• نوفمبر 24, 2024 - 3:15 مساءً

أكاديميون وقانونيون: التسول يشوِّه الوجه الحضاري للكويت

على الرغم من تأكيد وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد أن وزارة الداخلية استعدت لمنع ظاهرة التسول غير الحضارية في الشهر الفضيل، حيث يحاول بعض ضعاف النفوس استغلالها لاستدرار عطف الصائمين بطرق تندرج تحت جرائم النصب والاحتيال، فإن هذه التحذيرات الامنية لا تؤثر في عزيمة كثير من المتسولين الذين يرون في رمضان فرصتهم الذهبية لتجميع الاموال.

وأكد قانونيون وعلماء نفس أن ظاهرة التسول دخيلة على المجتمع وتشوه الوجه الحضاري للكويت التي حازت احترام العالم بلقب مركز العمل الانساني.

وقال المحامي عبدالله سعد إن ظاهرة التسول تعد من الظواهر الاجتماعية السلبية الضارة والدخيلة على المجتمع الكويتي المتمسك بعاداته وقيمه الأصيلة النابعة من مبادئ الشريعة الإسلامية والمتمثلة في التكافل الاجتماعي وصلة الرحم والتعاون على البر والتقوى، لافتا إلى أن التهاون في تطبيق القانون من أهم أسباب تفشي هذه الظاهرة، لأن نسبة كبيرة من المتسولين دخلوا للكويت بسمات زيارة في أوقات معلومة تعلمها الجهات المعنية.

أما المحامي نايف الشلية فأكد أن التسول مهنة ممقوتة ودخيلة على المجتمع الكويتي الذي جبل على العطاء وجذور عمله الخيري متأصلة وبصماتها واضحة في كل بلدان العالم، لافتا إلى أننا بحاجة إلى وقفة صارمة لمحاربة هذه الظاهرة المدمرة اجتماعيا، حيث ان التسول في الكويت أضحى بوابة لجرائم اخرى مثل السرقات والدعارة، فبعض المتسولين يشاغلون سائق السيارة بينما يسرق آخر حقيبة على المقعد المجاور له، وقد تجرأ بعضهم بطرق أبواب البيوت في وقت الظهيرة ومعظمهم من النساء صغيرات السن وهذا ما يفتح باب الرذيلة، ودعا إلى ضرورة تكاتف كل الجهات المعنية لمحاربة الظاهرة الخطيرة وتطبيق القانون بكل قوة على كل من يساهم في دخول هؤلاء إلى الكويت.

ويقول استاذ علم النفس بجامعة الكويت د. خضر البارون: ان ظاهرة التسول في الكويت انتشرت في البلاد بصورة غريبة، وتعد مهنة غير شريفة فقد يستخدمها البعض لاهداف متعددة، وبرغم ان المتسول نفسه يعرف ان مهنته على هذا القدر من الانحطاط ولكنه يستمر في تلك المهنة وهنا يعد ذلك مرضا نفسيا لانه اعتاد على مد يده للآخرين. وبين البارون ان هناك الكثير من الاسر والعوائل الفقيرة جدا التي تحتاج فعلا إلى مساعدة، وهي كما يقال تحت خط الفقر، ولكنها تتعفف عن التسول ولا تتوجه حتى إلى اللجان الخيرية، والمؤسسات المسؤولة، وكذلك ترفض الذهاب لبيت الزكاة لأخذ اي مساعدات.

