مع حلول شهر رمضان المبارك كل عام تتجدد المطالبات النيابية للحكومة بمواجهة غلاء أسعار السلع، ووقف جشع بعض التجار، فضلا عن منع انقطاع التيار الكهربائي، خاصة ان رمضان هذا العام يأتي في فصل الصيف، حيث درجة الحرارة العالية جدا… إلى جانب مطالبة وزارة الاعلام بمراقبة برامج ومسلسلات رمضان التلفزيونية لضمان عدم مخالفتها تقاليد وقيم المجتمع… وزاد هذا العام مطالبة النواب للحكومة بالتشديد من إجراءات حفظ الأمن ومراقبة الخطاب الديني ومواجهة التطرّف في ظل اوضاع إقليمية شديدة السخونة.
وأكد نواب ضرورة اعلان جميع وزارات الدولة حالة الاستنفار والطوارئ خلال شهر رمضان لمنع الأزمات قبل وقوعها وسرعة التعامل مع اي أزمة تقع فجأة، ومواجهة التحديات باتخاذ التدابير والاحترازات اللازمة للتعامل السريع مع المشاكل المفاجئة، مشيرين إلى أهمية وجود تنسيق كامل بين وزارات الدولة، خاصة التجارة والصناعة والأوقاف والشؤون الإسلامية والإعلام والداخلية.
في البداية توجه النائب محمد طنا بالتهنئة إلى الشعب الكويتي والقيادة السياسية بحلول شهر رمضان المبارك، متمنيا أن يكون شهر خير على الكويت والأمتين العربية والإسلامية ومطالبا في الوقت ذاته وزارة التجارة بالقيام بمهامها في ردع بعض التجار ممن تسول لهم أنفسهم العبث بأسعار السلع الغذائية والاستهلاكية وزيادته من دون مبرر، مشددا على أن تقوم هيئة حماية المستهلك بدورها خلال هذه الأيام المباركة وأن تضاعف جهودها. وأضاف طنا: إننا نستبشر خيرا بالوزير الجديد الدكتور يوسف العلي، ونعتقد أن هذا الموسم اختبار له في كبح جماح الأسعار التي باتت تؤرق المواطنين والمقيمين على حد سواء.
وعن دور وزارة الإعلام في شهر رمضان شدد طنا على أهمية حرص الوزارة على عدم إذاعة أي أعمال هابطة تنطوي على إسفاف وخروج على عادات وتقاليد الكويتيين، معربا عن ثقته في وزير الإعلام وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود بالتصدي لكل ما يخدش حياء وقيم وأخلاق أهل الكويت، محذرا من مغبة التساهل في بث الأعمال غير الأخلاقية لما لها من أثر سلبي على المجتمع والأسرة.
من جانبه طالب النائب حمود الحمدان الحكومة بضرورة أن تكون على أهبة الاستعداد خلال شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر الأغر الذي ينتظره المسلمون كل عام بلهفة وحب واشتياق لما حباه الله من عظيم البركات وجليل المنح والعطايا.
وقال: إن الشهر الفضيل ينشغل فيه الناس بفريضة الصيام والقيام وتضاعف فيه الأعمال حيث القربات بقراءة القرآن والذكر والدعاء والابتهال والرجاء، وهو ما يتطلب من كل المؤسسات الحكومية أن تتكاتف جهودها للاستعداد من حيث البرامج التوعوية وحلقات الذكر والأمسيات الدينية.
وأوضح الحمدان أن وزارة الأوقاف يقع على كاهلها العبء الأكبر والحمل الثقيل في شهر رمضان المبارك، إذ عليها متابعة المساجد بدقة والنظر في كل احتياجاتها ومتطلباتها واستكمال إجراءات الصيانة الدورية وتنظيم الدورات الشرعية واستقطاب حفظة القرآن ذوي الأصوات الحسنة والعلماء والدعاة لنشر الوعي الديني وإقامة الندوات والمحاضرات والتنسيق مع كل الوزارات الأخرى المعنية لينعم المسلمون خلال الشهر الكريم بالسكينة والهدوء وراحة البال، وينصرف همهم لطاعة الرحمن واغتنام أوقات الشهر الفضيل.
