وزيرة الهجرة: البابا تواضروس الثاني رمز وطني ساعد بحكمته على العبور بسفينة الوطن بسلام
استضاف المقر البابوي بالقاهرة، مساء الخميس، حفل توقيع كتاب “البابا تواضروس الثاني.. سنوات من الحب لله والوطن” بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني والسفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، ووزيري البترول والتنمية المحلية، والدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، والدكتورة غادة والي المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، وعدد من السفراء والمسئولين ونخبة من المفكرين والمثقفين والشخصيات العامة والإعلاميين والصحفيين، في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
فى البداية رحب قداسة البابا تواضروس الثاني، في كلمة افتتاحية سريعة، بالحضور وأشاد بحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر الاقتصادي والرؤية التي تقدمها الدولة المصرية خلال الأزمة الاقتصادية العالمية.
وعن موضوع الكتاب قال قداسة البابا تواضروس الثاني إنه يتناول جزءًا مهمًّا من تاريخ مصر، وأضاف أن التاريخ حياة (History is life) فهو قصة الإنسان، لذا يجب أن نصونه، وأضاف قداسته أن تسمية “الإنسان” جاءت لأنه يتمتع بفضيلة النسيان فهو يستطيع أن ينسى آلامه ويتجاوزها ويعوض ما فاته، وأكد قداسة البابا أن الوطن هو الأغلى في حياة الإنسان ولا سيما على أرض مصر بالنسبة للمصري وأن أرض مصر تتميز بأن السيد المسيح زارها.
وعن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قال قداسته إنها فريدة بين كنائس العالم، فهي أقدم كيان شعبي على أرض مصر، وإن جذورها مصرية وعاشت تخدم طوال تاريخها الوطن، وأكد أن الكنيسة لا تلعب دورًا سياسيًّا أبدًا، وأوضح أنه حتى لقاءات وتعاملات الكنيسة مع السياسيين تكون على أرضية وطنية.
وأكمل قداسة البابا كلمته الافتتاحية بقوله إن أعمدة المجتمع المصري هي مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء والأزهر والكنيسة بالإضافة إلى المؤسسات الثقافية والاقتصادية.
وبعدها أجرت محررة الكتاب، الإذاعية شيرين عبد الخالق، حوارًا مع قداسته حول أبرز ما جاء في الكتاب، وتضمن أسئلة شخصية واجتماعية وتاريخية مرتبطة ببعض الأحداث التي مرت بالكنيسة والوطن خلال السنوات العشر الماضية. وأعقبت الحوار مداخلات من بعض الضيوف الحاضرين.
وتصدرت الكتاب، الذي قدم له المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، عبارة قداسة البابا تواضروس الشهيرة “وطنٌ بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن” والتي قالها بالتزامن مع حرق العديد من الكنائس ضمن أحداث الاعتداءات التي وقعت في أغسطس ٢٠١٣، وأصبحت لها مكانة خاصة في ذاكرة المصريين.
ويحوي كتاب “البابا تواضروس الثاني سنوات من الحب لله والوطن” تفاصيل تنشر لأول مرة حول سنوات حياة قداسة البابا قبل البطريركية والظروف المختلفة التي عاشها خلال عشر سنوات منذ تنصيب قداسته، ولقاءاته مع عدد من القادة السياسيين والدينيين في مختلف الدول. وكذلك علاقة المحبة والتآخي التي جمعته بالرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اختير وزيرًا للدفاع وحتى انتخابه رئيسًا للجمهورية، وكيف نمت وتطورت وعبرت عن اتفاق وتفانٍ في خدمة الوطن وأهله.
وفي كلمتها، أكدت السفيرة سها جندي سعادتها بهذا الكتاب وما يضمه حول زيارة أيرلندا وشرف لقائه للمرة الأولى، حين كانت تعمل سفيرة لمصر هناك، مؤكدة سعادتها البالغة بشرف اللقاء والزيارة.
وأضافت وزيرة الهجرة أن الجالية المصرية بمسلميها ومسيحييها كانوا في قمة السعادة لزيارة قداسة البابا وافتتاح أديرة الرهبان، مؤكدة أن شعب مصر يحب وطنه ورموزه الدينية، على اختلافهم.
وشكرت الوزيرة قداسة البابا على دعمه للوطن وسط الأزمات، وصلواته لرفعته ونهضته، مؤكدة أن مصر قوية وقادرة على تخطي كل الصعاب وسط أزمات يشهدها العالم، مؤكدة أنها ستقرأ الكتاب بقلبها.
و أوضحت وزيرة الهجرة أن قداسة البابا تواضروس الثاني رمز وطني، ساعد بحكمته وحصافته على العبور بسفينة الوطن بسلام في فترة كانت مليئة بالتحديات، مؤكدة أن الكنيسة المصرية والأزهر الشريف حصن منيع، وأن قداسة البابا يحرص في كل عظاته على توعية الشباب بحب الوطن وإعلاء قيمته والولاء له.
وأضافت السفيرة سها جندي أن مصر شهدت الكثير من الأحداث وأن شهادة البابا تواضروس الثاني رصدت الكثير من الأحداث والتفاصيل التي مرت بها مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، مؤكدة أن تقديم الرئيس الأسبق عدلي منصور للكتاب يعد إضافة قوية.
كما ثمنت وزيرة الهجرة جهود البابا تواضروس الثاني في توضيح الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر، وتعريف شعب الكنيسة في الخارج، بما مرت به مصر من محطات وكواليس الأيام الأولى بعد تجليسه وزياراته الخارجية لتوضيح رؤيته للموقف المصري ودحض الشائعات التي روج لها المغرضون، مؤكدة أن قداسته يعد رمزا روحيا، وتعد رحلته ملهمة للشباب، لتفوقه في رحلته العلمية بجانب الدينية أيضا، وكذلك ما يقدمه لوطنه من جهود مخلصة فس شتى المحافل.