• نوفمبر 24, 2024 - 7:29 مساءً

رفسنجاني .. رحل السياسي البارع وأحد أركان الدولة المعتدلين

شيعت طهران علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد أركان الدولة الإيرانية المعتدلين وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، اثر جلطة قلبية تعرض لها، وكان نقل إلى المستشفى قبل ساعات من وفاته.
ورفسنجاني البالغ من العمر 82 عاما الذي كان أحد الأركان الرئيسيين في الثورة الإسلامية التي قادها الخميني العام 1979 ضد نظام الشاه، ظل الشخصية المتنفذة في القرار السياسي في إيران، فضلا عن رئاسته مجلس تشخيص مصلحة النظام المكلف بحل الخلافات التي قد تنشأ بين مجلس الشورى (البرلمان) ومجلس صيانة الدستور.
ولعب رفسنجاني دورا مهما في السياسة الإيرانية منذ الثورة الاسلامية عام 1979، إذ انتخب لولايتين رئاسيتين (1989-1997)، كما تولى رئاسة مجلس الشورى. وفي السنوات الأخيرة، لعب دورا بارزا في الحركة الاصلاحية في إيران التي كانت تحاول ممارسة نفوذ معتدل على إيران ومرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي.

عائلة ثرية
ولد علي أكبر هاشمي رفسنجاني يوم 25 أغسطس 1934، في قرية بهرمان وهي من ضواحي مدينة رفسنجان بمحافظة كرمان جنوب شرقي إيران، في عائلة ثرية. حيث كان والده ميرزا علي الهاشمي يزرع الفستق ويتاجر فيه، وسماه والده أكبر، واشتهر في ما بعد بعلي أكبر.
ورفسنجاني متزوج ولديه خمسة أطفال، وتعد ابنته الصغرة فائزة هاشمي ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، وأغلق المتشددون صحيفة كانت تصدرها بعنوان (المرأة).
وفي سيرته على موقع (ويكيبيديا)، فإن رفسنجاني بدأ دراسته في مدرسة دينية محلية، ثم غادر قريته في سن الرابعة عشرة لمتابعة تعليمه الديني في مدينة قم. فأكمل تعليمه في حوزة قم على يد علماء كبار، مثل آية الله حسين البروجردي، آية اللهروح الله الخميني، آية الله شهاب الدين المرعشي النجفي، وآية الله محمد حسين الطباطبائي.

نشاط معارض
وفي عهد الشاه، كانت لرفسنجاني نشاطات سياسية معارضة. وهو كان بدأ نشاطه السياسي بشكل جاد منذ 1961، وقد سار على نهج استاذه الامام الخميني وأصبح أحد أنصاره المقربين. ثم تولى إدارة القوى المؤيدة للخميني في إيران. اعتقل من قبل سافاك بسبب نشاطه السياسي 7 مرات وقضى خلالها 4 سنوات و 5 اشهر في السجن.
تولى رفسنجاني منصب رئيس البرلمان بين عامي 1980 و1989. وفي آخر أعوام الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت عام 1988، عينه آية الله الخميني قائما بأعمال قائد القوات المسلحة.

تقارب مع الغرب
ينظر لرفسنجاني على أنه كان القوة المحركة التي أدت إلى قبول إيران لقرار مجلس الأمن الدولي الذي أنهى ثمانية أعوام من الحرب مع العراق. وأثناء توليه رئاسة الجمهورية الإسلامية، سعى رفسنجاني إلى تشجيع التقارب مع الغرب وإعادة فرض إيران كقوة إقليمية. وساعد نفوذه في لبنان على إطلاق سراح رهائن أجانب كانوا محتجزين هناك في أوائل التسعينيات.
أما محليا، فقد سعى إلى تحويل إيران من دولة تسيطر على الاقتصاد كما كان حالها في سنوات الحرب إلى دولة ذات نظام مبني على السوق، يقول منتقدوه إن هذه السياسة فشلت في تحقيق عدالة اجتماعية، لكنه عارض فرض القوانين الإسلامية المتشددة وشجع على تحسين فرص عمل النساء.

أزمة الرهائن
وتعرض رفسنجاني لاتهامات متكررة بأنه جمع ثروة طائلة بفضل علاقاته السياسية، وهي المزاعم التي نفاها على الدوام. كما تعرض لموجة واسعة من الانتقادات لاتفاق السلاح مقابل الرهائن الذي أبرمه مع أعضاء من إدارة رئيس الولايات المتحدة الأميركية رونالد ريغان (1981-1989).
وبعد وفاة الخميني في 1989 كانت خبرة رفسنجاني السياسية في الداخل والخارج وانتهاجه مبدأ الوسطية وراء فوزه بانتخابات الرئاسة بنسبة 95 في المائة من الأصوات، وعمل رفسنجاني على تخليص إيران من مشاكلها الاقتصادية بالانفتاح على العالم والاعتماد على مبادئ السوق الحرة، وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية.
أدان رفسنجاني كلا من الولايات المتحدة الأميركية والعراق في حرب الخليج عام 1991، وأبقى بلاده بعيدة عن التدخل المباشر في الصراع الدائر في المنطقة. وبعد الحرب استمر في شق طريق وسط وازن فيه بين الضغط الذي تمارسه الأطراف المحافظة ورغبته في الحداثة والانفتاح، وعمل على تجديد علاقاته مع الغرب، وتعاون مع الصين في تطوير برنامج التسلح النووي.

Read Previous

«وادي بني خالد» .. لهواة القفز من أعلى الصخور

Read Next

مراقبون: سلطنة عُمان ومصر إحدى أهم ركائز السياسة العربية

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x