أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، أن علاقة السعودية مع الولايات المتحدة مفيدة للعالم ولمنطقة الشرق الأوسط، وأنه تعمّد أن تكون زيارته الخارجية الرسمية الأولى إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وشدد الملك سلمان خلال الاجتماع على أن ما يهم المملكة العربية السعودية هو «استقرار المنطقة وما يخدم شعوب المنطقة العربية». وقال: «نحن نعتبر علاقتنا مع الولايات المتحدة مفيدة للعالم ولمنطقتنا كذلك.. وهذا شيء نحن نؤكد عليه ونريد دائما أن يكون بيننا علاقات وثيقة وتعاون في جميع المجالات».
واعتبر الملك سلمان أن العلاقات يجب أن يكون فيها تعاون في جميع المجالات، وعلى رأسها الاقتصادي، مؤكدا أن ذلك سيحقق مصالح مشتركة على جميع الأصعدة.
بدوره، قال الرئيس أوباما إنه يشارك الملك سلمان الاهتمام الجاد والقلق بشأن أوضاع المنطقة، وتحديدا اليمن وسوريا، لا سيما ضرورة وجود حكومة ثابتة وفعالة في اليمن لتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية، مؤكدا استمرار التعاون السعودي ـ الأميركي في الحرب على الإرهاب بما في ذلك مواجهة تنظيم داعش المتطرف.
وقال أوباما، إن خادم الحرمين الشريفين مهتم بتوفير مستقبل زاهر للشباب السعودي، وإنه يشترك معه في هذه الآمال والطموحات. وأضاف خلال ترحيبه بخادم الحرمين أن القمة «فرصة للتطرق للاقتصاد العالمي وما يتعلق بالطاقة وتعميق العلاقات في مجالات الطاقة النظيفة والتغير المناخي والعلوم والتعليم».
وتصدرت قضية الاتفاق النووي الإيراني وكيفية مواجهة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط محادثات الملك سلمان والرئيس أوباما، كما احتلت الأزمة السورية والوضع في اليمن جانبا مهما من المحادثات، بحسب مسؤولين أميركيين.
وقال مسؤولون أميركيون، لـ «الشرق الأوسط» إن الرئيس أوباما حريص على تهدئة قلق السعودية حول نفوذ إيران وتدخلاتها في المنطقة، وأكد تعهد الولايات المتحدة بإلزام إيران تنفيذ تعهداتها ومنعها من امتلاك سلاح نووي. كما تعهد الرئيس أوباما بالتزام بلاده بأمن منطقة الخليج والتسريع في وصول شحنات المعدات العسكرية الأميركية إلى المنطقة وفقا للاتفاقيات المبرمة بين الطرفين.
وكان الرئيس أوباما قد استقبل الملك سلمان والوفد المرافق له في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض ظهر.
وعقد الزعيمان جلسة مباحثات ثنائية شارك فيها من الجانب الأميركي نائب الرئيس جو بايدن، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، ووزير الخارجية جون كيري، ومن الجانب السعودي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير.
وكان الملك سلمان قد التقى في مقر إقامته مساء أول من أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري، واستعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الساخنة في منطقة الشرق الأوسط.
حضر اللقاء الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والدكتور مساعد بن محمد العيبان عضو مجلس الوزراء، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، ورئيس الديوان الملكي خالد العيسى، ووزير الصحة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ورئيس الاستخبارات العامة خالد بن علي الحميدان.