لا يمكن الحديث عن مستقبل الأوضاع الاقتصادية في العالم دون التطرق إلى التنين الصيني، وهو أمر ينسحب على السياسة والقوة العسكرية والأمن والثقافة.
وتمثل العلاقات الصينية مع دول العالم مؤشرا على نظرة تلك الدول للمستقبل واستعدادها له، من هنا تأتي أهمية الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الحالية للصين، والتي تأتي بعد عام من زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة، وما بين هاتين الزيارتين تسارعت وتيرة الشراكة بين البلدين لتصل إلى أعلى مستوياتها خاصة في ظل وجود خطوط التقاء بين توجه الدولتين في الإعداد للمستقبل، والتي تتمثل بالنسبة للجانب السعودي في رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، ولدى الشريك الصيني في مبادرة «الحزام والطريق».
الملك سلمان خلال زيارته لبكين أشاد وفي أكثر من مناسبة بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين، ومسارها المتصاعد وصولا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، معربا عن تطلعه إلى المزيد من تنسيق المواقف والجهود تجاه التحديات التي يواجهها العالم.
والمملكة بما تمثله من مكانة ريادية على مستوى المنطقة، وقيادتها للعالم الإسلامي، وسياساتها المعتدلة، وثقلها الاقتصادي وإرثها الحضاري تمثل أهمية للقوى العظمى، ومن بينها الصين التي تسعى لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للربط بين الشرق والغرب.
الحرص المتبادل فيما يتعلق بتوثيق العلاقات والرفع من درجة التنسيق والتعاون من الجانبين جسدته اتفاقيات ومذكرات تفاهم جرى توقيعها خلال زيارتي الزعيمين خلال 14 شهرا، وهو ما يؤسس لحقبة جديدة في علاقات بين طرفي القارة الآسيوية وفرسي الرهان في سباق الاقتصاد العالمي، في عصر يمثل التفاهم والحوار والشراكات الاستراتيجية المبنية على أسس المنفعة المتبادلة أحجار الأساس في بنيانها.