- توجيه من القيادة بالاستثمار في الصناعات التقنية العالية لنواكب العصر
- الصراع العسكري والاقتصادي دولياً يسبب لنا قلقاً كبيراً ونتابعه عن كثب
- «شينغن» لسنوات وسفرات متعددة الشهر الجاري
- أي كويتي يسافر إلى الخارج تكون ردة الفعل تجاهه إيجابية… وهذه المكانة يجب المحافظة عليها
- تقدير الكويت نابع من أمرين… إرثنا الإنساني وإرثنا الديبلوماسي المبني على الحياد
- مهمة ديبلوماسيتنا اليوم كما في السابق هي البناء على هذا الإرث وتقويته
- نسعى للسلم مهما كان… نحن دولة نحاول حل الصراعات بالطرق السلمية ونمد الجسور
- نسير مع العراق وإيران في محاولة معالجة وحل مشاكلنا الحدودية معهما
- هناك حديث عن عالم متعدد الأقطاب… وأنا أقول «تو الناس» على ذلك
- ليس لدينا أجندات ضد أحد أبداً ولا ندخل في حروب ولا نتآمر على أحد فنحن بلد مسالم
- مواطنونا عندما يسافرون إلى الدول الأوروبية يذهبون سياحة «لا هم طالبين لجوء ولا عالة»
أكد وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، أن الدبلوماسية الكويتية جاهزة ومستعدة وقوية أمام كافة التحديات الدولية، حيث أن العالم حاليا يشهد تغيرات جيوسياسية كبيرة.. مشيرا إلى أن القوى العظمى تتصارع اليوم في صراع عسكري غير مباشر في أوروبا بالتحديد في أوكرانيا، كما يوجد صراع اقتصادي ما بين الغرب والصين.
وفي ظل تسارع الأحداث إقليمياً ودولياً وتشعبها، بدا وزير الخارجية، الذي حلّ ضيفاً على برنامج «على جدول الأعمال» الذي يُنشر في جريدة «الراي» ويُبث على منصاتها الرقمية، واضح الرؤية في دفع السياسة الخارجية وتعزيز متانتها، حيث حدّد 4 أهداف تعمل عليها الوزارة بشكل يومي، تشمل ضمان أمن واستقرار المنطقة، وحل المشاكل الحدودية مع جيراننا وتحديداً العراق وإيران.
وأضاف، أن الكويت لها خط دبلوماسي واضح للجميع مبني على الحياد وضد أي أجندات ولا تتدخل في حروب وتسعى للسلم الدولي والإقليمي، كما أنها تحاول حل الصراعات بالطرق السلمية إنسانيا ودبلوماسيا.
وإذ أشاد بنجاح زيارة سمو ولي العهد إلى المملكة المتحدة، أكد وزير الخارجية أن القيادة السياسية وجهت بضرورة توظيف الاستثمارات في الصناعات التقنية العالية والمتخصصة ومنها عالم الـ IT لفتح المجال لشبابنا وبناتنا للتوظيف والتدريب في هذه الصناعات، توازياً مع الاستثمارات التقليدية في العقارات والأسهم.
- في ما يخص شؤون الكويت الخارجية، ما مدى استعداد الكويت للحراك الدولي والتغييرات التي يشهدها العالم، وما هو نشاط الديبلوماسية الكويتية في هذا الشأن؟
– أطمئنك أن الديبلوماسية الكويتية جاهزة ومستعدة وقوية لمواجهة كافة التحديات التي يشهدها العالم.
لا يخفى على أحد أن عالمنا اليوم يشهد تغيرات جيوسياسية وجيو – استراتيجية كبيرة. القوى العظمى تتصارع اليوم في صراع عسكري غير مباشر بين القوى العظمى في أوروبا وفي أوكرانيا تحديداً، وصراع اقتصادي بين الدول العظمى ما بين الغرب والصين، القوى العظمى تتصارع. هذا الصراع يسبب لنا قلقاً كبيراً جداً كدولة صغيرة في هذا العالم، فنحن نتابعه عن كثب ونحاول التعامل معه قدر المستطاع.
هناك حديث عن عالم متعدد الأقطاب، وأنا أقول (تو الناس على ذلك)، فالمشهد الدولي اليوم ليس واضحاً وإلى أين يتجه، هل سيكون متعدد الأقطاب في حسبان دول إقليمية قوية لها حسبتها ليس في منطقتنا فحسب بل حول العالم؟ فالمشهد الدولي في ديناميكية هذه الأيام.
نحن كدولة صغيرة كيف نتعامل مع هذه التغيرات؟ أولاً في الالتفاف حول بعدنا الخليجي، وهذا أهم شيء في أننا والدول الخليجية الأعضاء في مجلس التعاون نكون متابعين لما يحصل على المشهد الدولي بنظرة واحدة وموقف واحد وتضامن، (وهذا ولله الحمد صاير)، وثم بعدنا وعمقنا العربي والدول الإقليمية في المنطقة، وكذلك بعدنا الدولي وعلاقاتنا مع بقية الدول.
