وصف سمو الشيخ ناصر المحمد صاحبَ السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بأنه «هرم الديبلوماسية السعودية والدولية»، مؤكدا أنه كان «ركنا من أركان المملكة وعرابا للديبلوماسية السعودية والعربية»، مشددا سموه على أنه «رمز للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته، وأن أعماله ستبقى ناصعة في سجل التاريخ»، واستذكر المواقف المشرفة الشجاعة للمملكة العربية السعودية، وللأمير سعود الفيصل – رحمه الله – إبان الغزو العراقي الغاشم للكويت عام 1990، وخلال حرب الخليج 1991، وصولا إلى تحرير الكويت انطلاقا من أراضي المملكة.
وقدَّم سموه خالص تعازيه وصادق مواساته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى الأسرة الملكية الكريمة، والشعب السعودي النبيل، في وفاة فقيد الأمة العربية وأحد رجالاتها العظام صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية رحمه الله، الذي خدم بلاده طوال أربعة عقود من الزمن بكل ما آتاه الله من قوة وعطاء لترسيخ المكانة المرموقة للمملكة العربية السعودية بين دول العالم.
وقال سموه، واصفا الأمير سعود الفيصل: انه كان ركنا من أركان المملكة وعرابا للديبلوماسية السعودية والعربية، مخلصا في تقديم سياسة دولته القائمة على مبدأ العدل والمساواة بين الشعوب، ونبذ الارهاب والتطرف، ومناصرة القضايا العربية والإسلامية، لافتا إلى أن الأمير الراحل كانت حياته الديبلوماسية حافلة بالإخلاص والعطاء والعمل المتواصل والمواقف المشرفة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ومملوءة بالإخلاص والعطاء والعمل المتواصل والمواقف المشرفة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وعامرة بالمواقف والمحطات التي تدل دلالة واضحة على حرصه – رحمه الله – على تحقيق السلام والأمن في المنطقة بشكل خاص وفي العالم بشكل عام، مؤكدا أنه كان رمزا للأمانة والعمل الدؤوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته، وأن أعماله ستبقى ناصعة في سجل التاريخ، وسيبقى هو نفسه خالدا في ذاكرة وعقول الأجيال القادمة.
وأضاف سموه: إن يوم رحيل سعود الفيصل لم يكن يوما عاديا، بل كان في ذكرى يوم استثنائي في تاريخ المملكة والعرب والمسلمين؛ ففي مثل هذا اليوم، قبل نحو 42 سنة (22 رمضان 1393هـ)، قطع والده الملك فيصل النفط عن الولايات المتحدة الاميركية ردا على استمرار دعمها الكيان الصهيوني، متحديا الغطرسة الغربية ومكرسا القضية الفلسطينية لتكون قضية العرب المركزية، وكان من ابرز المدافعين عن الشعب الفلسطيني، وضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، كما أكد مرارا أن «المملكة تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى».
وأشار سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح إلى أن الأمير سعود الفيصل – رحمه الله – قاد السياسة الخارجية السعودية في فترات صعبة جدا مرت على المنطقة، واضطلع بدور مهم في صياغة موقف المملكة في كثير من الأزمات المؤثرة، وعاش العالم العربي كل تفاصيلها، بدءا من القضية الفلسطينية، ثم حرب الخليج الأولى والثانية، والغزو العراقي للكويت، وانتهاء بالحروب الإسرائيلية ضد العرب.
ولفت سموه إلى ان الأمير سعود الفيصل – رحمه الله – عمل في كل مرحلة على دعم أهداف السلام خلال الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988)، والحرب الأهلية في لبنان، وكان له دور بارز في انهاء هذه الحرب عام 1989، وتوج الجهود الكبيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في سبيل رأب الصدع اللبناني، ولعب دورا مركزيا فاعلا ومؤثرا، وقاد مؤتمر الطائف المعروف بمؤتمر الوفاق الوطني اللبناني، والذي عقد في العام 1989، إلى بر الأمان، وهو المؤتمر الذي اعتبره السياسيون اللبنانيون في ذلك الوقت قفزة عملاقة في سبيل حل المشكلة اللبنانية وصيغة لا بديل لها للإنقاذ.
واستذكر سمو الشيخ ناصر المحمد المواقف المشرفة الشجاعة للمملكة العربية السعودية، وللأمير سعود الفيصل – رحمه الله – إبان الغزو العراقي الغاشم للكويت عام 1990، وخلال حرب الخليج 1991، وصولا إلى تحرير الكويت انطلاقا من اراضي المملكة، وقال: ساهم الأمير سعود – رحمه الله – في إعادة حقوق الشعب الكويتي، وفي إعادة اطلاق مبادرة السلام العربية عام 2007، بعد خمس سنوات على اطلاقها بالقمة العربية في بيروت.
واختتم سموه تصريحه بالقول: إن الفيصل هرم الديبلوماسية السعودية والدولية ظل مرجعا سعوديا وعربيا لسياسيين وديبلوماسيين كثر من جميع انحاء العالم، ونجح في جعل صوت بلاده مسموعا ومحل احترام من جميع الدول، سائلا الله في هذه الأيام المباركة، من شهر الرحمة والمغفرة، أن يجعل ما قدم الأمير سعود الفيصل لمصلحة الأمتين العربية والمسلمة طوال حياته في ميزان حسناته، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، لما قدم من وفاء وإخلاص، وما كرسه من حياته لخدمة قضايا دينه ووطنه وأمته، وما بذله من جهد في سبيل نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.