أشاد أنور السيد محمد السيد حامد الرفاعي، رئيس فريق الموروث الكويتي في متحف بيت العثمان، بمبادرة الدكتور يعقوب يوسف الحجي، الذي قام بالتبرع بكل ما يقع تحت يديه من وثائق وصور وقطع أثرية يعود تاريخها إلى أكثر من ستين عاما.
وأوضح وفق ما نشرته الزميلة القبس ان الدكتور الحجي تبرع بهذه القطع التي جمعها منذ طفولته وأيام دراسته من شهاداته ومؤلفاته وكل قطعة استخدمها من آلات للتصوير ومسجلات وهداياه ودروعه التذكارية، وبصفته باحثا كويتيا في مجال البحر وحرف صناعة السفن.
قال الرفاعي: قدم الحجي لمتحف بيت العثمان مكتبة قيمة للمؤرخ الأول في الكويت، المرحوم عبدالعزيز الرشيد، وهو أول من ألف كتابا عن تاريخ الكويت، وكان، رحمه الله، أبا للصحافة ورائدها، وهو أول من اصدر مجلة كويتية هي مجلة «الكويت»، كما اصدر في اندونيسيا مع الرحالة العراقي يونس بحري أول مجلة كويتية عراقية. ادبية ثقافية اجتماعية سياسية بعنوان «الكويتي والعراقي»، اضافة إلى اول مجلة دينية اخلاقية بعنوان «التوحيد». المؤرخ الكويتي الرشيد من مواليد 1887 في الزلفي بمنطقة نجد، ثم هاجر واسرته إلى الكويت عندما كان صغيرا بسبب القحط الشديد، ويعتبر اول من ادخل المسرح إلى مدارس الكويت، وألّف نصا مسرحيا بعنوان «محاورة اصلاحية» عام 1924 والذي مثل في المدرسة الاحمدية، وتوفي رحمه الله في اندويسيا عام 1938.
واضاف: قدم الحجي مكتبته بالمجلات النادرة، ولا توجد من هذه المقتنيات الا نسخة واحدة، وهي الآن في متحف بيت العثمان، مجموعة لا تقدر بثمن، وحاول الكثير من عشاق ومحبي المقتنيات القديمة في الكويت وخارجها ان يشتروها بأي ثمن، لكن اخانا الدكتور يعقوب رفض كل هذه العروض، وفضل ان تكون وتبقى في بلده الكويت وفي متحف بيت العثمان، وهذه ثقة كبيرة منه بالمتحف لتكون عبرة للاجيال القادمة، ونحن في المتحف خصصنا هذه الدار لمقتنياته، وزاوية خاصة لمؤلف ومؤرخ الكويت الرشيد.
ثم اكمل حديثه بالقول: من محتويات مكتبة عبدالعزيز الرشيد المهداة إلى متحف بيت العثمان من د. الحجي «مجلة الكويت» باجزائها العشرة، مجموعة طبعت عام 1347 هــ الموافق 1928م، ومجموعة من النوادر عن تاريخ الكويت، مجلة ادبية دينية اخلاقية شهرية صدرت في الكويت رئيس تحريرها عبدالعزيز الرشيد في الكويت وكانت توزع في البحرين، وكتاب من الإهداءات التي قدمت للمؤرخ الرشيد كتاب نادر عن الامام محمد بن الوضاح الاندلسي اهداء من الشيخ محمد الحجازي، هذا من دمشق وفيه تاريخ نجد والعراق، وكتب درست في المدرسة الاحمدية التي تأسست في مايو 1920، واصدارات نادرة منذ عام 1926 طبعت في بغداد، ومن المراسلات المهمة التي قدمت لمتحف بيت العثمان من الدكتور الحجي رسالة من الملك عبدالعزيز آل سعود إلى الشيخ عبدالعزيز الرشيد عندما كان المؤرخ الكويتي الرشيد في اندونيسيا، ورسائل وبرقيات من شيخ الازهر، ومجلة الهدى المشهورة والنادرة ومراسلات بين الرشيد ويوسف القناعي، ومراسلات مع خير الدين في مصر، وصور لحياة عبدالعزيز الرشيد من عام 1887م حتى وفاته في جاكرتا 1938م، ومن اهم مؤلفاته كتاب «تاريخ الكويت»، وكان رحمه الله من الدعاة إلى فهم الاسلام الفهم الصحيح، وشارك في حرب الجهراء، ولديه صفحات يتحدث فيها عن السيد طالب باشا النقيب يرجع تاريخها إلى 1322 ه، صفحات قيّمة جدا.
