على الرغم من أن رمضان هو شهر الروحانيات والإيمانيات والتفرغ للعبادة، فإن رمضان النواب هذا العام سياسي بامتياز، ففي فترة النهار يحضرون جلسات واجتماعات لجان برلمانية نظرا إلى استمرار انعقاد المجلس لحين إقرار قوانين الميزانيات الجديدة وإقرار القوانين التي سبق وصوّت عليها المجلس في مداولتها الاولى، ومن المقرر ان تعقد جلسة اليوم وباقي الجلسات الساعة الواحدة ظهرا لتتناسب مع ايام شَهْر رمضان.
وفي المساء، يوميا، في رمضان ينقسم نشاط النواب ما بين روحاني واجتماعي، فبعد تناول طعام الافطار واداء صلاة التراويح يبدأ النواب برنامجهم الاجتماعي السياسي بالمرور على دواوين الاقارب، ثم دواوين الدائرة الانتخابية التي يمثلونها وحضور الغبقات التي يحرص على تنظيمها الشعب الكويتي من قديم الزمان، ويحرص النواب على ان يعقدوا عقب صلاة التراويح غبقات في دواوينهم لاستقبال المهنئين بقدوم شهر رمضان.
ويقول مراقب المجلس النائب احمد لاري لـ «الخليج»: رمضان هذا العام اكثر من نصفه سنقضيه في فترة النهار في جلسات ولجان لاستمرار انعقاد المجلس حتى الانتهاء من قوانين الميزانيات للعام المالي ٢٠١٥/ ٢٠١٦ وإقرار قوانين تم اقرارها بالمداولة الاولى في الجلسة الاخيرة، وفي المساء سيكون الغلبة للجانب الروحاني الإيماني لأن شهر رمضان يعد نوعا من التهيئة الإلهية للاجواء الروحانية، فكما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في خطبة له في آخر جمعة من شعبان وعن شهر رمضان بأن من مميزات هذا الشهر ان الشياطين فيه مغلولة، وأعتقد ان عدم الانشغال بالأكل والشرب يعطي نوعا من الصفاء للذهن والتركيز في العمل والاستفادة من الوقت بشكل أفضل.
وعن برنامجه في رمضان، قال لاري: أي عمل يقوم به الانسان ونيته لله فهي عبادة، ولكن التوازن مطلوب حتى يتزود الانسان بالطاقة الروحية المطلوبة في هذا الشهر الفضيل لينطلق انطلاقة جديدة تكفيه طوال شهور السنة، كما ان الالتزامات الاجتماعية وتبادل الزيارات أمر جبل عليه أهل الكويت، ونسأل الله ان يديم هذه المحبة والألفة، سواء بين الحاكم والمحكوم، أو بين الناس بشكل عام أو بين الانسان وأهله وأرحامه، ولكن اذا لم يستطع الانسان تنظيم وقته وتوزيع أولوياته فقد تطغى هذه الارتباطات، خاصة لمن يريد مثلا ان يزور كافة دواوين دائرته وبقية الدواوين التي لها تأثير من الدوائر الاخرى، حتى لا تؤثر هذه الارتباطات سلبا على وقته المخصص لصلاته وتلاوته للقرآن وتفرغه لله.
وتابع لاري: ومن الطقوس التي احرص عليها قبل رمضان أننا نبدأ من شهر رجب وشهر شعبان بصيام أيام الاثنين والخميس، وهي أمور مستحبة وعادة ما نتبادل مع الاصدقاء تناول الافطار، ففي بعض المرات تكون عندي في البيت ومرات عند الاخ سيد عدنان عبدالصمد، ومرات بالديوانية في الدسمة. ويستمر هذا الوضع حتى في شهر رمضان.
وعن الغبقات، يقول لاري: الحمد لله هذه الغبقات ظاهرة جميلة، حيث تجمع هذه المناسبة الانسان مع معارفه وأحبائه وأهله، ودائما احاول قدر المستطاع ألا أعتذر عن اي دعوة لحضور اي مناسبة اجتماعية.
وحول برامج ومسلسلات القنوات التلفزيونية في رمضان، يقول لاري: انا بشكل عام مقل في مشاهدة التلفزيون، باستثناء البرامج الإخبارية والحوارية التي تتضمن لقاءات سياسة تناقش قضايا ساخنة. وأحيانا أتابع مع الاولاد عندما يكون هناك متسع من الوقت المسلسل الذي يعرض بعد الافطار.
من جانبه قال أمين السر النائب عادل الخرافي لـ «الخليج»: ان رمضان هو شهر عبادة، ويبين الدفء الديني والتقرب إلى الله والمحافظة على المناسك والأخلاقيات الإسلامية وفي رمضان العبادات كثيرة تُرقّي القلب وتريحه من مساوئ وذنوب طيلة السنة، ومن الناحية الاجتماعية فإن رمضان بالنسبة إلى العادات والتقاليد بالكويت شهر التقارب وصلة الرحم والصفح والتسامح، فأعتقد أنه شهر فضيل. أيضا التزاور وحضور المناسبات الشعبية المتوارثة.
