يشهد مهرجان صلالة السياحي 2016 إقبالا حاشدا من السياح والزوار من المواطنين والمقيمين من مختلف محافظات سلطنة عُمان ودول الخليج العربية وشكلت الفعاليات التي دشنت انطلاقة مهرجان صلالة السياحي 2016م لوحة جميلة تطرزت بخيوط الفرح ومدت ذراعيها لتستقبل ضيوف محافظة ظفار من داخل السلطنة.
ويحتضن المهرجان فعاليات متنوعة تشمل جميع المناشط الاقتصادية والفنية والثقافية والدينية في ظل هذا التناغم تبدو الصورة أكثر إشراقا لانطلاق فعاليات المهرجان والتي يفعل برامجها وأحداثها الجمهور المحب، والذي يرى في هذه الفعالية الوطنية المساحة الكبرى لتفعيل إبداعاته ومهاراته، سواء من خلال مشاركته كعنصر فاعل ضمن فرقة ما، أو من خلال مشاركته كزائر محب ومستمع.
الزائر عنوان الرضا
وتعتبر صلالة عنوانا براقا ناصعا يعبر عن مكنون كبير يستوعب المساحة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب لمسمى كبير اسمه عُمان السلطنة والسلطان، عُمان ذلك الامتداد الحضاري البعيد، وذلك العطاء الإنساني الكبير وذلك الحاضر الذي يعطي بسخاء كلما توغل في استباق الركب، ولا يزال في هذا السباق ومقداما.
الصورة التراثية
وقد تبنى مهرجان صلالة السياحي منذ انطلاقته الأولى وجود الصورة التراثية التي تنقل الواقع الحقيقي لهذا المشهد. وفي ذلك توجه حكيم حيث لا يمكن بخلاف ذلك أن تكتمل الصورة التراثية في شكلها النهائي للأمة والوطن الذي يراهن على استمرارية هذا التراث والمحافظة عليه، ونقله إلى الأجيال بصورته المتكاملة، حتى وإن تعرض لعوامل التلاقح مع ثقافات الشعوب الأخرى التي يتعاطى معها في صورة تأثر وتأثير فقد اشتملت القرية التراثية على العديد من الفعاليات المميزة التي جذبت من اليوم الأول معظم زوار مهرجان صلالة السياحي.
الفرق الشعبية
تألقت الفرق الشعبية الموجودة على أرض الساحة العامة بمركز البلدية الترفيهي من خلال العروض الشعبية التي تقدمها وسط حضور جماهيري غفير شغوف بالاستماع إلى الأغاني الشعبية للفرق المشاركة التي يزخر بها التراث الشعبي العُماني وتواصلا مع الاهتمام بهذا التراث إلى أجيال قادمة وتمجيدا لهذه الفنون فقد وجدت اللجنة المنظمة مكانا خصبا لإبراز مثل هذه الفنون كونها تمثل واجهة حضارية تدل على تجمع سمات وأصالة المجتمع العُماني فكان مهرجان صلالة السياحي فرصة التقاء هذه الفنون لإبرازها للزائر وعرضها أمامه كي يتأمل جمالياتها ودلالاتها. وتواصل فرق الفنون الشعبية تقديم رقصاتها المختلفة بمركز البلدية الترفيهي حيث تتناوب الفرق المشاركة في المهرجان في تقديم عروضها المختلفة من فنونها الشعبية لمختلف ولايات ومحافظات السلطنة لتبرز هذه الفرق الفنون الشعبية العُمانية من خلال العروض التي قدمتها مساء أمس إلى نهاية مهرجان صلالة السياحي وهذه فرصة لعرض هذه الفنون أمام الجمهور وزوار مركز البلدية وتعريفهم بها كونها فنونا عريقة تحمل معانيَ عميقة في رقصاتها وأنغامها وكلماتها.
نخبة من كبار نجوم الفن الخليجي
في هذه الأيام الإستثنائية تتألف محافظة ظفار بجمالها الأخاذ ومناخها الرائع حيث تنخفض به درجات الحرارة وتهب الرياح الموسمية الباردة التي تحمل في طياتها زخات الرذاذ العليل المتواصل طوال موسم الخريف.
