استطاعت صابرين بورشيد أن تحلق في سماء الإعلام لتجعل لها موقعا في القلب قبل الشاشة، فهي إعلامية تعرف كيف ترسم لنفسها خطا مميزا، وتدرك معنى وأهمية الإعلام والدور الذي يقوم به لتنوير المجتمع وكل يوم تزداد تألقا ونجومية، وتواصل بخطى ثابتة لتحقيق النجاح تلو النجاح، طلتها دائما ما تكون مميزة، وعفويتها أدخلتها القلوب دون استئذان، لباقتها وذوقها ورقيها وبساطتها جعلتها إعلامية محبوبة وقريبة من القلب. صابرين تحدثت عن الإعلام وكيف ولجت اليه وأهم المحطات الإعلامية في حياتها، وماذا يمثل لها وكيف انتقلت إلى مجال التمثيل، وما هي أهم هواياتها وطموحاتها:
< بداية هل التمثيل سيأخذك من التقديم؟
ـ أندهش عندما يقولون لي إن تمثيلك أفضل من تقديمك، فأنا أفضل أن يقولوا لي أنت إعلامية على كوني فنانة لأنني بالأساس إعلامية ودرست الإعلام ومنه انطلقت وبشيء من التنظيم والترتيب استطيع الجمع بين الاثنين.
< رفضت الولوج إلى عالم التمثيل في البداية ثم شاركت في عدد من الإعمال وحققت نجاحا ملحوظا لفت الأنظار إليك بقوة فلماذا كان الرفض ثم الموافقة؟
ـ الحقيقة أتت لي عروض للتمثيل في عام 2010 عندما كنت أقدم برنامج مسابقات على تلفزيون مملكة البحرين، لكن كنت غير مقتنعة وقتها بالتمثيل لأنني كنت أجهل أبجدياته ولم أفكر في أن أمثل بيوم من الأيام، لكن حينما يأتيك عدد من العروض المميزة لمخرجين لهم باع طويل في الساحة أتصور لا تستطيع أن ترفضه مثل المخرج محمد القفاص والمخرج أحمد المقلة والمخرج حسين الحليبي، فوجدتها فرصة سانحة لأن أكون أحد أبطال أعمالهم وأتصور أي فنان يتمنى الوقوف أمام عدسة المخرجين المقلة والقفاص لتميزهما في الدراما التلفزيونية الخليجية، والحمد لله ربنا وفقني ولم أتخيل مدى الصدى الكبير الذي حصلت عليه مشاركاتي التمثيلية، فأنا توقعت من الجمهور ألا يتقبلني كممثلة، لكنني كسبت الرهان وتفوقت في أدائي وإطلالتي التمثيلية كممثلة، خاصة أن الجمهور الخليجي صعب جدا أن يتقبل التحول من مجال لآخر وهناك أشخاص حاولوا لكن فشلوا دون ذكر أسماء.
< كيف دخلت المجال الإعلامي وماذا أضاف لك؟
ـ حبي للكاميرا والظهور على الشاشة كان هوسي منذ الطفولة، حيث زاد هذا الشغف شيئا فشيئا، وكنت أتابع البرامج التلفزيونية المنوعة بانتباه شديد، وكانت أمنيتي أن أكون مذيعة مميزة تحمل رسالة سامية تريد إيصالها للمشاهدين بطريقة عفوية ولطيفة كي يتقبلها الجميع برحابة صدر كاللاتي كنت أتابعهن، ولله الحمد تحقق حلمي بعد محاولات عديدة وصعبة وأضاف المجال الإعلامي لي الكثير حيث بنيت شخصيتي وموهبتي واستطعت إثباتها من خلاله كما زادني خبرة في الحياة وكيفية التعامل مع الناس بأسلوب حضاري وذكي، بالإضافة إلى دراستي للإعلام والعلاقات العامة التي طورتني أكاديميا وصقلت موهبتي بشكل كبير، أستطيع القول إن دراستي جعلتني أفكر باحترافية أكبر.