وذكر ان هناك فعلا بعض المواطنين يواجهون مضايقات من متسولين وبطريقة غريبة، مشيرا إلى ان هناك امثلة كثيرة في التسول منها انه عندما يقف امام بيتك شاب يقود سيارة فخمة وبرفقته امرأة قد تكون زوجته ثم يدعي ان تلك المرأة مريضة ويطلب المساعدة، اضافة إلى كثيرين من المتسولين الذين يطرقون ابواب الديوانيات لطلب المساعدة بادعاءات مختلفة، ويحاول هذا الرجل سواء اكان كبيرا في السن أم شابا ان يقنع رواد الديوانية بمختلف الطرق وبالاوراق والوصفات الطبية القديمة. ولفت البارون إلى ان هناك متسولات يتم جلبهن من قبل اقاربهن بكروت زيارة خاصة في شهر رمضان المبارك، ويتم توزيعهن على اماكن متعددة منها الوقوف على ابواب المساجد أو على الجمعيات التعاونية أو المراكز التسويقية. وشدد البارون على اهمية تكثيف جهود وزارة الداخلية ووزارة الشؤون ضد هؤلاء المتسولين، مع ضرورة توحيد جهودهما للتصدي لظاهرة التسول في الكويت، وضرورة محاسبة الكفيل الذي استدعى هؤلاء بكروت الزيارة، سواء اكان الكفيل شخصا أم شركة، ويجب التحقيق معه بتهمة ادخال عمالة هامشية للبلاد. وأكد رئيس لجنة زكاة الفردوس سعود بن حشف المطيري ضرورة محاربة ظاهرة التسول، حيث انها تخالف مبادئ الشريعة التي تحث على العمل وكسب الرزق بجهد الفرد، وأن يكون منتجا في مجتمعه، ولا يكون عالة على الآخرين، وكذلك احتراما لقوانين الدولة التي تمنع مثل هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الكويتي، ولا يعني ذلك أن اللجنة لا تستقبل أصحاب الحاجة الصادقين من المتسولين، ولكن نحن بدورنا نوجههم إلى الطريق الصحيح من خلال التعاون معهم بتقديم كل ما يثبت صدق ادعائهم من خلال الأوراق والثبوتيات التي تؤكد على احتياجاتهم، لكي نغلق الطريق على الكاذبين الذين امتهنوا هذه الظاهرة واستغلوا عاطفة المجتمع الكويتي الذي جبل على حب الاحسان إلى الآخرين. وبين المطيري أنه في إطار جهود اللجنة لمحاربة مثل هذه الظاهرة وتحت شعار «اليد العليا خير من اليد السفلى» قامت اللجنة بإطلاق مشروع اليد العليا الذي يهدف إلى تأهيل وتدريب المحتاجين وإكسابهم المهارات العلمية والحرفية والمهنية، التي تمكنهم من الانخراط في أعمال تدر عليهم الرزق وتكفيهم ذل السؤال، وتجعلهم أفرادا منتجين وفاعلين في المجتمع. حيث أقامت اللجنة خلال العام الماضي 6 دورات تدريبية في العديد من المجالات (علوم الكمبيوتر، السكرتارية التنفيذية، إدارة السجلات الطبية، مكانيك السيارات، الازياء، الرسم الهندسي.. الخ) واستفاد من هذه الدورات عدد 24 متدربا ومتدربة من الأيتام والفقراء. وأضاف المطيري أنه وبحمد الله تعالى تم تخريج الدفعة الاولى في هذا المشروع، حيث بلغ عدد الخريجين 20 متدربا ومتدربة، وقد أقيم حفل تكريمي بهذه المناسبة حضره مجموعة من المسؤولين ونواب البرلمان والأهالي تحت رعاية كريمة من رئيس جمعية إحياء التراث الاسلامي، في تغطية صحافية شاركت فيها العديد من القنوات والصحف المحلية، ووزعت على الحفل الشهادات والجوائز التحفيزية للمتدربين. وأكد المطيري أنه تم التواصل مع الخريجين لمعرفة جدوى الاستفادة من هذه الشهادات، حيث جاءت النسبة مبشرة جدا حيث بلغت نسبة التوظيف للخريجين الذكور 90 في المائة، في حين بلغت نسبة التوظيف للخريجات الاناث 70 في المائة، لافتا إلى أن اللجنة ستبحث عن فرص عمل لهؤلاء حتى نضمن الاستفادة من هذا المشروع بنسبة 100 في المائة بإذن الله.

 

Read Previous

ميرا خطار لـ الخليج: الإفطار بالتدريج تجنبًا للتخمة

Read Next

رمضان .. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x