قال السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت، أن العلاقات المصرية -الكويتية تاريخية وتضرب بجذورها في أعماق التاريخ وهناك تطابق في الرؤى بين البلدين في القضايا والمواقف السياسية، مؤكدا على موقف مصر الثابت والمتكرر بأن أمن الكويت ودول مجلس التعاون جزء لا يتجزأ من أمن مصر.
وأعرب شلتوت خلال أول مؤتمر صحافي يجريه مع ممثلي وسائل الإعلام بعد تقديم أوراق اعتماده، عن سعادته وتقديره للقاء سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد أثناء تقديم أوراق اعتماده، مشيراً الى أنه لمس من سموه كل التقدير لمصر وقيادتها وقوة ومتانة العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات منذ عقود طويلة، مضيفاً أنه نقل لسموه دعوات رسمية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لزيارة سموه وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد لمصر في أي وقت مناسب لسموّهما.
ولفت إلى أن العلاقات المصرية الكويتية التاريخية التي تضرب بجذورها أعماق التاريخ هي مثال يُحتذى به في العلاقات بين الدول حيث تتطابق الرؤى ويوجد تنسيق تام بين البلدين في مختلف القضايا التي تخص التعاون الثنائي او التي تتعلق بالمواقف السياسية في المنطقة، متابعاً «سأستكمل جهود من سبقني من السفراء والديبلوماسيين، لمزيد من توطيد وتطوير العلاقات المتميزة بين البلدين على كافة الأصعدة وفي صدارتها التبادل التجاري والاقتصادي لاسيما وأن مصر حالياً تعد أحد أكبر الأسواق الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط»، داعياً المستثمرين الكويتيين الى استغلال تلك الطفرة غير المسبوقة واستثمار المزيد في السوق المصري للاستفادة من فرصه الواعدة في القطاع الصناعي او الزراعي او التجاري وخاصة منطقة قناة السويس العالمية، وكذلك قطاعات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وفي شأن أهم الملفات التي سيعمل عليها خلال فترة عمله في الكويت، قال «يوجد عدد من الملفات الأساسية التي سأركز عليها في الفترة المقبلة بما يسهم في تطوير وتنمية العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين في المجالات المختلفة ولاسيما التجارية والاستثمارية لاستغلال الطفرة الكبيرة التي تشهدها مصر في مختلف المجالات، ودعم المناطق اللوجستية الجديدة في محور قناة السويس، وزيادة فرص مشاركة المستثمرين المصريين في مشروعات البنية التحتية الكويتية الطموحة، في إطار رؤية (كويت 2035)، والتي أتوقع أن تقفز بالكويت لآفاق عالمية تستحقها».
وقال «إني منوط بتذليل أي صعاب تواجه عمل المستثمرين الكويتيين، وتفعيل دور مجلس رجال الأعمال المصري الكويتي، بالإضافة لاستمرار التواصل مع المعنيين ووسائل الاعلام ونواب البرلمان ورجال الفكر والثقافة يما يحقق مصلحة الشعبين، علاوة على تنسيق الرؤى والمواقف في مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في محيطها الإقليمي والدولي».
أكد السفير المصري أن هناك تنسيقاً كبيراً بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، ويوجد إطار تنسيقي مؤسسي الان متميز حول آلية تشاور دول مجلس التعاون مع مصر، وما يدعم ذلك تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري بالعاصمة الرياض وتأكيده أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، وهي الآلية التي تؤكد تطابق الرؤى في ما يتعلق بالموقف من الملف النووي الإيراني، فلا تتورع مصر عن دعم أي جهود من شأنها طمأنة اشقائنا وحماية مقدراتهم».
وأضاف «نثمن دور الكويت الديبلوماسي البارز في إطار رئاستها لجامعة الدول العربية وكذلك مؤتمر إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، حيث ينسق الوفدان المصري والكويتي بشكل دوري المواقف لنزع فتيل الأزمة والتوصل لحل سلمي في إطار الشرعية الدولية وتحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
قال السفير المصري «بالنسبة للعمل القنصلي واستمرار عملية تطويره تحت قيادة زميلي وأخي السفير هشام عسران، فأود الإشارة إلى أن القنصلية في الكويت تقوم بالتطوير المستمر للعمل القنصلي، وقامت خلال الأشهر الماضية باستحداث نظام إلكتروني عن طريق موقع القنصلية على الإنترنت، وكذلك عن طريق تطبيق خاص بالقنصلية على الهواتف المحمولة، تتم عن طريقهما إتاحة عدد من الخدمات القنصلية، منها تسجيل البيانات وحجز المواعيد مسبقاً، ما يؤدي إلى تقليل الازدحام في القنصلية وتنظيم العمل بها، وكذلك الاستعلام عن المعلومات والبيانات والمستندات المطلوبة لإنهاء الأعمال القنصلية المختلفة، إضافة إلى إمكانية تتبع الانتهاء من المعاملات القنصلية والاستعلام عن موعد تسلمها من القنصلية، وكذلك سهولة التواصل مع القنصلية للاستفسارات المختلفة عن طريق الموقع الإلكتروني، أو تطبيق الهاتف المحمول أو وسائل التواصل الاجتماعي للقنصلية، كما جرى حالياً العمل على إتاحة خاصية الرد الآلي على الاستفسارات الخاصة بالمعاملات القنصلية عن طريق رقم موحد على تطبيق الواتس أب، وسيتم الإعلان عن الرقم فور إتاحة الخدمة.
