« كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم»… مقولة استشهدت بها المهندسة وفاء باقر، مطالبة الشباب بالعمل والسعي إلى تحقيق طموحاتهم، لاسيما ان الكويت تملك شبابا «يستطيع ان يحفر في الصخر»، على حد قولها.
باقر تؤمن بقدرات المرأة الكويتية إلى ابعد الحدود، فهي ترى انه «لولا دور المرأة ما كانت هناك تنمية، فالمرأة كلما تواجدت في منصب تكون ناجحة، وتستطيع أن تحفز، وتطور، وهي التي أوصلت وزراء ورؤساء دول».
الهم الأول لباقر خدمة وطنها الكويت في شتى المجالات، سواء كانت في المجال الهندسي أو الاجتماعي، أو الإنساني، وابتسامتها لا تفارق وجهها… تسعى من خلالها إلى أن تعطي لمن حولها أملا في الحياة بأن الآتي دائما أفضل.
الا انها تطالب بالمساواة فتقول: « الراتب في القطاع النفطي أضعاف راتب المهندس الحكومي، على الرغم من أن العمل قد يكون واحدا، لذلك لا بد أن تكون هناك مساواة في نهاية الخدمة مادام الموظفون على نفس الدرجة».
«الخليج» التقت المهندسة وفاء باقر في حوار هنا تفاصيله:
< بداية ما تعليقك على الدور الذي تقوم به وزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب وجمع السلاح؟
ـ رجال الداخلية يقومون بدور كبير فهم بحق العيون الساهرة على أمن وأمان الكويت، ومنذ زمن بعيد كنت أؤيد جمع السلاح حفاظا على أمن وأمان المواطن، وعلى الرغم من أن هناك أناسا قد تشعر بالضيق من التفتيش والإجراءات الأمنية إلا أننا في نهاية الأمر لا بد أن نعي أن هذه الإجراءات من أجل سلامتنا، لذلك نثمن هذا الدور الكبير لرجال وزارة الداخلية، الساعي إلى الحفاظ على أمن الكويت، فنحن نؤيد ما يقومون به ونتمنى تكثيف تلك الإجراءات التي يقومون بها حافظا على أمن وأمان الكويت.
< ما المركز الحالي الذي تعملين به في جمعية المهندسين الكويتية؟
ـ حاليا أنا رئيس العلاقات العامة في جمعية المهندسين الكويتية، وفي يوم المرأة العالمي في شهر مارس الماضي والذي كان تحت رعاية سمو أمير البلاد، حفظه الله، كنت رئيس اللجنة العلمية في تلك القمة التي هدفت إلى جعل البلاد عاصمة للمرأة حول العالم.
< ماذا تعنين بجعل البلاد عاصمة للمرأة حول العالم؟
ـ أعني أننا أردنا من خلال تلك القمة تسليط الضوء على واقع المرأة عموما وجعلها شريكة الرجل في النجاح، وقد ركزت القمة على محاور رئيسية عدة تتعلق بالحياة الإنسانية للرجل والمرأة، أهمها الذات والأسرة والمجتمع والدولة والعالم.
< حاليا ما الأعمال التي تقومين بها في الجمعية؟
ـ حاليا نعمل على تنظيم مؤتمر « قرار» سيكون في نهاية الشهر الجاري، وهو يهدف إلى إعطاء الموظف وحديث التخرج القدرة على اتخاذ القرار، خاصة في اختيار العمل… هل يختار العمل الحكومي أو يختار العمل في القطاع الخاص؟ وهناك تخوف لدى الذين يعملون في الحكومة من الانتقال في القطاع الخاص والعكس صحيح كذلك، وبالنسبة لحديثي التخرج لا يعرفون أين يذهبون؟ وخلال المؤتمر سوف نأتي ببعض المتخصصين في القطاعين الخاص والعام في كل التخصصات من أجل تعريف الناس بمميزات وعيوب العمل في القطاع الذي يعمل به، وهذا المؤتمر يتبع «مهندسون بلا حدود» فهم الجهة المنظمة للمؤتمر.
