كتبت: سهام عبد الغفار
تفتتح وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم، ومحافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم اليوم الجمعة الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية والتي تستمر فعالياته حتى 10 من شهر مارس الجاري، وذلك بمشاركة سينمائيين من 35 دولة تقدم 57 فيلماً موزعة على مختلف المسابقات وبرامج العروض التي تتضمنها أجندة المهرجان لهذا العام.
وقال رئيس المهرجان، السيناريست المصري سيد فؤاد، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن اللجنة المنظمة أنهت كل استعداداتها لانطلاق فعاليات الدورة الجديدة، التي تنطلق اليوم بحفل تبدأ أول فقراته وسط نهر النيل، بكرنفال فني يحمل عبق روح مصر الشعبية القديمة.
وأضاف فؤاد أن مدينة الأقصر بدأت في استقبال ضيوف المهرجان، الذي يجري بمشاركة 28 دولة إفريقية، بجانب سبع دول من خارج القارة.
وحول الأفلام المشاركة بمسابقات وبرامج العروض بالمهرجان، قال فؤاد إن المهرجان سيشهد خلال دورته الجديدة مشاركة عشرة أفلام في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وتسعة أفلام في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، و11 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة، و11 فيلما في مسابقة دياسبورا، وستة أفلام في برنامج الاختيار الرسمي خارج المسابقة، وعشرة أفلام في برنامج عروض التكريمات.
وأشار سيد فؤاد إلى أن المهرجان اختار هذا العام تكريم السينما الأوغندية، مع إطلاق اسم المخرج السنغالي الراحل جبريل ديوب مامبيتي، على هذه الدورة، بجانب إهداء الدورة للممثل المصري الراحل، محمود مرسي، والمخرج المغربي الراحل، محمد إسماعيل، والفنانة المصرية الراحلة هدى سلطان.
ولفت إلى أن المهرجان سيكرم الممثل المصري حسين فهمي، الذي يمنحه المهرجان جائزة إنجاز العمر، بجانب تكريم النجم المصري عمرو سعد، والفنانة الجزائرية بيونة، والمخرجة أبولين تراوري، من بوركينا فاسو.
كما أشار إلى تنظيم عشر ورش فنية بينها ورشة دولية، وتسع ورش محلية في مجالات الإخراج، والرسوم المتحركة، والحكي وغير ذلك من الفنون.
وكشف فؤاد عن أن أجندة المهرجان تتضمن إقامة عدد من الندوات، التي تناقش بعض القضايا السينمائية، بجانب ندوات التكريم وندوات الأفلام، وأن من بين هذه الندوات ندوة يشارك فيها نقاد سينمائيون من القارة السمراء وخارجها، وتدور حول النقد السينمائي في إفريقيا، ومدى تأثره بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب مؤتمر صحافي للممثل المصري حسين فهمي، يقام وسط معالم طريق الكباش الفرعوني.
مراسم الافتتاح
تبدأ مراسم الافتتاح بأجواء كرنفالية في الساعة الخامسة مساء، بعد تجمع كل الوفود والفرق وضيوف المهرجان، لتنقلهم الذهبيات النيلية إلى قاعة المؤتمرات وهو مكان إقامة الحفل، حيث تستقبل السجادة الحمراء في البداية نجوم حفل الافتتاح وصناع السينما الإفريقية.
يبدأ الاحتفال داخل قاعة المؤتمرات في الثامنة مساء بالسلام الجمهوري، يليه برومو بعنوان “عشرة سنوات من الخيال” يستعرض تاريخ المهرجان منذ بدايته وحتى آخر دوراته، وتقدم حفل الافتتاح باللغتين العربية والفرنسية الإعلامية والفنانة المغربية وفاء مراس، وهو من إخراج عادل بركات والمخرج المنفذ محمد نبوي، ويقوم بتنفيذ الإخراج التلفزيوني كريم سمير ودعاء أحمد وتنقله قناة نايل سينما على الهواء مباشرة.
تقدم فرقة الأقصر للفنون الشعبية فقرة بعنوان “النوبة” يليها كلمات افتتاحية لكل من رئيس شرف المهرجان محمود حميدة، ورئيس المهرجان سيد فؤاد، ومدير المهرجان عزة الحسيني، بعد ذلك يلقي محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم كلمته على الحضور، والكلمة الأخيرة للدكتورة إيناس عبد الدايم التي تعلن فيها افتتاح الدورة الحادية عشرة.
ومن ناحية أخرى يشهد فعاليات المهرجان 100 شاب وفتاة من محافظات مصر المختلفة ويشاهدون أفلامه وذلك بدعم من وزارة الشباب والرياضة المصري برئاسة د.أشرف صبحي، مما يساعد علي التعرف علي الثقافات الإفريقية المختلفة وعادات الشعوب وآمالها وأحلامها.
وتم اختيار هؤلاء الشباب والشابات من محبي السينما والفنون، حيث جاء اختيارهم من خلال برنامج “نوافذ” الذي كان ينظمه المهرجان من خلال مؤسسة شباب الفنانين المستقلين، بإشراف من نجوى صلاح وكيل وزارة الشباب والرياضة للبرامج الثقافية والفنية.
