• نوفمبر 24, 2024 - 10:20 صباحًا

خبراء سياسيون: من المبكر الحديث عن سياسة ترامب تجاه دول الخليج

أجمع باحثون سياسيون على أنه من المبكر الحديث عن سياسة الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب تجاه دول الخليج ، مؤكدين ان تصريحاته خلال الحملة الانتخابية لا يمكن الاعتماد عليها لتشكيل رأي حول سياسته تجاه المنطقة لاسيما ان أميركا دولة مؤسسات والمواقف فيها لايحسمها رئيس الولايات المتحدة فقط.
وأشار الباحثون إلى أن الواقع السياسي سوف يفرض نفسه على العلاقات الخليجية الأميركية.
ووفقا لصحيفة «الشرق»، قال الدكتور خالد الحروب، أستاذ العلوم الإنسانية بجامعة نورثويسترن قطر خلال ندوة نظمها مركز بروكنجز، إن موقف ترامب كان واضحا أثناء الحملات الانتخابية، حيث أكد أنه لن يسمح لإيران بأن تعيث في الأرض فسادا، وهذا الكلام ترتاح له دول الخليج. وفي الوقت نفسه، نجده يهاجم دولا بالمنطقة، بما يعكس حالة عدم الوضوح في سياساته المستقبلية تجاه دول الخليج، حتى الآن. وأشار إلى أن الواقع السياسي سوف يفرض نفسه على العلاقات الخليجية الأميركية.
وأشار الحروب إلى أن ترامب كان ناجحا في تصوير هيلاري على أنها امتداد لنظام فاسد وضعيف، لافتا إلى أنه استغل خبرتها في الإدارة الأميركية لصالحه بالقول إنه يفضل أن يكون بلا خبرة، على أن يكون مثلها ذو خبرة سيئة وفاشلة. وقال إن بعض الناخبين لم يكن يظهر رأيه بصراحة، حول ميوله في التصويت قبل الانتخابات، ولكنهم ذهبوا للتصويت لترامب.
وحول مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية، على ضوء تصريحات ترامب بتمزيق الاتفاق النووي معها، قال الحروب إنه إذا كان هناك خطوة عملاقة تلغى الاتفاقية، فإنها ستخلق فوضى أكبر مما هو موجود حاليا، ولازلنا في مرحلة مبكرة للتحقق من ذلك. وبشأن سوريا، قال الحروب إن ترامب لن يضع الديموقراطية شرطا للوصول إلى حل سياسي، وربما يحافظ على بقاء الأسد والروس في المنطقة.

سياسة جديدة
وأوضح أستاذ العلوم الإنسانية أن السياسة تجاه روسيا سوف تحدّد السياسات الأميريكية نحو العديد من القضايا الأخرى، وأبرزها الأزمة السورية، وموقف ترامب من النفوذ الروسي إقليميا ودوليا والانسحاب الأميركي من الكثير من المناطق. وأكد أن ثمة شهر عسل قصير بين ترامب والرئيس الروسي بوتين، وعلينا أن نتابع كيف ستتطور الأمور، مشيرا إلى أن ترامب لن يضع الديمقراطية شرطا للوصول إلى حل سياسي وربما يحافظ على بقاء الأسد والروس فى المنطقة.
من جانبه قال استاذ العلوم السياسية د. عايد المناع، بحسب صحيفة السياسة، ان فوز ترامب جاء لانه حاز على ثقة الشعب الاميركي، مبينا انه من السابق لاوانه ان نقيم سياسات ترامب الخارجية.
وذكر ان فوزه سينعكس على الاحداث في سورية التي منها ان هذا الفوز سيصب لصالح النظام السوري وربما للاوضاع في اليمن.
وبين انه ليس من مصلحة ترامب ان يتوافق مع السياسة الايرانية لاعتبارات عدة اهمها ان ترامب يعي جيدا ان تقاربه مع ايران يمكن ان يكون على حساب الدول الخليجية، وبما ان الدول الخليجية لا يستهان بها لأنها تملك الثروة النفطية فهذا الوضع يمكن ان يجعلها ورقة ضغط على السياسة الاميركية.
وافاد المناع ان الدول الخليجية بامكانها ان تتقرب من ترامب ليس من خلال شخصه ولكن عن طريق مستشاريه لتقريب وجهات النظر مع السياسات الاميركية مع ضرورة مد الجسور مع اللوبيات داخل اميركا.
ونبه د. المناع ان ترامب بما انه لا يملك خبرات سياسية او عسكرية فمن المتوقع الا تستقر سياساته الداخلية او الخارجية الا بعد عامين تقريبا.
بدوره، قال جوشوا، رئيس قسم الحكومة بكلية الشؤون الدولية، جامعة جورج تاون، إن الشعب الأميركي أراد التغيير بشكل فعلي، بعد ثماني سنوات من إدراة أوباما، وهو ما ترتب عليه الذهاب إلى المرشح الجمهوري، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام الأميركية جعلت الشعب الأميركي يشعر بالعار، لإحساسه أن كلا المرشحين على درجة غير كفيلة بانتخابه، وهو ما أدى إلى تلطيخ كليهما.
وأوضح أن الناخبين قد أخفوا نواياهم عند الحديث لوسائل الإعلام، لأن قبول المرشح الجمهوري دونالد ترامب، يعني بأنك عنصري، ومتهم طول الوقت. ولذلك، فلم يشأ أحد أن يظهر نواياه، ما أدى إلى ذلك المشهد الذي ترتب عن الانتخابات الرئاسية.
ونوّه إلى أن المجتمع الأميركي حاليا، لديه حالة من حالات الرهاب ضد الأجانب والمهاجرين، لافتا إلى أنه من أهم العوامل التي جذبت الناخب إلى ترامب هو موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث قام ترامب باجتذاب الناس إليه من خلاله، علاوة على أن ترامب في حد ذاته ليس «فاشيا»، إلا أنه في النهاية رجل أعمال، له نشاطات تجارية واسعة، ويبني رؤيته على منهج عقد الصفقات.