وعن زيارة الدواوين خلال رمضان، قال الخرافي: بالطبع، احرص على زيارة الدواوين خلال شهر رمضان، للتواصل مع المواطنين والمجتمع المدني، والعنصر الاجتماعي أكثر من العنصر الأكلي والغذائي، وتابع: ان رمضان سنقضي معظمه هذا العام في جلسات واجتماعات لجان لنتمكن من إقرار الميزانيات الجديدة كلها حتى يمكن فض دور الانعقاد الحالي.
وعن الاسرة والعائلة، قال الخرافي: انا انشغلت كثيرا عن العائلة بسبب العمل البرلماني والسياسي، والحمد لله خلال الوقت الحالي في رمضان فإن هذا الشهر الكريم منحني نعمة هي رؤية العائلة كاملة في مآدب رمضان يوميا، وكذلك تناول الأكلات المميزة.
بدوره قال النائب عبدالله التميمي لـ «الخليج»: ان شهر رمضان هو شهر الطاعات والتقرب إلى الله بالعبادات والعمل الصالح، وشاء الله ان يكون رمضان هذا العام سياسيا ايضا لوجودنا يوميا في فترة النهار في مجلس الأمة في جلسات ولجان لإنجاز ما تبقى من ميزانيات وقوانين قبل فض دور الانعقاد، وبالنسبة لنا نحن أعضاء مجلس الأمة فإن رمضان فرصة عظيمة لنا لنتواصل أيضا مع الشعب الكويتي من خلال الديوانيات واللقاءات والأمسيات والمنتديات الرمضانية الكريمة.
من ناحيته يقول النائب حمود الحمدان لـ «الخليج»: ان برنامجي اليومي في رمضان يبدأ بصلاة الفجر، وأحرص على قراءة القرآن الكريم قبل النوم، ثم أستريح قليلا، ثم أذهب إلى مجلس الأمة لحضور جلسات الظهيرة، ثم أعود قبيل المغرب، فأقرأ شيئا من القرآن الكريم، وإذا كانت هناك حاجات أقضيها، ثم يأتي المغرب فيكون الإفطار مع الوالد في البيت، وبعد العشاء نبدأ في الزيارات.
وأشار الحمدان إلى أَنَّه يحرص على عقد الغبقات وتلبية دعوات الغبقات من الآخرين، لأن أغلبها اجتماعية وأسرية لذلك لا بد أن يلتزم بها، لأن هذا الشهر هو شهر صلة الأرحام والود والمحبة وإزالة الضغينة من النفوس، وهو يمثل كذلك مدى قدرة الإنسان على الرقابة الذاتية بالنسبة إلى الفرد كذلك يمثل رمضان الشعور بمعاناة الفقير والضعيف والمتألم، رمضان دائما يكون عنوانا لصلة الرحم والزيارات المتبادلة وكذلك الخلق القويم، رمضان يحسّن الخلق، رمضان تواصل مع الأهل وصلة للأرحام.
وقال النائب صالح عاشور لـ «الخليج»: انه لا شك في أن شهر رمضان المبارك من الأشهر التي تختلف فيها الأجواء عن الأشهر الأخرى؛ لكونه مختصا بالصيام، وبالتالي مختص بالأمور الروحانية، وله مميزات كثيرة، ومنها العودة إلى الذات والعودة إلى الله سبحانه وتعالى، وهو يمثل لنا وقفة لتقييم مسيرة الإنسان بينه وبين ربه سبحانه وتعالى.
وتابع عاشور: رمضان هذا العام سياسي بامتياز، ففي فترة النهار ملزمون بحضور جلسات واجتماعات لجان برلمانية نظرا إلى استمرار انعقاد المجلس لحين إقرار قوانين الميزانيات الجديدة واقرار القوانين التي سبق وصوّت عليها المجلس في مداولتها الاولى، وفي المساء، يوميا، في رمضان ينقسم نشاطنا ما بين روحاني واجتماعي وسياسي، فبعد تناول طعام الافطار وأداء صلاة التراويح نبدأ في المرور على دواوين الاقارب ثم دواوين الدائرة الانتخابية التي نمثلها وحضور الغبقات.
ويرى عاشور ان قضاء رمضان في الكويت أفضل من خارجها ؛ لأن الصيام يكون مع الأهل، فالكويت تختلف عن بقية الدول الإسلامية في أن مواقيت العمل تتغير في شهر رمضان، والأجواء تتكيف مع شهر رمضان، فمظاهر الصيام موجودة، والمطاعم مقفلة، والأسرة والعائلة، والزيارات والدواوين، يختلف الوضع، فأنا أعتقد – بعد أن زرت عدة أماكن – أن الكويت أفضل، وبعد الكويت تأتي مصر في شهر رمضان.