< ماذا عن التطوع في جمعية المهندسين وهل هناك إقبال من شباب المهندسين على هذا العمل؟
ـ هناك اقبال على العمل التطوعي في جمعية المهندسين، لكن ليس بالشكل المطلوب، وهناك ضعف في اقبال السيدات على العمل التطوعي، على الرغم من ارتفاع أعداد المهندسات الكويتيات، ونستطيع أن نقول إنه اقبال متوسط، ونحن نحتاج إلى وجود المرأة داخل جمعية المهندسين خصوصا أن بيئة العمل داخل الجمعية بيئة اسرية بشكل ما، فتشعر بأنك في بيتك، لذلك نحتاج إلى وجود المهندسات في الجمعية بشكل أكبر، لأن وجودهن في الجمعية سوف يحقق لهن ما يردنه، والجمعية تشجع الجميع ممن لديهم أفكار أو يريدون تطوير أنفسهم، وإن شاء الله قريبا سوف نقيم فعالية نعرض فيها لجان الجمعية وما الأفكار التي تقوم بها تلك اللجان، ونشرح ذلك لكل المهندسين في الكويت.
< كيف ترين التنمية في البلد؟
ـ لدينا في الكويت شباب طموح، لو يعطون مجالا يتنفسون، سوف يحفرون في الصخر، لكن المشكلة تكمن في وجود عقليات قديمة لا تواكب عقول الشباب، فإذا كان لدينا وكيل وزارة في وزارة ما، يعمل منذ 15 سنة ولم يطور في وزارته شيئا، فهل يستطيع أن يطور الآن؟ لذلك من المفترض إعطاء فرصة للشباب، لتطوير البلد، والتنمية للأسف في الكويت «مكانك راوح»، فلو أخذ الشباب فرصتهم فسوف نحقق التنمية التي نطمح إليها في الكويت، فالتنمية في الكويت أعطيها 2 على 10، وهذا العدد مجهود أفراد متطوعين وليس مجهود الحكومة.
< أين دور المرأة في التنمية وهل ترين لها دورا؟
ـ أرى أنه لولا دور المرأة ما كانت هناك تنمية، فالمرأة كلما تواجدت في منصب تكون ناجحة، وتستطيع أن تحفز، وتطور، وهي التي أوصلت وزراء ورؤساء دول، ومنذ فترة كان هناك لقاء لفاطمة حسين، أعجبني جدا، وهي من أول دفعة في وزارة التربية خرجت في بعثة في الستينيات إلى مصر، ودور المرأة أقوى كثيرا من الرجال في المجتمع والدليل أن هناك الكثير من القضايا كانت معطلة في مجلس الأمة، وعند وصول النائبات تم تحريكها، وأنا لا أطعن في دور الرجل، ولكن على الأقل لا بد أن يكون هناك توازن، فلا يعقل أن يطغى الرجل في كل المواقع والمناصب ولا يكون للمرأة دور.
< هل هناك توازن بين الرجل والمرأة؟
ـ حاليا لا يوجد توازن بين الرجل والمرأة، ولكني أؤكد أن المرأة الكويتية قادرة على أن تثبت وجودها، سواء في الكويت أو خارج الكويت، ولنا حضور وأكبر دليل تميز المهندسات الكويتيات داخل جمعية المهندسين، فلا أرى الأنشطة التي يقوم بها المهندسات داخل الجمعية إلا دليل على أن المرأة الكويتية لا تقل كفاءة ولا مقدرة عن الرجل.
< تحدثتي عن دراستك للشخصية من خلال قواعد علم النفس فهل لهذا العلم مساحة في حياتك؟
ـ لن أقول انني درست علم نفس، ولكنني أؤمن بأن نفسياتنا تؤثر كثيرا على طريقة تعاملنا، وردود أفعالنا هي التي تحدث مواقفنا، قد تكون قراءاتي بسيطة جدا، لكنني أسعى إلى التعلم من الخبرات ومن التعامل مع الناس.
