• نوفمبر 22, 2024 - 1:06 مساءً

السفير الصيني يكتب .. شينجيانغ أرض رائعة

  • بقلم: السفير تشانغ جيانوي

        سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد

في 28 مايو الجاري، سيقوم الوفد الثقافي والفني الصيني المكون من 60 فنانا بزيارة خاصة إلى الكويت، وسيستضيف مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي العرض الموسيقي الملحمي بعنوان «« شينجيانغ أرض رائعة»، كما سيقام معرض التصوير الفوتوغرافي بعنوان «شينجيانغ تحت عدسة الكاميرا»، ومعرض الهدايا التذكارية بعنوان «التراث الثقافي غير المادي من شينجيانغ»، وغيرها من الأنشطة.
‎يقول الصينيون دائما «لا يعرف أحد مدى اتساع الصين وجمالها إلا بعد زيارته شينجيانغ». تقع منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غرب الصين، وفي وسط قارة أوراسيا، وتبلغ مساحتها أكثر من 1.66 مليون كيلومتر مربع، وهي أكبر مقاطعة في الصين من حيث المساحة. تتمتع شينجيانغ بأراض واسعة، حيث تشكل الجبال والبحيرات والمراعي والصحاري معا منظرا طبيعيا جميلة، وتعيش فيها القوميات المتعددة، حيث تشكل جاذبية إنسانية فريدة. كانت شينجيانغ محطة مهمة على طريق الحرير القديم، وبوابة انفتاح الحضارة الصينية على اتجاه الغرب، وأرضا مهمة لتبادل الحضارات بين الشرق والغرب.
‎ في شينجيانغ الاستقرار والوحدة بين المواطنين. تعد شينجيانغ موطنا لأكثر من 25 مليون نسمة من القوميات المتعددة، وإنها واحدة من المناطق الإدارية على مستوى المقاطعة التي تتكون من أكثر عدد من القوميات في الصين، ومع أن الناس في شينجيانغ لديهم لغات وعادات مختلفة، إلا أن الاستقرار والوئام والتقدم المشترك يشكلون نغمة رئيسية لشينجيانغ، حيث تتمتع جميع القوميات بمكانة متساوية بغض النظر عن عدد السكان، أو طول التاريخ، أو مستوى التنمية، أو الاختلافات في العادات والتقاليد، حيث يعيش الناس من جميع القوميات معا، ويدرسون معا، ويعملون معا، وتتبادل وتتكامل عادات الحياة الاجتماعية والثقافة من جميع القوميات، بما فيها اللغات والأطعمة والموسيقى والهندسة المعمارية، مما خلق بشكل مشترك مشهدا جميلا للوحدة الوطنية في العصر الجديد.
‎في شينجيانغ انسجام وحرية المعتقدات الدينية. إن احترام وحماية حرية المعتقد الديني هو سياسة أساسية تلتزم بها الحكومة الصينية منذ فترة طويلة. توجد في شينجيانغ العديد من الديانات بما في ذلك الإسلام والبوذية والمسيحية والكاثوليكية والطاوية والمسيحية الأرثوذكسية، وتتولى الجماعات الدينية والمواطنون أنفسهم رعاية أنشطتهم الدينية العادية ويحميها القانون، كما قامت شينجيانغ بترجمة ونشر الكلاسيكيات الدينية مثل القرآن الكريم وجواهر صحيح البخاري بأربع لغات، بما في ذلك الأويغورية والكازاخستانية، مما يوفر الراحة للمؤمنين المتدينيين من جميع المجموعات العرقية للحصول على المعرفة الدينية، وتنظم حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم أنشطة الحج كل عام وذلك منذ عام 1996 ، مع الأخذ بعين الاعتبار إلغاء ذلك بسبب وباء «كوفيد-19» حينها، وتقوم بترتيب الطائرات المستأجرة سنويا، وتقديم خدمات عالية الجودة في الدخول والخروج والعلاج الطبي والطعام لضمان الأداء السلس لفريضة الحج للمسلمين المحليين المؤهلين من جميع القوميات في شينجيانغ.