10 ورش فنية
كما يقدم المهرجان 10 ورش فنية لدعم المواهب لجميع الفئات العمرية، ضمن برنامج تنمية الجمهور المحلي ودعم المواهب بصعيد مصر، حيث يحرص كل عام علي تقديمها، ومع كل دورة يقدم ورش مختلفة تقام لأول مرة، ومن ورش الدورة الحادية عشرة ورشة جديدة تقام لأول مرة تحت عنوان “الحكي المسرحي لسيدات الجنوب” للفنانة إيمان شاهين، ويقدم ورشة الإخراج السينمائي المخرج والمنتج أحمد رشوان والتي تستهدف شباب الأقصر لتعليمهم مفهوم الإخراج السينمائي.
ورشة “سينما الأطفال ”
وتقدم ورشة “سينما الأطفال ” المخرجة شويكار خليفة والتي تستهدف طلاب الابتدائية، حيث يتم تدريب طلاب مدرسة جديدة كل يوم، وتعريفهم بسينما الأطفال واستخدام رسوماتهم فى صناعة فيلم قصير، ويقدم الفنان سعيد الباجوري ورشة تصنيع المراكب التراثية والفرعونية، حيث يستخدم في صناعته خامات متنوعة منها “الخشب، والورق المقوى، والغراء الأبيض، أو أي مادة لاصقة، ورق للرسم، وخيوط”، كما يصنع مجسمات بمقاسات مختلفة لعدد من أشهر المراكب التراثية مثل “مركب حتشبسوت، إيزيس” ويستهدف في هذه الورشة جميع الفئات من أبناء مدينة الأقصر والصعيد.
ويقدم د.أحمد حمزة عميد كلية الفنون الجميلة ورشة “رسم جداريات” وتستهدف تعليم الموهوبين بصعيد مصر رسم الجداريات الفرعونية ورسم الملوك والمومياوات، ويقدم الفنان وائل نور ورشة “رسم للأطفال”، أما ورشة “تدريب الممثل” يقدمها الفنان الأسعد الجاموسي الدكتور بجامعة صفاقس لمادة المسرح وهو من الفنانين المسرحيين المعروفين بتونس، وشارك مؤخرًا في فيلم “ابن دموعها” الذي قام بإخراجه المخرج المصري سمير سيف، وكان رئيسا لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، وتقدم ورشة ” الأفيش السينمائي قديم في جديد ” الفنانة التشكيلية زينب صبحي التي تستهدف المهتمين بالسينما في صعيد مصر وتشجيعهم على الانغماس في العمل والإبداع.
3 معارض فنية
أما المعارض فالمهرجان يقدم هذا العام ثلاث معارض فنية على هامش فعالياته بهدف إحياء فنون مصر القديمة، واستعادة الدور الحضاري والثقافي لمدينة الأقصر عاصمة مصر القديمة على مر مئات السنين وعاصمة الثقافة العربية، فيقام معرض فوتوغرافيا “توت عنخ آمون” الذي يتضمن كنوز الملك ” توت عنخ آمون” الذي تولى الحكم صغيرا تسع سنوات وتوفي شابا في ظروف غامضة، ويقام أيضا معرض الفنانين التشكيليين من الجنوب والذي يهدف إلى علاج الكثير من المشكلات التي تواجه المشهد التشكيلي في مصر باعتباره سيسد الفراغ الناتج عن عدم وجود متاحف فنية تعرض الأعمال التشكيلية بشكل كبير، ويقام معرض أفيشات المكرمين في المهرجان للاحتفاء بهم وتعريف جمهور وضيوف المهرجان بالمكرمين في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يرأسه شرفيا الممثل محمود حميدة وتقيمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين برعاية ودعم من وزارة الثقافة والسياحة والآثار، والخارجية، ومحافظة الأقصر ونقابة السينمائيين، برعاية البنك الأهلي، وهيئة تنشيط السياحة وشركة أوراسكوم.
إعادة اكتشاف مصر
ويذكر أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية قد دشن قبل انطلاق دورته الحادية عشرة مسابقة بعنوان “إعادة اكتشاف مصر” والتي كان هدفها إعادة اكتشاف كل الأماكن الأثرية الغير معروفة في مصر من خلال صورة أو فيديو لا تزيد مدته عن ٩٠ ثانية لأفضل لأماكن ويفوز بالمسابقة أكثر مشاركات تحصل على تفاعل حقيقي عبر السوشيال ميديا.
وفاز بتلك المسابقة: محمد مجدي إبراهيم السيد من الإسكندرية، بشير شوشة من القاهرة، عبد الله منصور محمد من الأقصر، الذين اختاروا أفضل الأماكن وقاموا بنشرها وحققت تفاعلات وصلت لملايين المشاهدات والإعجابات عبر صفحاتهم بمواقع التواصل، ليحصلوا على رحلة شاملة حضور كل فعاليات المهرجان.