المشهد مُتغيّر والتحديات كبيرة، لكن أؤكد على أن الكويت لها مكانة خاصة على الصعيد الدولي ولها احترام كبير على المستوى الدولي ولها محبة خاصة، لا أقول هذا الكلام لأني كويتي أو أجامل، فأنا خدمت خارج الكويت 32 سنة في سفارات معظمها في أميركا، فأتحدث عن خبرة شفتها ولمستها واختبرتها، كما أن أي كويتي يسافر إلى الخارج ويقول أنا من الكويت، شوف ردة الفعل التي دائماً ما تكون إيجابية، إذ لنا مكانة في العالم، وهذه المكانة مهم المحافظة عليها والبناء عليها، كما أن الاحترام الذي نتمتع فيه مهم المحافظة والبناء عليه.
المحبة والاحترام والتقدير نابعة من أمرين: أولهما إرثنا الإنساني، فالكويت (خيرها واصل للجميع) من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وهذا أمر مقدر ومعروف لذا في عام 2014 تم تصنيف الكويت كمركز إنساني والأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه كان قائداً للإنسانية، فهذا أمر معلوم معروف في المجتمع الدولي.
فلدينا الإرث الإنساني من جهة، والإرث الديبلوماسي من جهة أخرى والذي يوفر لنا هذه المكانة، فقياداتنا وأمراؤنا الراحلين وضعوا خطاً واضحاً للديبلوماسية الكويتية، وهذا الخط مبني على الحياد، وأنه ليس لدينا أجندات ضد أحد أبداً منذ الاستقلال، ولا ندخل في حروب ولا نتآمر على أحد، فنحن بلد محايد ومسالم وبلد يسعى للسلم الدولي والإقليمي، نسعى للسلم مهما كان، نحن دولة نحاول حل الصراعات بالطرق السلمية ونمد الجسور.
فالإرثان، الإنساني والديبلوماسي، تواجدا منذ استقلال الكويت، ونحن معروفون في العالم بهذين الإرثين، والناس تُقدّر ذلك، فعندما أقول إن للكويت مكانة خاصة في المجتمع الدولي لا أقولها عن عبث، فهذا موجود وواقع.
وديبلوماسيتنا اليوم كما في السابق، هي البناء على هذا الإرث وتقويته، وهذا وضعنا في العالم المتغير.
- ماهي الملفات الرئيسية، على مكتب وزير الخارجية اليوم؟
– لدينا 4 أهداف في سياستنا الخارجية والتي نعمل عليهم يومياً، الهدف الأول ضمان أمن وسلامة الكويت، وهذا الهدف الأسمى، أما الهدف الثاني فهو العمل على ضمان الاستقرار في المنطقة، فنحن كدولة صغيرة نعيش في هذه المنطقة يهمنا بشكل كبير أن تكون المنطقة آمنة ومستقرة.
والهدف الثالث هي حل مشاكلنا الحدودية مع جيراننا وتحديداً العراق وإيران، هذان الملفان يحظيان بأهمية كبيرة لدى القيادة السياسية لأن من ركائز الجيرة الطيبة هي حل المشاكل العالقة، ونحن نسير مع العراق وإيران في محاولة معالجة وحل أمورنا الحدودية معهما.
أما الهدف الرابع فهو تقوية علاقاتنا وتحالفاتنا مع دول العالم والتواصل معها وتقوية الصداقات والتحالفات.
- وماذا عن أهمية ملف «الشينغن» وإلى أين وصلنا في هذا الشأن؟
– هذا الملف حظي باهتمام القيادة والرأي العام ومنا كذلك، وصار بعض العقبات في هذا الملف ولا يخفى على أحد ذلك، ونحن الآن قطعنا شوطاً مع الأوروبيين وإن شاء الله في هذا الشهر سبتمبر سنحصل على (فيزا شينغن طويلة الأمد).
وقد سمعنا عن شكاوى في موضوع فيزا «الشينغن» القصيرة وصعوبة إصدارها وهذه أمور ليست مقبولة أبداً، خصوصاً كدولة مثل الكويت، فمواطنونا عندما يسافرون إلى الدول الأوروبية يذهبون سياحة (لا هم طالبين لجوء ولا هم عالة) على النظام الصحي والاجتماعي في هذه الدول، فنحن (نروح سواح ونرجع).
تواصلنا مع الطرف الأوروبي لإصدار فيزا لدول «الشينغن» طويلة الأمد، يعني تمتد لسنوات مع سفرات متعددة… وهذا إنجاز مهم وإن شاء الله يتم اعتماده الشهر الجاري، كما وعدتنا الدول الأوروبية، وهذا سيسهل الكثير على مواطنينا سفرهم لدول «الشينغن»… تختم فيزا واحدة صالحة لفترة سنوات طويلة بعيداً عن عناء المراجعة للسفارة.
هذه خطتنا الأولى، والثانية هي الإعفاء، صار فيه بعض الأمور وتأخر، لكن نسعى له، لكن (نحصل شيء في يدنا الحين) وهو فيزا «الشينغن» طويلة الأمد، وأتوقع خلال الأسابيع المقبلة سيتم اعتمادها ويعلن عنها.
