التقى سمو الشيخ د. محمد صباح السالم الصباح رئيس مجلس الوزراء وبحضور وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن بداح المطيري في قصر السيف اليوم رؤساء تحرير الصحف المحلية وممثلي الجهات الإعلامية المعنية.
وأكد سمو رئيس مجلس الوزراء أن اللقاء فرصة لطرح الأفكار العامة والخطوط الرئيسة لبرنامج عمل الحكومة، مشيرا إلى أن الحكومة بصدد الانتهاء منه وإحالته إلى مجلس الأمة إعمالا بنص المادة (98) من الدستور.
وحمد رئيس الوزراء الله على نعمة الأمن والأمان ورحمة الحكم الرشيد الذي تترسخ فيه معاني العدالة والمشاركة والمساءلة في جو سياسي مفتوح يحفظ الحريات والقيم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن النطق السامي لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد عبّر عن ممارسة جريئة في الطرح باعتبار سموه أبا للسلطات ومسؤولا عن أمن وسلامة الوطن والمواطنين، لافتا إلى أن سمو الأمير شارك أبناء شعبه القلق من اختلال ميزان العدالة والمخاطر التي تواجه استدامة دولة الرفاه.
وشدد الشيخ د. محمد صباح السالم على أن استدامة دولة الرفاه يجب أن تكون مبنية على أسس واضحة، ترتكز على الطبقة الوسطى المتماسكة الثابتة التي تدعم الاستقرار في المجتمع.
وأكد رئيس الوزراء أن هناك استحالة لتحقيق استدامة دولة الرفاه في ظل استمرار الاعتماد على ثروة طبيعية ناضبة.
وبين أن هناك تفاوتا في الأجور ليس بسبب تفاوت المهارة أو الدرجة العلمية والخبرة… «وهذا خلل كبير يحتاج إلى إصلاح»، لافتا إلى ضرورة معالجة موضوع التفاوت في الأجور من خلال برنامج عمل الحكومة عبر البديل الاستراتيجي دون المساس بالحقوق المكتسبة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة عكفت على ترجمة الهموم التي عبّر عنها سمو أمير البلاد ببرنامج عمل مبني على فكر واضح ويرتكز على عوامل أهمها الحفاظ على طبقة وسطى متماسكة تدعم استقرار المجتمع وتعزز أمنه واستقراره.
وشدد رئيس الوزراء على أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة لدينا متعثرة، مضيفا أن القطاع العام يحتاج إلى المبادرة لمساعدة هذه الأنشطة، كاشفا عن توقع الحاجة إلى 300 ألف وظيفة «وهذا ما لا يستوعبه القطاع العام ويجب أن يكون القطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة قادرة على استيعابها».
وأكد أن مساواة الجميع في الدعوم التي تستهلك أكثر من 20 % من ميزانية الدولة ليس عادلاً… «العدالة أن يكون الدعم موجهاً لمن هو في حاجة إليه».
ولفت إلى أن الأمن الخارجي يأخذ همي الشخصي لأن الأمن الداخلي ولله الحمد كل الأجهزة تؤدي دورها من مختلف النواحي والمتطلبات، مضيفا «لعبنا دوراً كبيراً في بناء القوة الناعمة لبلدنا وكان مردود ذلك كبيراً عندما تعرضت الكويت للغزو الغاشم».
وأكد سمو رئيس الوزراء «ننطلق من علاقاتنا مع دول الجوار ودول مجلس التعاون الخليجي إلى الأفق العربي والإسلامي».
وشدد رئيس الوزراء على أن حرارة أوضاعنا الإقليمية ترتفع بشكل كبير قد يعرض المنطقة إلى الخطر.
وكشف رئيس الوزراء عن أنه سيكون هناك تحرك مكثف تجاه ما يحدث وتجاه الحرب البشعة والإبادة التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين.
ونوه رئيس الوزراء إلى البناء على تقاليد المجتمع الكويتي المتميز في تقديم خدماته لدول الجوار وما وراء البحار والموقع الجغرافي كمنطلق تجاري للمنطقة وصولاً إلى الهند وغيرها، مضيفا «نحاول إعادة إحياء التجربة الكويتية كاقتصاد حيوي يعمل دائماً للمستقبل».
وأوضح رئيس الوزراء أن «غوغل كلاود» تقدم نموذجاً طيباً للكويت… ومعدلات تكنولوجيا المعلومات والتواصل في الكويت مفخرة.
وشدد على ضرورة التركيز على المنطقة الشمالية لتكون مركزاً متميزاً لتوفير الخدمات اللوجستية.
وكشف الشيخ الدكتور محمد الصباح عن التواصل مع جامعات عالمية متميزة لتفتح أفرعاً لها في الكويت بما ينعكس على الكفاءة التعليمية.
وزاد رئيس الوزراء «نحن جادون في التعجيل بالعمل التشريعي ونحن أعضاء في السلطة التشريعية أيضاً»، كاشفا «لدينا توجيه من صاحب السمو وأفكار ورؤى وآراء… نعمل ليلاً ونهاراً لترجمة رؤى سمو الأمير».
وأوضح أنه في أول جلسة لمجلس الأمة ستقدم الحكومة برنامجها… «وهذا عادة تفعله حكومة الأحزاب».
وعن الخريطة التشريعية قال رئيس الوزراء «أمهلوني لتقديم البرنامج وسيحمل في مضامينه خريطة تشريعية لتنفيذ البرنامج وندمج ما بينهما في برنامج وطني يشمل ما جاء في الخريطة».
وزاد رئيس الوزراء «حسب الدستور كل المشاريع بقوانين يؤخذ فيها رأي الحكومة… وكثير من المشاريع منسجمة بالعناوين ولكن تحتاج إلى الاطلاع على التفاصيل».
وأعرب رئيس الوزراء عن أنه «متفائل خيراً بالعلاقة مع البرلمان… له أولويات وهذا من حقه»، مضيفا «الكويت تعبت من التأزم المستمر… وتعبت من الشكوك والظنون وإساءة الظن».
وأكد رئيس الوزراء لرؤساء التحرير أن الكلام عن صراع الأسرة فيه «دراما زيادة»… نحن عائلة كويتية حالنا حال الناس، مضيفا «هناك تفاوت في الآراء لكن كلمة صراع أراها ثقيلة عليّ».
وزاد «صارت خلافات في السابق ولم تؤثر على المسيرة ولم تتأثر الكويت، وحكمة الحكماء احتواء أي خلاف وهذا ليس محصوراً داخل العائلة»، مشددا على أن كلمة صراع عائلي تحمل في مضامينها أكبر بكثير مما هو حاصل.
حضر اللقاء رئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز دخيل الدخيل وكبار المسؤولين في الدولة.