أشار وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي حرص الكويت إلى تحديث جدول التطعيمات بهدف تعزيز الوقاية من الأمراض المعدية والخطيرة ولمواكبة التطورات التي تشهدها الدول المتقدمة في هذا المجال الحيوي، منوها بإدخال اللقاح ضد «الورم الحليمي البشري» للوقاية من أنواع متعددة من السرطانات ما جعل الكويت في طليعة الدول التي اعتمدت هذا اللقاح للحفاظ على صحة المجتمع.
وخلال افتتاح مؤتمر الكويت الثاني للصحة العامة «تحديات الصحة العامة والحلول المقترحة» والذي تنظمه إدارة الصحة العامة في الوزارة، أوضح العوضي أن الأوبئة الأخيرة مثل جائحة «كوفيد-19» أظهرت مدى أهمية الاستعداد المبكر والتنسيق بين الدول لمكافحة هذه الأمراض التي لا تعرف حدودا جغرافية، لافتا الى أنه أصبح من الضروري التأكيد على أهمية التشخيص والعلاج المبكرين وأهمية البحث العلمي والتعاون الدولي.
وأكد على ضرورة وضع استراتيجيات لحماية صحة المسافرين والحد من انتشار الأمراض عبر الحدود وتقديم المشورة الطبية وتطوير بروتوكولات صحية تواكب التحديات المتغيرة.
ولفت الى أن التكنولوجيا والابتكار يلعبان اليوم دورا أساسيا في تحسين خدمات الرعاية الصحية وتعزيز الاستجابة السريعة للأزمات الصحية، ويتيح ذلك فرصا غير مسبوقة لتطوير أنظمة مراقبة صحية فعالة وتقديم رعاية صحية مخصصة تلبي احتياجات الأفراد والمجتمعات بشكل أفضل.
وأكد أن الجهود التي بذلت خلال الأعوام الثمانية الماضية في مكافحة أمراض الشتاء التنفسية أدت الى انخفاض ملحوظ في معدلات الإصابة وانخفاض معدلات الوفيات بأكثر من النصف، لافتا الى أن الوزارة قامت بتطعيم أكثر من مليوني مواطن ومقيم ضد الانفلونزا والالتهاب الرئوي.
من جانبه قال مدير إدارة الصحة العامة ورئيس المؤتمر الدكتور فهد الغملاس إن الأزمات الصحية التي شهدها العالم خلال العقود السابقة مثل ظهور أنواع جديدة من الأوبئة والجوائح وانتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان قد سلط الضوء على أهمية قطاع الصحة العامة ودورها الحيوي في الحفاظ على صحة المجتمع.
وأكد أن الصحة العامة لا تقتصر مسؤولياتها فقط على الوقاية من الأمراض المعدية بل تقع تحت مسئولياتها أيضاً مجالات ذات علاقة وثيقة بصحة المجتمع مثل صحة البيئة والإصحاح البيئي.
ولفت الغملاس إلى أن الكويت قد شهدت تقدما ملحوظا في جميع المجالات الطبية والتي تشمل مجال الصحة العامة وأن إدارة الصحة العامة وضعت نصب عينها التوجه العام للدولة فتبنت نظام اللامركزية في تقديم الخدمات للجمهور في المناطق الصحية مثل التوسع في إنشاء مراكز فحص العمالة الوافدة وإنشاء عيادات صحة المسافرين.
وأوضح أن خطة الإدارة المستقبلية تشمل التوسع في خدمات فحص متداولي الأغذية والفئات الأخرى العاملة في هذا المجال من المواطنين وغيرهم في المناطق الصحية بالإضافة إلى زيادة عدد مراكز مكافحة الدرن.
وأكد أن الإدارة تضع على رأس أولوياتها رقمنة الخدمات المقدمة للجمهور للتيسير على المراجعين وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، لافتا الى أه تم وضع نظام لأخذ المواعيد رقميا لإجراء الفحوصات الخاصة بالعمالة الوافدة ومتداولي الأغذية والفئات الأخرى.
وأشار الى أنه أصبح من الممكن الحصول على شهادات اللياقة الصحية ومعرفة النتائج من خلال التطبيق الوطني «سهل» بالإضافة إلى توفير شهادات التطعيمات الإلكترونية على موقع وزارة الصحة.
وأكد سعى الإدارة إلى التوسع في مجال رقمنة الخدمات المقدمة ومواكبة أحدث التطورات العلمية بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والعالمية لتطوير الخدمات المقدمة من خلال التدريب المستمر للأطقم العاملة وتبني البروتوكولات والبرامج الحديثة التي تقع تحت مظلتها تخصصات الإدارة.