- هل يمكن أن نعقد اتفاقيات ثنائية مع دول محددة في مسألة الإعفاء؟
– دول «الشينغن» جهة واحدة، والفيزا طويلة الأمد ستنطبق على الجميع، وكذلك الإعفاء على الجميع، وإن كان في مرحلة لاحقة، لكن إن حصلنا الفيزا طويلة الأمد في هذه المرحلة سيكون أمراً ايجابياً.
- أطلقت تصريحاً سابقاً بمراجعة وإعادة النظر في سياسة الصندوق الكويتي للتنمية، لماذا إعادة النظر وما هي الآلية المستقبلية للصندوق؟
– التصريح كان في شهر 2 أو 3 تقريباً، أسيء تفسيره بشكل كبير، نحن لدينا إرث إنساني لا يمكن التخلي عنه، فنحن بلد كريم ويقف مع الدول والشعوب التي تعاني من كوارث كما شاهدنا في تركيا وسورية عندما وقعت الزلازل، لدينا إرث إنساني سنحافظ عليه، وكرمنا لن يقف مع الدول المحتاجة، وما قلته هو أن بعض القروض والمنح يجب إعادة النظر فيها، إذ يجب أن نبحث القرض إن كان فيه مردود للكويت وفائدة منه، وهذا جزء بسيط من عمل الصندوق الذي سيستمر وإرثنا الإنساني سيستمر.
بالنسبة للقروض والمنح، لابد أن يكون لنا تفكير ونظرة لهذا القرض أو المنحة في أهدافه ومردوده علينا كدولة، ولا أريد الخلط بين إرثنا الإنساني الذي سيستمر وبعض القروض والمنح التي تحتاج إلى إعادة نظر.
وبعد التصريح، الناس دمجوا الأمرين وقالوا كل قروضنا ومنحنا لابد أن تكون لنا منفعة، وهذا خطأ، فأنا لم أقل ذلك، بل قلت إننا سنستمر في إرثنا الإنساني لكن بعض القروض يجب النظر إلى فوائدها بالنسبة لنا كدولة، فهذه أموال كويتية ولابد من معرفة أهداف القروض ومردودها، فهذه أموالنا في النهاية.
- وهل المردود بجدواه الاقتصادي أم الديبلوماسي؟
– الاثنان.. اقتصادي وسياسي وكل ما يتعلق في علاقاتنا مع هذه الدولة.
- وماذا عن زيارة سمو نائب الأمير لبريطانيا ونتائج الزيارة، وتحديداً في شأن تصريحك بفرص عمل الكوادر والشباب الكويتي في الاستثمارات الكويتية الخارجية؟
– زيارة سمو ولي العهد إلى لندن كانت زيارة ناجحة جداً وممتازة، وجاءت تلبية لدعوة رئيس وزراء بريطانيا للاحتفاء بالذكرى السبعين لافتتاح مكتب الاستثمار في لندن، فمجمل جوانب الزيارة كانت ناجحة.
وما ذكرته عن الاستثمارات.. نحن لدينا الاستثمارات التقليدية من خلال هيئة الاستثمار لكن أيضاً ما تفكر فيه القيادة هذه الأيام هو ضرورة أن يكون جزء من استثماراتنا يتم توجيهه إلى بعض الصناعات، فاليوم العالم يشهد صناعات جديدة بالأخص في عالم الـ IT وفيه صناعات متخصصة، ووجهة نظر القيادة أن بعض استثماراتنا يجب أن توجه إلى هذه الصناعات التقنية العالية لفتح المجال لشبابنا وبناتنا للتوظيف والتدريب في هذه الصناعات، إذ يجب أن نواكب العصر.
الاستثمارات التقليدية في العقارات والأسهم هذا أمر ممتاز وفيه عائد مالي لا بأس به، وسيستمر… أما بالجزء الآخر فهناك توجه لدى القيادة أن تكون استثماراتنا موجهة لهذه الصناعات لفتح مجال التوظيف أمام شبابنا وبناتنا للدخول والتعلم والممارسة ليكونوا شركاء وجزءاً من هذه الصناعات التقنية العالية الذي يشهد اقتصاد العالم نمواً فيها، والآن هو الوقت المناسب لنا في الدخول في هذه الصناعات، وهناك توجيه من القيادة في البدء في النظر بهذه الاستثمارات ومدى جدواها، وهذه مسيرة وسنبدأ بها، وهي تهم شبابنا وبناتنا وإن شاء الله يكون لهم دور في هذه الصناعات ونرقى في مستوى تعليم وأداء وتدريب شبابنا وبناتنا في هذه الصناعات المتخصصة تحديداً.
3 أبعاد في التعامل مع المُتغيّرات
1 – الالتفاف الخليجي
2 – العمق العربي
3 – العلاقات مع بقية الدول
4 أهداف
1 – أمن وسلامة الكويت
2 – حل المشاكل الحدودية مع العراق وإيران
3 – ضمان الاستقرار في المنطقة
4 – تقوية الصداقات والتحالفات