مرتديا الزي العسكري دشن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قيادة الأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر، الذي يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية المصرية تخطيطا وتنظيما وتسليحا، بما يمكنها من إحكام سيطرتها الكاملة على مسرح العمليات البحري بنطاق البحر الأحمر، حيث يضم الأسطول الجنوبي وحدات للمدمرات ولنشات الصواريخ ولنشات المرور الساحلية والوحدات الخاصة البحرية، كما قام الرئيس السيسي برفع علم الجمهورية على حاملة المروحيات المصرية طراز ميسترال «جمال عبدالناصر»، وذلك ضمن افتتاح سلسلة من المشروعات القومية فى مجال النقل البحرى والطرق، شملت موانى سفاجا ودمياط وأرقين، بعد تطويرها وفقا لأحدث المنظومات الملاحية العالمية.
حضر الافتتاحات المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.
بدأت مراسم الاحتفال بوصول السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لمقر لواء الوحدات الخاصة البحرية الذى تم تشكيله بقيادة الأسطول الجنوبي، حيث استمع الرئيس السيسي إلى شرح تناول الإمكانات التخصصية والمنشآت التدريبية والإدارية بالوحدات.
وألقى اللواء بحرى أحمد خالد قائد القوات البحرية، كلمة أكد فيها أن افتتاح قيادة الأسطول الجنوبي وما يضمه من تشكيلات جديدة يمثل درعا قوية ضد كل من تسول له نفسه المساس بمياه مصر الإقليمية، خصوصا في ظل ما تموج به المنطقة من تهديدات وتحديات تواجه الأمن القومى المصري.
وأشار إلى أن القوات البحرية شهدت خلال الفترة الماضية، مرحلة تطوير متكامل شملت جميع النواحي التي تم تنفيذها على محاور متزامنة لدعم نظم التسليح، وبناء الفرد المقاتل، وتطوير البنية التحتية للمواني والقواعد البحرية، مشيرا إلى انضمام عدد من الوحدات البحرية الحديثة من لنشات الصواريخ طراز «سليمان عزت» والفرقاطة طراز «فريم» وحاملتي المروحيات طراز «ميسترال» ولنش للصواريخ الروسي طراز « 32-R»، والوحدات السريعة طراز «ريب» والغواصة طراز «209» التي تمثل أحدث الغواصات التقليدية في العالم.
وأوضح أن التطوير شمل تصنيع السفن الحربية بسواعد مصرية بدءا من تصنيع لنشات المرور الساحلي السريعة والريبات ولنشات القطر والإرشاد والقرويطات طراز «جو ويند» بشركة ترسانة الإسكندرية، لافتا إلى أنه على المدى القريب سيتم تسليم القرويطة الفرنسية الصنع من طراز «جو ويند» يتبعها انضمام ثلاث قرويطات من نفس الطراز، يتم تصنيعها محليا بالاشتراك مع الجانب الفرنسي، لتتكامل هذه المنظومات في وضع أسس قوية لبناء قوات بحرية حديثة تستطيع أن تنفذ جميع المهام التي تسند إليها من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وشاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي عرضا لعدد من الأنشطة التدريبية والبيانات العملية التي تنفذ بشكل يومى داخل ميدان الاقتحام التكتيكي الذي يضم محاكي اقتحام سفينة وبرج الاقتحام متدرج الصعوبة، حيث استعرض مقاتلو القوات البحرية مهاراتهم في اقتحام إحدى السفن غير المنصاعة والمخالفة للقوانين داخل المياه الإقليمية والسيطرة الكاملة عليها واقتيادها إلى أقرب ميناء.
وانتقل الرئيس السيسي إلى ميدان الموانع و «الكروس فايت» والقتال المتلاحم بنظام الفقمة وحوض السباحة القتالية، حيث شاهد فيلما تسجيليا أعدته إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، تضمن مراحل الإعداد والتدريب للفرد المقاتل داخل الوحدات الخاصة البحرية، وتابع عددا من الأنشطة التخصصية شملت مهارات اجتياز الموانع المائية المختلفة التي تحاكي الموانع الطبيعية والصناعية التي يمكن التعرض لها خلال تنفيذ المهام، واستخدام السباحة القتالية والغطس لمسافات بعيدة، والتي تتطلب مقومات بدنية ونفسية خاصة وقدرة على التحمل والبقاء تحت الماء لفترات ومسافات طويلة بدون أجهزة تنفس، وتنفيذ مهارات مقاومة الغرق بعد تقييد أيدى وأرجل المقاتلين، بما ينمي الثقة بالنفس والثبات الانفعالي للفرد المقاتل والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في المواقف الطارئة.