‎في شينجيانغ الازدهار الاقتصادي المستمر. منذ طرح مبادرة «الحزام والطريق»، ظلت حكومة شينجيانغ تبذل جهودا كبيرة لتقود ريادة الانفتاح في المناطق الداخلية الحدودية، وتواصل قوتها الاقتصادية في النمو إلى مستويات جديدة. وباعتبارها منطقة جوهرية لمرور قطارات الشحن بين الصين وأوروبا ومنطقة جوهرية للحزام الاقتصادي لطريق الحرير، فقد تجاوزت عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا التي تمر عبر موانئ شينجيانغ حتى الآن 70 ألف قطار. وتزدهر السياحة في شينجيانغ، حيث استقبلت المنطقة أكثر من 265 مليون سائح محلي وأجنبي لتسجل رقما قياسيا في عام 2023، ويمثل إنتاج القطن في شينجيانغ أكثر من 90% من إنتاج القطن في الصين، وقد تمكنت من تحقيق الميكنة والرقمنة والذكاء في الإنتاج، حيث تم استخدام ما يقرب من 7000 آلة لجني القطن في عام 2023 ليصل معدل القطف الآلي إلى 85%، كما تعمل شينجيانغ بقوة على تطوير الطاقة النظيفة، وتصل القدرة المركبة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح والكهروضوئية وغيرها من الطاقة المتجددة إلى أكثر من 64 مليون كيلوواط، ففي عام 2023، بلغ إجمالي الناتج المحلي لشينجيانغ 1.9 تريليون يوان، بزيادة سنوية قدرها 6.8% ويصنف معدل نموها في معظم المؤشرات الاقتصادية من بين أعلى المعدلات في الصين.
ترجع كل هذه الإنجازات الرائعة إلى بيئة تنموية آمنة ومستقرة. كانت شينجيانغ قد عانت من الإرهاب والتطرف الديني، حيث وقعت فيها آلاف الحوادث الإرهابية العنيفة،. بعد ذلك، تبنت شينجيانغ سلسلة من تدابير مكافحة الإرهاب والتطرف، بما في ذلك إنشاء مراكز التعليم والتدريب المهني وفقا للقانون. وقد أدت هذه التدابير إلى تحسين الوضع الأمني المحلي بشكل كبير، وحماية حقوق الإنسان للأشخاص من جميع المجموعات القومية بشكل فعال. ولم يقع أي حادث إرهابي في شينجيانغ لمدة سبع سنوات متتالية، وشهد الوضع الاجتماعي تحسنا ملحوظا، حيث يعيش الشعب ويعمل في سلام وطمأنينة، ويتمتع الناس من جميع المجموعات القومية بإحساس متزايد بالكسب والسعادة والأمن، وتلتصق ببعضها البعض مثل بذور الرمان. إلا أن بعض الدول تقوم بتلفيق ونشر الأكاذيب والشائعات حول شينجيانغ، وتوجيه اتهامات لا أساس لها بما يطلقون عليه «العمل القسري» و«الإبادة الجماعية» في شينجيانغ، وتبذل كل الوسائل المتاحة لتشويه صورة الصين، لعرقلة الصين في التنمية المستقرة في شينجيانغ، وتقويض العلاقات الودية بين الصين والدول العربية والإسلامية. وفي عام 2023، زار أكثر من 390 وفدا أجنبيا وأكثر من 4300 شخص شينجيانغ، واعتقدوا أن ما رأوه بأعينهم في شينجيانغ كان مخالفا تماما لتقارير وسائل الإعلام الغربية، ولم يكن هناك شيء اسمه «العمل القسري» أو «الإبادة الجماعية» أو «معسكرات الاعتقال» في شينجيانغ،. كما أعربوا عن تقديرهم للنتائج التي تحققت من جهود مكافحة الإرهاب والتطرف في شينجيانغ.
إن شينجيانغ أرض رائعة، ويسرني أن أدعو الأصدقاء بصدق لمشاهدة العرض المسرحي «شينجيانغ أرض رائعة»، والذي سوف يقام في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، للاستمتاع بالغناء والرقص البهيج لأبناء جميع المجموعات القومية في شينجيانغ، ولرؤية المظهر الجديد لشينجيانغ في العصر الجديد، كما أرحب بالجميع لزيارة شينجيانغ وإلقاء نظرة عليها، حيث ستشاهدون شينجيانغ الجميلة المزدهرة والمتناغمة والسلمية والمتطورة بأم عيونكم.

Read Previous

نائب وزير الخارجية يستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي

Read Next

«قمة الإعلام العربي 2024» تنطلق اليوم في دبي ببرنامج حافل بالفعاليات

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x