وأضاف انه يجري حالياً العمل على الانتهاء قريباً من تطوير نظم سداد رسوم المعاملات القنصلية، لتسهيل الإجراءات على المترددين على القنصلية وتحسين كفاءة وسرعة الانتهاء من المعاملات.
حول تأخر إصدار جوازات السفر المصرية في الكويت قال السفير أسامة شلتوت «إن تفشي الجائحة أدى إلى اضطراب عالمي في حركة الطيران وشحن الوثائق بشكل كبير، وهو ما أدى لصعوبة إرسال الكثير من تلك الوثائق التي تتطلب درجة عالية من التأمين بالإضافة لتكاليف الشحن عبر الترانزيت، هذا بالإضافة إلى أن عدد المواطنين المتقدمين لتجديد جوازات السفر بالقنصلية زاد بشكل كبير بسبب عدم قدرتهم على السفر لمصر لاستخراج جوازات سفرهم أثناء عطلتهم في مصر، كما كان الكثير منهم يفضل ذلك، ومع انتظام حركة الطيران نسبياً وعودة الطيران المباشر، فقد ساهم ذلك بشكل كبير في الإسراع في عملية اصدار الجوازات، خصوصاً أن مصر قد أنشأت مركزاً جديداً لإصدار الجوازات، ومازلنا نعمل بشكل كبير على تنفيذ اقتراحات عدة، تساهم في تحسين وتطوير تلك الخدمة الفترة المقبلة».
وحول انتقال مقر القنصلية المصرية من موقعها الحالي في منطقة السلام، أوضح السفير شلتوت أن «الاتصالات مع الجانب الكويتي أثمرت عن تخصيص قطعة أرض في منطقة مشرف لبناء القنصلية، تفي بأعداد المراجعين من الجالية المصرية»، مشيراً إلى انتظار تحديد الموقع من قبل السلطات الكويتية ومن ثم البدء في التشييد، لافتاً إلى أن مقر السفارة في منطقة الدعية قد تمّ هدمه، ومن المتوقّع أن تُطرح مناقصات البناء العام المقبل».
وأوضح أنه بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس العلاقات المصرية الكويتية، ستقام فعاليات في الكويت بالتنسيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكذلك من خلال السفارة الكويتية في القاهرة، مشيداً بجهود السفير الكويتي في مصر محمد صالح الذويخ.
وقال السفير شلتوت أن عام 2021 شهد زيادة في أعداد الدارسين الكويتيين إلى 30 ألف دارس بزيادة قدرها 20 في المئة عن العام السابق، كما أشارت إحصائيات وزارة التعليم العالي المصرية أنه وصل عدد المسجلين الجدد من أبناء الكويت للدارسة بالجامعات المصرية إلى ما يزيد على 6000 طالب وطالبة هذا العام ليصبح الكويتيون أكبر جالية تدرس في كليات مثل الطب والهندسة والحقوق والتربية.
ولفت إلى أن المنظومة الإلكترونية الشاملة التي دشنتها وزارة التعليم العالي ساهمت بشكل كبير في تسهيل عملية التقديم والمتابعة حيث تم إنشاء موقع إلكتروني تحت مسمى «ادرس في مصر» يقوم الدارس من مكانه هنا بانهاء كافة إجراءات التسجيل والحصول على القبول من خلاله كما تم طرح المنصة عبر تطبيق الهواتف المحمولة ليكون مصاحباً للطالب للتعرف على كل ما يهمه من أحداث وفعاليات.
واضاف شهدت المنظومة التعليمية طفرة بعد إنشاء عدد من الجامعات التكنولوجية الأهلية الجديدة مثل جامعة المنصورة و جامعة الجلالة وجامعة الملك سلمان وجامعة العلمين الدولية والتي وصل إجمالي تكلفة إنشاؤها 13 مليار جنيه مصري بالإضافة الى أفرع أكبر وأهم الجامعات العالمية في العالم بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذا تطبيق نظم الجودة الشاملة، والاعتماد في منظومة العمل والتدريس وبرامج التعليم الجامعية في مصر، ما ساهم بشكل كبير في تحسن مؤشر الجامعات المصرية بشكل كبير.
وتقدم السفير المصري لأبناء الجالية المصرية بدولة الكويت بالتهنئة بمناسبة أعياد رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد، مشيراً إلى أنه سيبذل جهده لتحقيق طلباتهم بالتعاون مع الجانب الكويتي الذي لم يدخر جهداً لدعمهم والسهر على راحتهم، موضحاً أن هناك توجيهاً دائماً ومستمراً من الرئيس السيسي بالوقوف على أية مشكلات تواجه أبناء مصر في الخارج والمساهمة بالتعاون مع الأشقاء في دول الاعتماد على تذليها وحلها، وأن الجالية المصرية بالكويت تساهم بفاعلية في بناء وتنمية مصر والكويت وهو ما كان محل تقدير قيادتي البلدين في مختلف المناسبات، وأن للجالية دوراً فاعلاً في توطيد العلاقات الشعبية والأخوية، وتعد من أهم أدوات القوى الناعمة والديبلوماسية الشعبية في التواصل والترابط بين البلدين الشقيقين.