كما نفذ مقاتلو القوات البحرية عددا من المهارات الرياضية الشاقة داخل حوض التدريب القتالي، باستخدام الأحمال الحديدية متدرجة الأوزان، ونفذوا تدريبات «الكروس فيت» القتالي تحت سطح الماء، والتي أظهرت القدرة البدنية وقوة التحمل العالية لمقاتلي الوحدات الخاصة البحرية.
ونفذت مجموعات أخرى من المقاتلين الرمايات من وضع الغطس، والتي تتطلب المرور بمراحل تدريبية متقدمة والتدريب الشاق، لإكساب الفرد المقاتل القدرة على تنفيذ المهام القتالية والبقاء تحت الماء لمسافات وفترات طويلة.
ونفذت جماعة أخرى بيانا لإطلاق العائمة «الزودياك» من أسفل سطح الماء، وتجهيزها للإبحار والقتال التي تتميز بالقدرة العالية على المناورة وخفة الحركة .
وأشاد السيد الرئيس بالمهارات القتالية والتدريب الراقي لمقاتلي الوحدات الخاصة، وما يبذلونه من جهد للوصول إلى درجة الاحتراف في تنفيذ المهام المكلفين بها بحرفية وكفاءة عاليتين.
وكان الرئيس قد أزاح الستار عن اللوحة التذكارية لقيادة الأسطول الجنوبي وقص الشريط إيذانا بافتتاحه، واستمع إلى شرح من قائد الأسطول تضمن الإمكانات والتجهيزات التخصصية والفنية التي زود بها الأسطول، ليمارس مهامه بكل كفاءة فى تأمين حركة الملاحة بالمياه الإقليمية المصرية بالبحر الأحمر.
وتابع السيسي تنفيذ بيانات عملية على الهواء مباشرة لعملية حق الزيارة والتفتيش لاحدى السفن المشتبه بها بنطاق المسئولية، وبيان للإغارة على هدف ساحلى على شاطئ جزيرة بالبحر الاحمر، وأعطى إشارة البدء لإفتتاح الوحدات القتالية الجديدة التابعة لقيادة الاسطول الجنوبي.
ثم توجه الرئيس إلى حاملة المروحيات «جمال عبدالناصر»، وقام برفع علم القوات المسلحة عليها، بالتزامن مع قيام قائد لنش الصواريخ «أحمد فاضل» روسي الصنع من طراز مولينا، برفع علم الجمهورية على اللنش الذي انضم للخدمة حديثا بالقوات البحرية.
واستمع الرئيس السيسي إلى عرض تناول الإمكانات القتالية والفنية للسفينة الحربية طراز ميسترال، وما تنفذه من مهام الإنزال والنقل البحري الاستراتيجي ومهام الإخلاء وتقديم الدعم اللوجيستي للمناطق المنكوبة، وأعمال البحث والإنقاذ وتقديم العلاج الطبي المؤهل ومشاركة السفينة في تنفيذ العديد من المهام والمناورات والتدريبات المشتركة.
وقام بجولة تفقدية داخل «الميسترال» التي تعد من أحدث حاملات الهليكوبتر على مستوى العالم، بما لها من قدرة عالية على القيادة والسيطرة واستخدام أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية من المستشعرات وأجهزة الاتصالات الحديثة، ولها القدرة على تحميل طائرات الهليكوبتر والدبابات والمركبات والأفراد المقاتلين بمعداتهم مع وجود سطح طيران مجهز لاستقبال الطائرات ليلا ونهارا.
واختتمت الجولة بتوقيع الرئيس السيسي في السجل التاريخي لحاملة المروحيات، التي تمثل إضافة كبيرة لقدرة القوات المسلحة على حماية الأمن القومى وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية المصرية.