< لماذا اتجهت لتقديم البرامج الخفيفة والمسابقات، ولم تخوضي تجربة البرامج الجادة والأخبار؟
ـ منذ بداية ظهوري على الشاشة تنوعت في تقديم البرامج بعد التقارير، فقدمت البرامج الموسمية والصيفية والرياضية والصباحية إلى أن تميزت بالبرامج المنوعة الترفيهية والمسابقات التي من خلالها أحبني الجمهور أكثر، ومن يظن إن هذه النوعية من البرامج سهلة فهو مخطئ، لأنها لا تتناسب مع أي مذيع، ولم يتميز بها جميع من قدمها إلا من أثبت نفسه وبجدارة، فرغم مرور خمس سنوات مازال الناس يتذكرون «مسابقات صابرين 2010» وكأنها بالأمس وهذا هو سر النجاح رغم الانقطاع وأن كنت تقصد بالبرامج الجادة أي الحوارية، فقد جربتها منذ بداياتي ولا أجد الصعوبة بالعودة إليها، أما الأخبار فلقد أجريت نشرة تجريبية بمركز الأخبار في تلفزيون البحرين، ولله الحمد كنت ممتازة من حيث مخارج الحروف والتقديم، إلا إنني لم أجد نفسي في ذلك.
< ما هي أهم المحطات الإعلامية في حياتك؟
ـ كل برنامج قمت بتقديمه شكل محطة مهمة في حياتي، ولكن أبرزها كان البرنامج الرمضاني «مسابقات صابرين» عام 2010 الذي حاز على أفضل برنامج رمضاني على تلفزيون البحرين وبتصويت المشاهدين، وبرنامج الإهداءات الإذاعي «لبيه»2011/ 2010 الذي اعتبره مدرستي الإعلامية، وبرنامج أوتوغراف 2013 على قناة (قدساوي) بدولة الكويت حيث يعد تجربتي الأولى خارج البحرين، ومن خلاله تعرفت على الجمهور الكويتي، واعتبرها تجربة احترافية.
< كيف تعاملك مع وسائل الاتصال الاجتماعي؟ هل خدمتك في مجالك؟
ـ مواقع التواصل الاجتماعي أعتبرها سلاحا ذو حدين، لها إيجابيات وسلبيات، وعموما فهي أفادتني كثيرا خاصة فترة الانقطاع الإعلامي الذي مررت به، فمن خلاله زادت دائرة معارفي الإعلامية واستطعت التواصل بكل سهولة مع محبي، وهم بالمثل، وكونت أيضا صداقات جميلة من خلالها، وأهم إيجابياته هي الانتشار الأوسع، أما سلبياته فأعتقد إنها واضحة وتحدث عنها أغلب الإعلاميين والفنانين.
< هل هناك هوايات معينة تفضلينها بعيد عن العمل الاعلامي؟
ـ أحب الرياضة لكن لا أستطيع الاستمرار عليها بسبب انشغالاتي، كما أحب الاستماع لكل أغنية تشدني وتلمس إحساسي حتى إن لم أفهم كلماتها كالتركية والكردية وأعتبر نفسي مستمعة ومتابعة جيدة لكل الأغاني الخليجية والعربية، ومطربي المفضل هو راشد الماجد وماجد المهندس والفنانة شيرين عبدالوهاب وتستهويني متابعة البرامج المنوعة الترفيهية كالمسابقات والبرامج الحوارية الفنية لكن لا يمنعني ذلك من متابعة البرامج الأخرى وأحب السفر عامة وأتمنى السفر إلى اليابان والصين.
< باعتقادك ماهي الصفات التي يجب أن تتوفر في الإعلامي؟
ـ لكل من يطمح في دخول المجال الإعلامي يجب عليه متابعة الإعلاميين عن كثب، خاصة المميزين منهم كي يكون لنفسه شخصية إعلامية و(كاراكتر) خاص به وغير مكرر، والأهم من ذلك الثقافة التي يحصدها الإعلامي من خلال تخزينه وتجميعه من القراءة والمتابعة لجميع الوسائل الإعلامية، فمن الجميل أن يكون لك من كل بستان زهرة سواء عبر أية معلومات مهمة أو نبذة عن كل ما يدور حولك، أما بالنسبة إلى الحضور الإعلامي فلا يصنع ولا يكتسب، فهو هبة من الله عز وجل.
< أين يصل بك طموحك الإعلامي؟
ـ طموحي الإعلامي لا حدود له وأمامي الكثير وأطمح في الوصول إلى المستوى العالمي، ولكن تدريجيا ابتداء من المستوى الخليجي فالعربي ومن ثم العالمي بإذن الله.