الموقف من المسلمين
وقال جوشوا إنه لا يمكن إغفال تصريحات ترامب العدائية ضد المسلمين، وموقفه الواضح اتجاه المهاجرين، وبالتالي، يجب علينا أن نفهم سياساته المستقبلية، من خلال هذا المنظور. وربما الفارق هو أن منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية يقتضي سياسة أكثر عقلانية، وخطابا مختلفا عن خطاب الحملات الانتخابية. ولعل ما رأيناه في خطاب النصر، خير دليل على ذلك، حيث ظهر الرئيس المقبل بشكل عقلاني وواقعي، وأكثر هدوءا.
وحول تأثير الخطاب العنصري على مستقبل الولايات المتجدة، أكد جوشوا أنه من الخطأ القول بأن من صوت لترامب هم العنصريون فقط، أو ذوي البشرة البيضاء فقط، مشيرا إلى أن ترامب لم يهتم كثيرا بطرح نفسه أمام الرأي العام الأميركي بأنه يمثل حالة النقاء، على خلاف هيلاري كلينتون.
وأكد المدير العام للمركز الخليجي للمعلومات والوثائق د. ابراهيم الشكري ان فوز ترامب لن يؤثر على المنطقة بشكل عام خاصة وان الولايات المتحدة الاميركية تسير وفق خطة ثابتة ومن الصعب على أي رئيس جديد ان يعدل في تلك السياسة.
ولفت د، الشكري إلى ان سياسة الولايات المتحدة تحكمها المصالح ولذا فعلى الدول العربية والخليجية ان تتماسك وتتعاون في جميع المجالات حتى لا يظل العرب في حالة انصياع للقرار الاميركي أو غيره، مبينا ان العرب لديهم امكانات اقتصادية ان احسنوا استغلالها لجعلت العرب أقوياء في قرارهما ونبه د. الشكري ان فوز ترامب لا يجب ان يكون هو الهاجس لدولنا الخليجية او العربية لكن في الأخير على تلك الدول ان تفوت أي فرصة على الدول الكبرى من خلال اتحاد العرب للقضاء على الارهاب.
ولفت إلى ان الاوضاع في اليمن وسورية والعراق لربما تشهد بعض التغيير ولننتظر ماذا تخبئه العقلية الترامبية التي نراها متخبطة ولكن نأمل ان تكون الحكمة هي سيدة الموقف.
ورأى رئيس المنتدى الخليجي الامين العام لمظلة العمل الكويتي «معك» انور الرشيد ان المنطقة ستشهد بعض التغيرات خلال فترة حكم ترامب هذا اذا لم تحسن دول المنطقة قراءة المشهد جيدا، مبينا ان الدول العربية التي تدعى انها في حرب على الاسلام والسنة فهذا الكلام لا اساس له على الاطلاق، ولهذا يجب ان تتجه الدول العربية والخليجية لترتيب أوضاعها وان تطبق الالتزامات الديمقراطية في بلدانها قبل ان تأتي اي قوة أخرى وتجبرها على ذلك.
وأشار الرشيد إلى ان ترامب عندما هاجم المسلمين ابان حملته الانتخابية فهذا الكلام كان لدواع انتخابية ولكن عندما استمعنا لخطابه الاخير امس وجدناه يتكلم بكل عقلانية وانه رئيس لكل من يعيش على الولايات المتحدة الاميركية خصوصا وان ترامب من الصعب ان يعادي الدول العربية والخليجية ولكن هذا لا يمنع ان تواجه تلك الدول انفسها وان تعمل على محاربة جميع جذور الارهاب ولسنا بحاجة لمن يأتي من الخارج ليعملنا كيف نحارب الارهاب.

Read Previous

مصادر حكومية: الاستثمارات الكويتية في أميركا وغيرها طويلة الأجل ولا نية لتغيير الخطط

Read Next

الأمير هنأ ترامب: المزيد من التطور والنماء للعلاقات الكويتية الأميركية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x