• نوفمبر 23, 2024 - 4:24 صباحًا

السفير الزمانان: الأبنودي حفر اسمه بقوة في أعماق أهل الكويت

أكد سفير دولة الكويت لدى جمهورية مصر العربية سالم الزمانان «المكانة الكبيرة التي حظي بها ولايزال الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي لدى أهل الكويت وموقفه التاريخي الكبير ابان محنة الاحتلال الصدامي».
وقال الزمانان مخاطبا الحضور في حفل نظمته السفارة تحت عنوان الأبنودي في قلب الكويت لتأبين الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي «اذا كنا نتشاطر معكم الحزن في وفاته فإننا في الكويت نشعر ان مصابنا مضاعف»، مؤكدا ان الشاعر الراحل حفر اسمه بقوة في اعماق اهل الكويت.
وذكر ان الكلمات الصافية للشاعر الراحل كانت خير دواء للمواطنين الكويتيين «يخفف آلامهم ويمنحهم الامل في مجيء الصبح بعد الظلام الذي خيم على النفوس في الثاني من اغسطس 1990».
وأوضح ان صوت الأبنودي حينذاك جاء كطلقة تهز الوجدان وتقض مضاجع المعتدين وتتصدى لطغيانهم، «وما كادت ايام قليلة تمر على صرخته القوية الا وجاء الفجر وزالت الغمة بتحرر بلادنا».
وأضاف: «اننا في الكويت لانزال نستذكر هذه الروح الطيبة ونعبر عن بالغ الاعتزاز بالموقف التاريخي الكبير للفقيد ابان محنة الاحتلال الصدامي ونستعيد ما نظمه من رائعة شعرية خالدة شدا بها كبار الفنانين العرب في الليلة المحمدية في موقف تلقائي كريم، ومعبرا في الوقت ذاته عن مدى التلاحم بين الشعبين المصري والكويتي في السراء والضراء».
وقال ان الشاعر الراحل سيظل حاضرا في الوجدان وتظل كلماته تتردد دائما في القلب لترسم لنا وللاجيال المقبلة من المحيط إلى الخليج صورة شاعر انسان حمل هموم وطنه وأمته، وعبر بكلماته البسيطة ومعانيه العظيمة عن ادق التفاصيل واصدق المشاعر التي ارتبطت بمسيرة الامة العربية على مدار نصف قرن او يزيد.
وتابع قائلا: ان الأبنودي كان صوت الحق ورسالة المحبة والسلام للعالم بأسره، واستطاع بعبقريته أن يمزج بين العام والخاص وتحول صوته إلى صوت كل مواطن عربي، فكان شعره سجلا لكل «أفراحنا وأتراحنا وانتصاراتنا وانكساراتنا واحلامنا واحباطاتنا».
وتساءل: «من ينسى صيحته الهادرة بعد ان كادت مأساة يونيو 67 تسيطر على النفوس، ومن ينسى صوته الرخيم وهو يناجي سيناء بعد النصر المجيد في اكتوبر 73»؟ مشيرا إلى ان الأبنودي كان في كل ذلك صوت الضمير المتفائل والمشتبك دائما مع قضايا اهله وأمته.
واعتبر غياب الأبنودي «لا شك امر جلل ومصاب كبير لمصر الشقيقة وللامة العربية والعالم بأسره»، مستدركا بالقول «لكنه الموت الذي لا حيلة لنا فيه ومثلما يخطف الموت منا كل عزيز، فانه يمنح البعض حياة متجددة»، في اشارة إلى الشاعر الفقيد سيظل حيا في النفوس بما تركه من قيم طيبة وابداع حي على مدى عقود وعقود.
من جهته قال وزير الثقافة المصري الدكتور عبدالواحد النبوي في كلمة له انه في اطار تخليد ذكرى المفكرين والكتاب والأدباء المصريين سيتم جمع أغاني وأشعار الراحل عبدالرحمن الأبنودي وستعيد الوزارة نشرها.
وأضاف أنه تم تكليف الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتنسيق مع أسرة الشاعر الراحل لترجمة أعماله إلى اللغة الانجليزية والفرنسية، وستعمل الوزارة وفق خطة لتوزيعها في أنحاء العالم.
وأشار إلى أن وزارة الثقافة تستعد حاليا لافتتاح متحف الأبنودي في 30 مايو الجاري بمدينة (أبنود) بمحافظة قنا، مؤكدا أهمية احياء ذكرى القمم والعلامات المضيئة في تاريخ مصر.