مما يؤدي إلى اكتساب جبال وسهول محافظة ظفار بغطاء أخضر يغشاه الضباب والسحب الكثيفة وتدب الحياة في الينابيع والعيون والشلالات وتتدفق منها الصافية الرقراقة على تناغم هذه الطبيعة الخلابة وهذا الجمال المهيب الذي يأسر القلوب ويبهج النفوس والناس الطيبين في المحافظة والخدمات والمرافق الحديثة والتاريخ الأصيل والتراث المجيد للمحافظة حشدت اللجنة المنظمة لمهرجان صلالة السياحي في تنظيم العديد من البرامج والأنشطة مما يضفي على هذا الحديث الكبير مظاهر التغيير والتحديث لإضافة عنصر الإثارة والتشويق لإدخال البهجة والسرور لنفوس مرتاديه من المواطنين والزوار الأكارم.
وتعد سهرات وأمسيات مهرجان صلالة السياحي الفنية التي تقدم على مسرح المروج بمركز البلدية الترفيهي في سهل أتين حدث هام واحتفالية رائعة تواكب موسم الخريف كل عام ويترقب الجميع وخاصة جماهير الفن الأصيل والطرب الراقي في صلالة الأصالة بلهفة وسوق رؤية مطربيهم ومطرباتهم المفضلون والأهم من هذا ما يقدمونه من كلمات جميلة وألحان ساحرة وأداء حقيقي وحس مرهف ومشاعر صادقة لإرضاء الجماهير التي أتت من معظم ولايات السلطنة ودول مجلس التعاون والعديد من الدول العربية لرؤية هؤلاء الفنانين وما يقدمونه من جديد في أسلوبهم الغنائي والفني.
يشارك في إحياء هذه الأمسيات الفنية نخبة من كبار نجوم الفن الخليجي، من الكويت والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومن فناني العالم العربي من مصر ولبنان واليمن وتونس بالإضافة إلى كوكبة من الفنانين العُمانيين الواعدين لإضفاء.نكهة الغناء والصوت الطربي المحلي على الأغنية الخليجية والعربية لتمتزج السموفينية في إخراج فن متنوع ليتناسب مع أذواق الجماهير ليكتمل الإستماع بالإجازة في ربوع المحافظة.
الأشكال الكرتونية مقصد وملتقى الأطفال
ما أن شاهد الأطفال الأشكال الكرتونية في المهرجان حتى تجمعوا حول هذه الأشكال الكرتونية المعروفة لدى الصغار والكبار وقد عمدت إدارة المهرجان هذا العام على زيادة عدد الأشكال الكرتونية بسبب شهرتها الواسعة لدى الأطفال مثل ميكي ماوس وبارني والأرنب والقط والدب والأسد وأنواع أخرى من الحيوانات التي تظهر على شاشة التلفزيون في برامج الكرتون المتنوعة، بالإضافة إلى دمية اللبانة التي ترتدي الزي الظفاري التقليدي والتي تعتبر تعويذة المهرجان ومشاهدة هذه الأشكال الكرتونية تجلب الفرحة والسعادة للأطفال وأسرهم، حيث إن الأطفال يتجمعون حول هذه الأشكال ومحادثتها واللعب معها بغية معرفة من بداخل هذا الشكل الكرتوني الذي أصبح السمة المميزة لمعظم المهرجانات.
حياة الأجداد تعكس هوية الإنسان عبر التاريخ
ظفار تكتسب هذه الخصوصية في ذاتها ونقلها للزائر ولذلك تأتي الانطباعات صادقة الفطرة غير متكلف في إبدائها فالآخرون أيضا لهم عطاؤهم الحضاري ولا شك، ولكن كما قال أحد الزائرين «انصدمت بكل ما رأيت، ودارت عقارب الساعة 36 درجة لتعي تشكيل الصورة من جديد «الزائر الواحد هو عنوان لكل الزائرين ولا شك إن انطباعات الزوار شهادة غالية يثمن ثقلها المواطن على هذه الأرض الطيبة، ويعتبرها لؤلؤة مضيئة توثق في سجلهم الخالد، لتقرأها الأجيال فيما بعد. ولتنير لهم الطريق لكي تبقى هذه البقعة من الأرض كما كانت لؤلؤة مشرفة على امتداد أعمار الرجال الذين خلدوا بصماتهم على صفحات التاريخ، فكانت سبيلا يهتدي بها الأجيال. فهنيئا لمحافظة ظفار هذا السمو وهنيئا لعُمان هذا الخلود، ومرحبا بكل النفوس الزائرة الحية التي تقاسمنا فرحة التعاطي مع الآخر، وأهلا بكل ضيوف السلطنة.