السفير أحمد خطابي : الذكاء الاصطناعي يعد محددا جوهريا في فهم مستقبل الإعلام بعد أن فرض نفسه في مختلف القطاعات بما فيها ميدان الإعلام
ماضي الخميس : أهم ما في تجمعنا هو اللقاء الذي نسعى من خلاله إلى التقارب وتبادل الخبرات والمهارات والتواصلب بمشاعرنا الإنسانية
افتتح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري مساء الأحد فعاليات النسخة الـ18 من الملتقى الإعلامي العربي الذي تستضيفه دولة الكويت على مدى يومين بمشاركة كوكبة من الإعلاميين العرب.
ونقل الوزير المطيري في كلمة خلال حفل الافتتاح تحيات راعي الملتقى سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وتمنيات سموه بنجاح أعماله.
وقال “يشرفني أن أنوب عن سموه في افتتاح الدورة الـ18 من فعاليات الملتقى الإعلامي العربي ذلك الحدث الإعلامي الذي نفتخر أن تحتضنه دولة الكويت منذ انطلاقته الأولى”.
وأضاف أن الملتقى حقق العديد من الإنجازات في مجالات الإعلام المتعددة وما هذه الاستضافة إلا انعكاس لحرص سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله على وحدة الصف العربي وتعزيز التعاون المشترك بين أبناء عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج ومن ذلك تعزيز التعاون العربي في المجال الإعلامي وتطوير المنظومة الإعلامية العربية.
وأشار إلى التحديات التي مر بها الإعلام العربي أبرزها تلك المرتبطة بالتكنولوجيا وثورة الاتصالات التي جعلت المسافة شاسعة بين ما كنا نقرؤه نظريا وما أصبحنا نعايشه عمليا كل يوم.
وقال وزير الإعلام إن هذه المتغيرات فرضت علينا سواء كإعلام حكومي أو خاص بعض القواعد الجديدة لممارسة الإعلام وتتطلب منا تعزيز سبل التعاون البناء بين دولنا في كافة المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى اجتماعات وزراء الإعلام العرب التي تعقد دوريا وتشهد مناقشات عديدة حول كل ما نتحدث عنه اليوم وسعي وزراء الإعلام واللجان المتخصصة والفرق الفنية العديدة إلى مواكبة كل تلك المستحدثات والمتغيرات بصناعة الإعلام وإيجاد قواعد فنية ومهنية وقانونية توافقية لتنظيمها.
وأضاف “أعي تماما أنني اليوم أمام كوكبة من الإعلاميين والمتخصصين مدركين حجم المسؤولية التي نحملها على عاتقنا تجاه أوطاننا وقضايانا ومجتمعاتنا وديننا وبالتأكيد عروبتنا لذلك فإننا نتطلع جميعا من هذا المنبر ومن خلال هذا الحدث المهم الذي نفتخر أن تستضيفه دولة الكويت للنتائج والتوصيات المجدية والنافعة التي ستسفر عنها مناقشاتكم وحواراتكم المعمقة والمتنوعة للقضايا الإعلامية المهمة التي نعيشها جميعا”.
واستطرد وزير الإعلام قائلا أؤكد لكم جميعا وتطبيقا لما جاء في استراتيجية وزارة الإعلام في دولة الكويت بضرورة تعزيز التشاركية بين كافة المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومد يد التعاون كإعلام حكومي مع زملائنا في الإعلام الخاص من مؤسسات وأفراد مقتنعين بأن التعاون بين القطاعين الخاص والحكومي سيثمر المزيد من النجاح لصناعة الإعلام ككل ونأمل أن ينتج عن هذا التعاون قدرة هائلة للتصدي لأية ظواهر سلبية تسعى لاستغلال هذه المهنة السامية لأهداف ضد الإنسانية والطبيعة والأعراف البشرية جميعها.
من جهته أشاد الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية السفير أحمد خطابي في كلمة مماثلة بمواقف دولة الكويت الثابتة والداعمة للعمل الإعلامي العربي المشترك مثمنا عاليا دور القيادة السياسية في هذا الصدد.
