة لحفظ القرآن الكريم وتجويده.
كما تم تقديم هدية تذكارية إلى سمو الأمير بهذه المناسبة.
في حث الشباب على حفظ القرآن
دراسة مقارنة: جائزة الكويت تتفوق على نظيراتها العالمية
أكد أحمد الطويل مدير إدارة شؤون القرآن الكريم نائب رئيس اللجنة التنفيذية لجائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم وقراءاته وتجويد تلاوته أنه تم إجراء دراسة علمية حول ما حققته الجائزة محليا ودوليا لقياس مدى نجاحها في حث الشباب الكويتي على الدخول في مضمار التنافس الشريف لحفظ القرآن الكريم وتلاوته، إضافة إلى دراسة للمقارنة بين جائزة الكويت ونظيراتها من الجوائز العالمية، وقد ثبت بلغة الأرقام والدراسات العلمية تفوق جائزة الكويت عليها جميعا، رغم حداثتها، مقارنة بمثيلاتها في بعض الدول العربية والإسلامية الكبرى، ما يؤكد بوضوح أن الجائزة وُلدت عملاقة.
وأرجع الطويل هذا التميز الذي حصدته الجائزة إلى الرعاية السامية من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وتفضله بتكريم الفائزين، وحرص سموه على إكرام أهل القرآن، كما أرجعه إلى الجهود المبذولة من قبل اللجان العاملة في الجائزة، والتي تبدأ عملها قبل بدء التصفيات بفترة طويلة، حتى تخرج بصورة تليق بدولة الكويت.
وثمن الطويل متابعة وتشجيع وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع للجان العاملة وتأكيده على احراز المزيد من التميز والتفوق في الجائزة لتظل محافظة على ريادتها عالميا.
وقال الطويل: إن جائزة الكويت تأتي في إطار اهتمام الشعب الكويتي الأصيل من لدن الكويتيين الأوائل بالقرآن الكريم، فقد كثرت أوقافهم الهادفة لخدمته، ونشر حفظه وتجويده وتعريف الناس بأحكامه، واستكمالا لهذا الموروث الحضاري الرائد أصدر مجلس الوزراء قراره الخاص بتنظيم الجائزة، تتويجا لجهود دولة الكويت في مجالات تحفيظ وتجويد القرآن الكريم، وتنشيطا للمنافسة بين أبناء الأمة الإسلامية ودفعهم للتزود من هذا الزاد الروحي والنبع الديني الكريم،
وحثا لمختلف الجهات الدولية لتبذل المزيد من الجهود في سبيل خدمة كتاب الله الكريم حفظا وتجويدا، وكذلك تعبيرا عن اهتمام المجتمع الكويتي بجميع فئاته بالقرآن الكريم، وليس أدل على هذا الاهتمام وتلك العناية من تفضل صاحب السمو الأمير، بشملها برعايته امتدادا لاهتمام سموه بكل ما يتعلق بشئون خدمة ديننا الحنيف.
رؤية «الأوقاف» لمواجهة الإرهاب ودحض الغلو
بيّن وكيل وزارة الاوقاف فريد عمادي أن رؤية وزارة «الأوقاف» العلاجية لمظاهر الارهاب والتطرف الفكري، تنطلق من عناصر عدة، أهمها:
1 – بيان وسطية الإسلام وتقويم المفاهيم المغلوطة لرد أصحابها إلى الطريق الصحيح.
2 – فرق متخصصة لرصد الأفكار المتطرفة وتصنيفها وتوثيق الردود الشرعية عليها، ووضع الطرق العلمية للحد من ضررها.
3 – صد الدعاوى الإيجابية لدى بعض الجماعات وتشجيعها وجذب أصحابها لدمجهم في النسيج الاجتماعي والوطني.
4 – التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في رصد التطرف ووضع منهجيات وآليات الرد عليها، وبيان صحيحها بما يتوافق مع مبادئ الشريعة.
5 – نشر الردود العلمية على الأفكار المتطرفة، من دون تطويل أو مبالغة، لتكون بيد الجميع صغارا وكبارا لتحصينهم من التطرف.
6 – انتاج موسوعات علمية وبرامج إعلامية هادفة للرد على الأقوال والشبهات المتنافية مع صحيح الدين.
واكد عمادي ان آليات «الاوقاف» لتطوير المساجد ودورها في المجتمع، تقوم على:
• تسخير خطب الجمعة والدروس الدينية والخواطر بالمساجد لتوجيه المجتمع نحو الفكر المعتدل.
• تهيئة وإعداد وتأهيل الخطباء والعلماء والدعاة والمعنيين بالأمور العقدية لتتلاءم مع وسطية الإسلام.
• وضع منظومة مسبقة للدروس بالمساجد لتعزيز الوسطية وتوجيه المجتمع يتوافق مع أحكام الشريعة.
• تطوير مهارات العرض والتقديم والإلقاء والخطابة للائمة والخطباء.
• توفير المتطلبات الثقافية والمكتبية الحديثة للخطباء والواعظين لمساعدتهم في نشر قيم الوسطية.
• تعزيز الروابط والعلاقات بين المسجد وجميع فئات المجتمع.
كما أوضح عمادي ان «الأوقاف» تعمل على ابتكار أسس ومبادرات ترتبط بنشر الاعتدال والفكر الوسطي ومواجهة التطرف، من خلال وسائل تتبنى التنوع الفكري والعقائدي في مجتمعنا، وفق المحاور التالية:
1 – تعزيز الدور التوجيهي والدعوي للمسجد.
2 – نشر الاعتدال ومواجهة التطرف بأساليب ثقافية وتوجيهية.
3 – تطوير وتجديد الخطاب الديني.
4 – التنسيق مع وزارات ومؤسسات الدولة لتفعيل الفكر الوسطي المعتدل.