من ناحيته أكد الكاتب الصحافي جمال الغيطاني في كلمة مماثلة أن الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي لم يكن شاعرا للعامية المصرية فقط، وانما كان شاعرا عربيا لا يقل عن كبار شعراء العربية مثل المتنبي وأبي العلاء وأبي تمام وصولا إلى أحمد شوقي.
وأضاف الغيطاني أنه رافق الشاعر الأبنودي في العديد من رحلاته في مختلف العواصم العربية، مشيرا إلى انه كان يتمتع بمنزلة خاصة في دولة الكويت.
وأكد أن الشاعر الأبنودي كان يتمتع بموقف انساني وطني قومي أخلاقي شجاع، مشيرا إلى موقفه من غزو الكويت ورؤيته للمخاطر البعيدة المترتبة على هذا الغزو.
وقال ان الأبنودي «شاعر الكونية» وأن شعره سوف يقرأ بعد آلاف الأعوام، موضحا أن الانسان لا يتغير ومواجهته للموت لا تتبدل.
وأكد انه لم يعرف شاعرا يعبر عن الموت باعتباره «انتقال وليس فناء» مثل الأبنودي، مشددا على أنها ترجمة شعرية دقيقة للثقافة المصرية الخاصة.
وحضر حفل التأبين بنات الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي ووزير الثقافة المصري عبدالواحد النبوي ود. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق والأديب جمال الغيطاني والفقيه الدستوري والمستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المصري والمستشار عمر مروان المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات المصرية، وعدد من المثقفين والأدباء والشعراء المصريين، اضافة إلى أعضاء سفارة دولة الكويت لدى مصر.
يذكر أن الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي الذي توفي يوم 21 ابريل الماضي كان قد حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بجائزة الدولة التقديرية كما فاز بجائزة محمود درويش للابداع العربي لعام 2014.
ولد الأبنودي عام 1939 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونا شرعيا وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديدا في شارع بني علي، حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها، وهو متزوج من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية ونور.
من أشهر أعماله السيرة الهلالية التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، ومن أشهر كتبه كتاب أيامي الحلوة الذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصا وأحداثا مختلفة من حياته في صعيد مصر.
يذكر أن الأبنودي قدم العديد من الأعمال الغنائية الدرامية لعدد من المسلسلات التي عرضت خلال السنوات الأخيرة، ومنها مسلسل «الرحايا»، وكتب أول قصيدة بعد ثورة 25 يناير اسمها «الميدان»، والتي كانت من تمائم الثورة في تلك الفترة، ثم كتب العديد من الأعمال في ثورة 30 يونيو.
وحصل الأبنودي على لقب تميمة الثورات المصرية، فهو مغني الشعب بعد نكسة 67 بأغنية «وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها»، وصاحب صرخة «مسيح»، إضافة إلى العديد من الأعمال الإبداعية منذ منتصف الخمسينيات، وحتى الآن مرورا «بالسيرة الهلالية» و«الأحزان العادية» و«المشروع الممنوع» و«صمت الجرس»، و«عمليات» و«أحمد سماعين»، وأعمال كثيرة أثرى بها الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي.

Read Previous

رسالة «التعاون» إلى العالم

Read Next

السفير الزمانان يستقبل رواد ديوان الكويت في مقر السفارة بالقاهرة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x