تحت رعاية وحضور صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وبحضور رئيس الجمهورية التركية الصديقة رجب طيب اردوغان، أقيم حفل وضع حجر الاساس والبدء في عمليات الانشاء لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي.
وألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة قال فيها ان تواجده في الكويت جاء بدعوة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لوضع حجر الأساس لمشروع مبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي، مؤكدا ان هذا الحدث بالغ الأهمية للكويت التي تمثل معلما في المنطقة، موضحا ان المشروع بمنزلة «رمز جديد لعمق علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع تركيا والكويت»، معربا عن أمله في انجاز أعمال هذا المشروع «بأسرع وقت ممكن ليتمكن الكويتيون من الحصول على خدمات مميزة في قطاع الطيران».
وأضاف اردوغان: لقد بدأنا نشاهد يوما بعد يوم ومرحلة تلو أخرى أن الكويت تحرز تقدما كبيرا ونموا وتطورا متسارعا بفضل باني هذه المشروعات وباني الكويت الحديثة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد، لافتا إلى ان «المنطقة محظوظة بوجود سموه»، مشيدا في الوقت نفسه بحكمة سموه، معربا عن أمله في تطوير العلاقات التركية مع دول منطقة الخليج العربي وعلى رأسها الكويت لاسيما في المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية بغية ازدهار المنطقة، مبينا ان هذا الأمر يستوجب أن تكون قنوات التواصل «مفتوحة»، فضلا عن السعي لتطوير العلاقات الاقتصادية والإنسانية.
وأشار إلى الأهمية الكبرى التي توليها تركيا للتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في جميع الميادين، فضلا عن السعي لزيادة حجم التبادل التجاري الذي سجل نحو قدره 17.4 مليار دولار العام الماضي وهو «دون مستوى الطموح مقارنة بحجم الطاقات والإمكانات التي تملكها دول المجلس وتركيا»، لافتا الى ان الشركات التركية قامت على مدار 14 عاما بتنفيذ جملة من المشروعات في الكويت تقدر قيمتها بنحو 51 مليار دولار، موضحا ان اتفاقية التجارة الحرة المزمع توقيعها بين البلدين من شأنها أن تسهم في تطوير العلاقات وتفتح آفاقا جديدة للتعاون، وان «العلاقات الاقتصادية الثنائية تنمو بالتوازي مع العلاقات السياسية»، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية العلاقات الثقافية والتاريخية.
وبين ان الزيارة التي قام بها صاحب السمو الأمير إلى تركيا في مارس الماضي شكلت دفعة حقيقية لمستقبل واعد في العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا الأهمية الكبرى التي توليها بلاده لموضوع الاستقرار والأمن لكلا البلدين، مؤكدا أن حجم التبادل التجاري بين الكويت وتركيا بلغ نحو 1.3 مليار دولار في العام 2016 في حين بلغ عدد الزوار الكويتيين لتركيا 180 ألفا، معربا عن شكره لصاحب السمو على «الاهتمام الذي يوليه سموه لتطوير العلاقات»، لاسيما بعد قيام شركة تركية بتنفيذ مشروع مبنى المطار الجديد الوارد ضمن مشاريع خطة الكويت 2035 «بما يشكل مثالا واضحا على هذا الاهتمام».
وذكر انه بتدشين أعمال مشروع مبنى المطار الجديد الذي تقدر تكلفته بنحو 4.4 مليارات دولار يكون حجم المشروعات التي تقوم شركات تركيا بتنفيذها في الكويت حوالي 6.5 مليارات دولار «وهو تطور كبير»، لاسيما ان حجم مثل هذه المشروعات في العام 2003 كان 500 مليون دولار، مؤكدا ان شركة ليماك من الشركات المميزة في مجال بناء وتشييد المطارات، مبينا ان الشركات التركية ستبذل قصارى جهودها للاسهام في تنمية الكويت في الوقت الذي يتم العمل فيه على زيادة حجم الاستثمارات الكويتية في تركيا البالغة نحو 1.5 مليار دولار أميركي عبر تقديم كل التسهيلات والضمانات للمستثمرين الكويتيين، مشددا على أن «تحقيق الازدهار والأمن في العالم مرتبط باستقرار بلادنا ومنطقتنا ومرتبط بالتعاون التركي ـ الكويتي الذي يعد بوابة مهمة لتجاوز الأزمات ومحركا للتعاون مع سائر بلدان المنطقة».
بدوره، قال وزير الأشغال العامة م.عبدالرحمن المطوع: ان هذا المشروع مصمم لخدمة 25 مليون راكب سنويا، وهو قابل للتوسعة المستقبلية لخدمة 25 مليونا أخرى، كما أن تصميم هذا المبنى يحقق أعلى مستويات الجودة العالمية، فتصنيفه هو «Class A»، وهو المستوى الأعلى للمطارات، وهو صديق للبيئة، وموفر للطاقة، ويعاد فيه تدوير المياه لاستخدامها في أعمال الري والزراعة التجميلية، وبه لوحات ضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الأشعة الشمسية لتغذية ما مقداره 10 في المائة من استهلاك المبنى من الطاقة، وحال الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع سيكون أحد أفضل مطارات العالم.