وفيما يتعلق بأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية أكد الحمدان دور وزارتي التجارة والبلدية في متابعة الأسعار ومراقبة المحال التجارية والأسواق، والتأكد من مدى التزام التجار بالمعايير والضوابط ومحاربة جشع البعض منهم، والاستغلال السيئ لاحتياجات المواطن والمقيم والتأكد من توافر كافة السلع الأساسية ومدى صلاحيتها ومطابقتها للمواصفات، مشددا على ضرورة توفير فرق طوارئ لاستقبال الشكاوى وسرعة التجاوب مع أي حالة طارئة لضبط المخالفات والتجاوزات.
كما شدد الحمدان على دور وزارة الإعلام في اختيار وبث البرامج التوعوية في شهر رمضان والاهتمام بالبرامج الدينية، خاصة التي تعنى بأحكام الصيام وقضايا الأسرة والطفل وتهذيب الأخلاق وإشغال الأوقات بما يفيد وينفع وتوعية المواطنين بالضوابط واللوائح التي تصدرها الوزارة والتي يجب على الجميع اتباعها في الشهر الكريم، إضافة إلى عرض جداول المساجد التي يصلي فيها مشاهير القراء وتقام فيها الندوات والمحاضرات ليتسنى للجميع المتابعة والاستفادة منها.
من ناحيته هنأ النائب د. عبدالحميد دشتي جموع المسلمين في الكويت والوطن العربي والعالم أجمع بحلول شهر رمضان الكريم، داعيا الله أن يعيده على الأمة العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات. ودعا دشتي وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى ضرورة التشديد على خطباء المساجد ومعتلي المنابر الدينية خلال أيام الشهر الفضيل والعمل على التوجيه الدعوي الحكيم والمعبر عن جموع المسلمين، مؤكدا أن الخطاب الديني ركيزة أساسية لتعزيز الوحدة الوطنية، ومن خلاله يصبح الوطن في أمان واستقرار مما يساهم في تحفيز المواطنين على القيام بمزيد من العمل والنجاح لدعم مسيرة البناء والتنمية والمحافظة على وحدة وسلامة وطننا الغالي الكويت.
وحذر دشتي من الخطابات الدينية المتشددة الداعية للفرقة، مطالبا وزارة الأوقاف وكافة المؤسسات الحكومية المعنية بمراقبة مثل هذه التجاوزات خلال الفترة المقبلة، داعيا أبناء الوطن بعدم السماح لأي شخص بالعمل على زج الدين السامي في علوه والمنزل من قبل أرحم الراحمين في السياسة التي هي صنيعة البشر.
ودعا النائب عبدالله المعيوف وزارة التجارة إلى القيام بدورها في الرقابة والإشراف على الأسواق، والحيلولة دون ارتفاع أسعار السلع والمواد الاستهلاكية مع حلول شهر رمضان المبارك الذي يمثل بالنسبة لبعض التجار فرصة ومناسبة لمضاعفة أسعار بضاعتهم من دون مبرر، مشددا على أن الحكومة أمام تحدي ضبط الأسعار.
وأكد المعيوف أن المواطن أصبح يئن اليوم من وطأة التكاليف المعيشية، وبات رب الأسرة مثقلا بمتطلبات الحياة المعيشية لأسرته في ظل ارتفاع الأسعار والغلاء المعيشي الذي تسببت به، مشيرا إلى أن الحكومة تتحمل المسؤولية في معالجة غلاء الأسعار وعليها يقع العبء الأكبر فهي المخولة بالرقابة على الأسواق وتطبيق القانون على المخالفين وفرض العقوبات الرادعة، لافتا إلى أن الحكومة تتحمل أيضا تبعات أخرى وخدمات يجب أن توفرها للتجار كي لا تكون لديهم مبررات لرفع الأسعار ومن أبرزها توفير الأماكن التخزينية لبضائعهم حتى لا تتم إضافة تكلفة التخزين على سعر البضاعة.