اجرى سامح شكري، وزير الخارجية، الأسبوع المصي زيارة إلى مسقط في زيارة لسلطنة عُمان، نقل خلالها رسالة شفهية من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في شتى المجالات، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الأوضاع في المنطقة العربية والأزمات التي تشهدها سورية واليمن وليبيا.
ووفقا للمحللين والمراقبين، بحسب صحيفة الوفد، فإن العلاقات بين سلطنة عُمان ومصر مثلت على مدى العقود والسنوات الماضية إحدى أهم ركائز السياسة العربية، ليس فقط كنموذج رفيع للعلاقات على الصعيد الثنائي، وما ينبغي ان تكون عليه من ثقة ووضوح والتزام، واحترام عميق ومتبادل أيضا، للخيارات والمصالح المشتركة والمتبادلة على كل المستويات، ولكن أيضا كركيزة قوية للعمل البناء والملموس، من أجل تحقيق السلام والاستقرار وحل الخلافات، جميعها، بالمفاوضات والطرق السلمية، وبما يعود بالخير على دول وشعوب المنطقة.
وفي هذا الإطار جاءت زيارة سامح شكري وزير الخارجية إلى سلطنة عُمان، لكي تعبر عن استمرار التشاور وتبادل وجهات النظر على أعلى المستويات بين الدولتين، ودعم وتطوير هذه العلاقات في كافة المجالات من ناحية، وعن حرصهما كذلك على العمل معا من اجل كل ما يمكن ان يسهم في حل المشكلات العربية سلميا، وفي احتواء الخلافات العربية، خصوصا في فترة تحتاج فيها الأمة العربية إلى كل ما يمكن أن يحقق مزيدا من التقارب والتماسك بين دولها وشعوبها، وفي ترسيخ مناخ أفضل على امتداد المنطقة عربيا وإقليميا.
يؤكد المحللون أنه في الوقت الذي ترتكز فيه العلاقات العمانية المصرية، على رصيد كبير، وعلى تاريخ ممتد، وعلى علاقات راسخة وعميقة ومتنامية على المستويات الرسمية، وبين الشعبين العماني والمصري في مختلف المجالات، فإن الالتقاء والتوافق في الرؤى بين مسقط والقاهرة حيال مختلف القضايا والتطورات العربية والإقليمية، يجعل من العلاقات العمانية المصرية طاقة إيجابية مضافة، وقوة دفع تعزز الجهود والمساعي العربية المبذولة، والمتواصلة من اجل تحقيق فرص ومناخ افضل للسلام والأمن والاستقرار في ربوع المنطقة، وبما يمكن شعوبها أيضا من العمل على تحقيق حياة أفضل لأبنائها، في الحاضر والمستقبل، وعلى قاعدة التعاون البناء من أجل تحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة، في مختلف المجالات.
ويرى المراقبون أنه بينما استطاعت العلاقات العمانية المصرية تحقيق خطوات عديدة لدفع التعاون المثمر بين الدولتين والشعبين العُماني والمصري، سواء على مستوى ما تقوم به اللجنة العُمانية ـ المصرية المشتركة من جهود، أو على المستوى الشعبي بين البلدين، بفضل الدعم الكبير والمتواصل لهذه العلاقات من جانب قيادتي البلدين، فإن آفاق ومجالات التعاون بين عُمان ومصر، تظل كبيرة وواعدة لتحقيق كل ما يعود بالخير على الدولتين والشعبين، في الحاضر والمستقبل.
ولعل مما له دلالة عميقة أن تصف الخارجية المصرية العلاقات العمانية المصرية بأنها «تمثل محور ارتكازا أساسيا في المنطقة العربية يستمد قوته من البعد التاريخي وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشعبها على مختلف الأصعدة».
وعلى ذلك فإن زيارة وزير الخارجية المصرية لسلطنة عُمان، تأتي في وقت دقيق تحتاج فيه المنطقة إلى كل جهد صادق لدعم تطلعات شعوبها ودولها للسلام والاستقرار، بعد أن طال أمد الحروب والمواجهات التي تدفع الشعوب ثمنها في النهاية.