وأضاف م.المطوع: لقد حرصت وزارة الأشغال على أن يساهم هذا المشروع الحيوي المهم في خلق العديد من الوظائف المختلفة لشبابنا الكويتي ولشركاتنا الوطنية، فهناك 40 مهندسا كويتيا يعملون في هذا المشروع، بالإضافة إلى مجموعة من الفنيين والكوادر الإدارية والمحاسبية، كما حرصت الوزارة على أن يتم نقل التكنولوجيا والمعرفة المتطورة المستخدمة في هذا المشروع إلى شبابنا وشركاتنا الوطنية خاصة في ظل ندرة مثل تلك المشاريع العملاقة تصميما وتنفيذا وإشرافا.
وتابع: اسمحوا لي سيدي صاحب السمو بأن أرفع إلى مقامكم أسمى آيات الفخر والاعتزاز لدعمكم المتواصل، ونعاهدكم على تنفيذ هذا المشروع طبقا لتصميمه الهندسي المعتمد، وميزاته الفنية المتطورة، وجمالياته المعمارية الراقية، وذلك بالجودة المطلوبة وفي أقل فترة زمنية ممكنة، حتى نقدم لكويتنا الحبيبة تلك التحفة المعمارية المتميزة التي تعكس واقعا لاقتصاد يتنوع في الموارد، ويزدهر تطورا وتقدما ونموا.
من جانبه، قال رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ سلمان الحمود: إن هذا المشروع الحيوي والمهم سيلبي تطلعات جمهور المسافرين من حيث الأنظمة المتطورة والتقنيات المستخدمة والخدمات المتميزة والمستويات العالية للسلامة والأمن إلى جانب كونه مشروعا صديقا للبيئة، لافتا الى أن حركة النقل الجوي ازدادت في السنوات العشر الأخيرة بمعدل 10 في المائة سنويا، حيث بلغ عدد الركاب المستخدمين لمطار الكويت الدولي في العام 2016 حوالي 12 مليون مسافر، ومن المتوقع وحسب المؤشرات الإحصائية أن يتجاوز عدد الركاب في العام 2027 حوالي 23 مليون مسافر.
وزاد الحمود: أيها الحفل الكريم، سيدعم هذا المشروع تطوير البنية الاقتصادية والسياحية للدولة ويعزز صورة ومكانة الكويت عالميا، من خلال مواكبة التطور المستمر لزيادة الحركة الجوية وتوفير عدد كبير من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص تضمن العوائد المالية المجدية لخزينة الدولة، وتخلق الفرص الوظيفية للشباب الكويتي بمختلف التخصصات.
من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ليماك القابضة نيهات أوز دامير: انه لشرف كبير أن يتم اليوم (امس) وضع حجر الأساس لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي تحت رعاية وحضور صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، معلنين عن بدء الأعمال الإنشائية الثقيلة للمشروع وانطلاق مسيرة تعمير البوابة الجديدة للكويت للسنوات الست القادمة وما بعدها، حتى يرى هذا المشروع النور ويكون معلما من معالم الحضارة والثقافة والرقي بروعته وبهائه.
وأضاف دامير: بالنسبة لنا إنه ليس مجرد مشروع إنشاء مطار جديد فحسب، بل إنه رابط مهم بين الكويت وتركيا له أبعاد اقتصادية واجتماعية ستتوطد وتزدهر بفضل هذا المشروع، بالإضافة إلى التكنولوجيا الجديدة التي نعتزم إدخالها في المشروع، فإننا حريصون أيضا في شركة ليماك للإنشاءات على نقل المعرفة المتعلقة بها وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الكويتي، كما نحرص على الاعتماد على الموردين المحليين لمواد الخام وذلك لاستثمار مئات الملايين من الدولارات في البلاد ولتعزيز عجلة الاقتصاد المحلي وازدهار الشركات المحلية العاملة في قطاع الإنشاءات والمقاولات، فضلا عما نقوم به من تدريب وتأهيل الكويتيين من خلال تقديم مختلف المبادرات التعليمية التي نسعى إلى تحقيقها في الكويت وتمكينهم من المشاركة الفعالة في قيادة هذا المشروع الكبير، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بالنيابة عن كل من يعمل في مجموعة شركات ليماك القابضة وشركة ليماك للإنشاءات في الكويت وخارجها، بالشكر الجزيل إلى الكويت حكومة وشعبا على ثقتهم في شركتنا، وإعطائنا هذه الفرصة القديرة لنبني معا البوابة الجديدة للكويت.