< هل أنت قارئة جيدة… وما هي الكتب التي تستهويك؟
ـ استطيع أن أقول عن نفسي إنني قارئة جيدة، فكثيرا ما أحب قراءة القصص، ومن القصص الجميلة التي قرأتها قصة بعنوان بجعات برية، تحدثت فيها الكاتبة عن اسلوب حياتها هي وأمها وجدتها، خلال حقبة زمنية شهدت تاريخ الحرب بين الصين واليابان، وأعتقد أنها ترجمت إلى 23 لغة عالمية، وهي رواية مفيدة جدا، استخدمت فيها الكاتبة اسلوبا روائيا رائعا، دمج بين الرواية القصصية، والتاريخ، ودائما ما أتعلم من تلك القصص، وأحب قراءة الكتب الدينية، وأنا من المعجبين جدا بسيرة الإمام علي، فدائما ما اسعى إلى التعلم من سيرته.
< تحدثت عن القصة وحبك لها فكيف تقيمين المسلسلات والقصص الدرامية التي تعرض خاصة برمضان؟
ـ منذ زمن بعيد وأنا أنتقد تلك المسلسلات، فلا تقدم شيئا جديدا، فليس من الخطأ عرض الأمور السلبية في المجتمع، لكن من المفترض ألا تطغى تلك السلبيات على الإيجابيات، لأن المجتمع الكويتي مجتمع « وايد زين»، يطغى الخير فيه على الشر، ومن المفترض ألا نصور بناتنا وشبابنا، على أنهم منحرفون أخلاقيا، وأنتقد الكتاب وأقول لهم ألا تعيشون داخل المجتمع؟ فالخير في المجتمع كثير، وعلينا أن نحتوي الشباب، ولا ننفره من المجتمع، فشبابنا ليس بهذه الصورة التي تعرض في تلك المسلسلات، وإن كان هناك فئة مستهترة، فليست تلك الفئة هي الأغلبية.
< مع الأسف يقولون دائما السيئة تعم فما رأيك في هذا القول؟
ـ علينا أن نغير… فلماذا نؤمن دائما بتلك المقولة؟ هناك مقوله أفضل وهي « كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم»، وعلى الأنسان أن يبدأ بنفسه.
< ماذا تقولين في المطالبات الدائمة بالكوادر؟
ـ أقول القناعة كنز لا يفنى، ولكني لا ألوم الشباب عندما أكون مهندسة في القطاع الحكومي، وأرى أن الراتب في القطاع النفطي أضعاف راتب المهندس الحكومي، على الرغم من أن العمل قد يكون واحد، لذلك لا بد أن تكون هناك مساواة في نهاية الخدمة مادام الموظفون على نفس الدرجة، فأنا أدعو إلى المساواة في نهاية الخدمة، فنحن شركاء في التنمية.
< ما هي الأخطاء التي ارتكبتها في حياتك؟
ـ الكثير من الأمور أثرت على دراستي، لذلك أحرص كل الحرص على تشجيع من تأتيه الفرصة على الدراسة وهو صغير، بكل الطرق، لأن العلم ليس له حد، فالإنسان طالما أنه بسن صغيرة عليه أن يدرس ويتعلم، والحكومة لا تقصر في حق أحد، وهذا الخطأ أتمنى ألا يقع فيه أحد من الشباب.
< لو وجهت رسالة أخيرة إلى المهندسات في جمعية المهندسين ماذا تقولين؟
ـ أقول لهن يعطيكن ألف عافية على الإبداع والدور الكبير الذي تقمن به داخل الجمعية، فالمهندسات الموجودات في الجمعية خلية نحل يعملن من أجل خدمة بلدهن.