وقال خطابي إنه في ظل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وانتشار وسائل التواصل وبروز آليات الذكاء الاصطناعي يتحتم على الإعلام العربي التفاعل مع هذا التطور الكاسح لكسب رهان الانتقال الرقمي.
وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب إطلاق خطة متكاملة على المستوى العربي لتعزيز القدرات والكفاءات البشرية بالتعاون مع مختلف الشركاء والمعاهد والكليات المتخصصة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يعد محددا جوهريا في فهم مستقبل الإعلام بعد أن فرض نفسه خلال السنوات الأخيرة بشكل واضح ومتزايد في مختلف القطاعات المهنية والخدماتية والإنتاجية بما فيها ميدان الإعلام.
ولفت خطابي إلى أن التطبيقات المستخدمة الجديدة تؤثر بشكل مباشر على صناعة الإعلام وتجعلها أمام تحديات حقيقية في ضوء اللجوء إليها لكتابة المقالات والقصص وسرد الوقائع بسرعة ممكنة وأحيانا “بقليل من الدقة”.
بدوره قال الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس في كلمته إن الملتقى المعنون (مستقبل الإعلام.. اعلام المستقبل) سيناقش قضايا عصرية حاضرة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي ومتغيرات صناعة الإعلام ومدى قدرة المؤسسات الإعلامية والإعلاميين على التعايش.
وشدد الخميس على ضرورة أن “نضع نصب أعيننا ما يحمله لنا المستقبل من أدوات ومفاجات ومتغيرات لن تغير في شكل المئة والصناعة فحسب بل تنقلنا من حال إلى آخر”.
وأضاف في كلمته “إننا في حصن بلاد العرب (الكويت) التي اشتهرت تاريخيا بعروبتها ومواقفها النبيلة الأصيلة تجاه كل ما هو عربي” مبينا “أصبح اجتماعنا هو (الملتقى) الذي نفتخر نحن أبناء الكويت بأن نلتقي من خلاله بزملاء المهنة والصناعة من أقطار الوطن العربي كافة بمختلف تخصصاتهم وتوجهاتهم وأفكارهم”.
وزاد قائلا “أصبح منسوجنا هو الإعلام العربي الذي نجتمع تحت رايته ولأجل خدمة أهدافه النبيلة بعيدا عن كل ما هو دخيل وعالق من شوائب لا تمت للاعلام بصلة” ورأى أن أجمل وأهم وأسمى ما في تجمعنا هو اللقاء الذي نسعى من خلاله إلى التقارب وتبادل الخبرات والمهارات والتواصلب بمشاعرنا الإنسانية.
وقال “لعله من حسن الحظ اليوم أن يأتي ملتقانا في دولة الكويت في ظل أجواء من الممارسة الحقيقية للديمقراطية التي كفلها لنا دستور دولة الكويت ودعمتها القيادة السياسية في ظل حضرة صاحب السمو أمير البلاد”.
وبدأ الملتقى الإعلامي العربي في وقت سابق من اليوم أعمال دورته الـ18 بجلسة حوارية تحت عنوان (مستقبل الإعلام.. إعلام المستقبل) بمشاركة نخبة من الإعلاميين.
ويتضمن الملتقى نحو 14 ندوة تناقش موضوعات خاصة بالإعلام ويصاحبه معرض (وسائل الاعلام وتكنولوجيا الاتصال والتطبيقات الالكترونية).
وعلى هامش حفل افتتاح الملتقى عرضت مسرحية (بياع جرايد) من بطولة داوود حسين وخالد البريكي وعجيل الرفاعي وتناولت واقع الإعلام في ظل انتشار الشائعات.
وتم تكريم العديد من الشخصيات الإعلامية والفنية منها الفنان القدير الراحل عبدالكريم عبدالقادر والإعلامي الراحل عبيد العتيبي. كما تم تكريم العاصمة اللبنانية بيروت عاصمة للإعلام العربي 2023.