تحت غطاء الأنشطة الاجتماعية والطلابية، تسللت القبلية لتفرض نفسها لاعبا رئيسا في الانتخابات، وبدلا من اختيار القوائم المتنافسة لأسماء مرشحيها من بين الطلاب والطالبات وفقا لمعايير شفافة يفترض انها تشكل جزءا من دراستهم، باتت أسماء المرشحين تخرج من داخل القبيلة بل من «الفخذ» أحيانا ليتطور التنافس الطلابي داخل القبيلة نفسها أيضا.
ومع انطلاق الانتخابات أمس الاثنين، حددت اللجان القبلية أسماء مرشحيها داخل القوائم ووجهة تصويتها، في مشهد طارئ لم تشهده في السابق الحركة الطلابية الكويتية، ويعبر عن التراجع الكبير في الممارسة الديموقراطية التي يفترض ممارستها بأبهى صورها بين الشباب داخل المؤسسات الأكاديمية.
ومع تأكيد أن القبيلة تمثل هوية اجتماعية، فهذا لا يعني أن يشكل الانتماء لها مبررا لخلق حالة من الاستقطابات في المجتمع الطلابي، الذي يفترض أن يكون النموذج المثالي الذي ينأى بنفسه عن أي انعكاس سلبي أو انقسامات واصطفافات خارج الصرح الجامعي.
وبخصوص انتخابات الجمعيات العلمية لكليات جامعة الكويت للعام الجامعي 2016 / 2017، دشنت عمادة شؤون الطلبة أولى فعالياتها في بهو كلية العلوم الاجتماعية تحت شعار «نبذ العنصرية» من خلال الحملة الإعلامية (جامعتنا) في حفل استعراضي متميز بمشاركة كل من الفنانين القديرين جاسم النبهان ومحمد جابر ووسط حضور وتفاعل طلابي كثيف.
وقال النبهان وجابر إن «كل ما في الكويت يجمع ولا يفرق فأهل الكويت جبلوا على حب بعضهم البعض دون عنصرية أو طائفية مميزين أن الأفكار والآراء تختلف ولكنها في النهاية تصب في مصلحة الكويت، داعين الطلاب إلى نبذ العنف».
وتخلل اطلاق الحملة الإعلامية مشهد تمثيلي عن مشادة كلامية بين طالبين حول إحدى القضايا الجامعية كان لكل منهما رأي فيها ولكن نتيجة عدم اتفاقهما في اقناع كل منهما الآخر ارتفعت الأصوات في ما بينهما وتطور النقاش ليصل الى التشابك بالأيدي وتدخل مجموعة من الطلاب ونجحوا في احتواء الموقف.
وخرج من بين الجموع الطلابية كل من الفنانين جاسم النبهان ومحمد جابر، معبرين عن روح الأبوة موجهين النصح للطلاب بأن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية، مؤكدين أن «أهل الكويت منذ القدم يختلفون بالرأي ولكن لا يختلفون على حب الوطن».