يستعد أنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لجولة آسيوية تاريخية، تسبقها زيارة إلى سلطنة عُمان. وتشمل جولة الملك سلمان كلا من اليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا، وذلك بحسب «إيلاف».
ومن المتوقع أن يعلن الديوان الملكي قريبا عن تفاصيل هذه الجولة التي من المرجح أن تبدأ أواخر فبراير الجاري. وكانت تقارير صحافية سعودية نقلت أخيرا أنباء عن هذه الجولة من دون تأكيد موعدها، ورجحت التقارير نفسها أن تبدأ الزيارة في فبراير على أن تستمر خلال مارس المقبل.
شريك أساسي
نقلت صحيفة نيكي اليابانية عن مصادر حكومية يابانية إعلانها عن عزم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة دولة اليابان في مارس المقبل.
ويتوقع مراقبون أن تكون زيارة الملك سلمان إلى اليابان ذات أثر كبير على الاقتصاد السعودي، إذ يبدو أن الرياض اختارت طوكيو لتكون شريكا أساسيا في خطة المستقبل السعودية التي ترتكز على التقنية والتكنولوجيا والاستثمار في الشركات ذات العلاقة.
وزار ولي ولي العهد السعودي، بدوره، اليابان واجتمع مع امبراطورها في سبتمبر الماضي، في ظل سعي السعودية إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع اليابان، في الوقت الذي أكد فيه سفير اليابان في السعودية نوريهيرو أوكودا أن زيارة محمد بن سلمان إلى اليابان تعد الثانية له، حيث زارها برفقة الملك سلمان بن عبدالعزيز في عام 2014، حين كان وليا للعهد.
وأعلنت الحكومة الإندونيسية يوم الخميس 27 يناير 2017 أن العاهل السعودي يزور إندونيسيا في مارس لتعزيز العلاقات الثنائية. ويبدأ الملك سلمان زيارته التي ستستمر تسعة أيام في الأول من مارس، ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو، وفقا لوزير الشؤون الدينية الاندونيسي لقمان حكيم سيف الدين، الذي قال إنه من المقرر مناقشة التعاون الثنائي في قطاع الأعمال خلال الزيارة.
تعزيز العلاقات مع آسيا
وتأتي جولة العاهل السعودي المرتقبة في إطار السعي السعودي إلى تقوية التواصل السياسي والاقتصادي مع الآسيويين، وتفعيل الشراكة الاستثمارية ضمن إطار رؤية السعودية 2030، خصوصا مع الصين. فتسارع نمو العلاقات السعودية ـ الصينية بوتيرة متصاعدة، وفقا لإحصاءات تجارة السلع الرئيسية في الأمم المتحدة، بلغ مداه، فوصل حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين نحو 51 مليار دولار في عام 2015، ونحو 21 مليار دولار في النصف الأول من 2016. ويسعى الصينون إلى تعزيز العلاقات مع السعودية في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد.
وتمثل الصين شريكا إستراتيجيا للسعودية، في الأطر السياسية والاقتصادية، بما يحقق التنمية الاقتصادية الشاملة المستدامة للبلدين، في ضوء السياسات الصينية في الشرق الأوسط التي أصبحت تسير بخطى ثابتة دعما لمواقف الدول.
يذكر أن العلاقات السعودية مع الدول الآسيوية، خصوصا دول شرق آسيا، شهدت تنسيقا وزيارات متبادلة في الفترة الماضية، إذ زار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في أغسطس الماضي باكستان والصين، حيث ترأس ولي ولي العهد وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة الـ20 في بكين، قبل التوجه لليابان.
كما شهدت العلاقات السعودية الهندية تطورا كبيرا تؤكده إستضافة مدينة جدة هذا العام أول معرض تجاري هندي بهدف إغتنام فرص الاستثمار في السوق السعودية وتطوير علاقات الشراكة بين البلدين.