وعن المساحة المعطاة، قال: هناك غرفة من غرف المتحف خصصت لمحتويات الدكتور يوسف الحجي تجمع مؤلفاته وجوازات سفره القديمة والورشة الصغيرة التي كان يعمل فيها، وكاميراته وآلة تصوير سينمائية وراديو (مذياع)، والجميل جدا انه كان يعزف على آلة موسيقية في الهند وتدرب عليها والتحق بالفرق هناك ومجموعة من الطوابع، واصداف واحجار جمعها من بعض الدول، ولوحات فنية تمثل مراحل بناء السفن وشهاداته التي حصل عليها من الدولة وبعض الجوائز من المهرجانات التي شارك فيها، وتوجد في دار الحجي ساعاته الثمينة، وكان الحجي حريصا على ان يحتفظ بكل ما لديه منذ صغره.
وقال: نحن نشوق القارئ الكريم عبر صحيفتنا القبس لزيارة هذا المعلم الجميل الذي سيفتتح نهاية هذا العام 2015م جزء من الاجنحة الجديدة في متحف بيت العثمان، وسيعلن لاحقا عن موعد الافتتاح، وسيقام حفل كبير يليق بهذه المتاحف منها: متحف اسماعيل بهبهاني، ومتحف الفنان ايوب حسين، ومتحف هيئة الشباب والرياضة، ومتحف السوق القديم، وستضاف متاحف اخرى تزيد لبنة على لبنات اخرى، ومتحف الدراما الكويتية، ومتحف بيت الكويتي، ومتحف رحلة الحياة، متاحف مكملة من تاريخ الكويت، والمشاهد يتطلع على مراحل نشأة الكويت من الماضي إلى الحاضر والمستقبل، ويشاهد من تراث وثقافة وعلم، ندعو الطلبة والزوار من داخل الكويت وخارجها ليطلعوا على موروثنا الشعبي من جهود الآباء والأجداد من خلال هذه الرحلة الجميلة.
قال الرفاعي: كل القطع والوثائق في متحف بيت العثمان بدأنا نوثقها وابرمنا اتفاقية مع الامانة العامة للاوقاف بحيث تكون جميع القطع وقف إلى الامانة، وتكون محفوظة مدى الحياة لا يعبث فيها عابث، وتكون مسجلة ولديها رقم، وهذه دلالة على ان تكون دائمة وأَجْر الوقف لصاحب القطع وواقفها، وندعو من خلال صحيفتنا القبس التي هي سباقة في تغطية اخبار المتحف من لديه قطعة تاريخية او شخصية ادبية او رياضية وسياسية.. الخ في الكويت يرغب في توثيقها لدى متحف بيت العثمان، تخصص له زاوية تليق بهذه الشخصية، وهناك شهادات تصدر بحق ملكيته ووقفيته لهذه القطع.
عند مدخل باب «دار الحجي» في المتحف لوحة معلقة تعطي سيرته الذاتية وفيها ان الدكتور يعقوب يوسف الحجي مدرس جامعي ورحالة ومصور ومؤرخ، ولد في الكويت عام 1947م وتعلم في مدارسها ثم حصل على البكالوريوس في علم الجيولوجيا من الجامعة الاميركية في بيروت عام 1968، وعمل في مشاريع وزارة الكهرباء والماء في الكويت عدة سنوات، ترك المهنة ورحل إلى الهند لتعلم اسس الموسيقى الكلاسيكية الهندية وفلسفات الهند، ثم عاد وبدأ برنامجا للطواف حول العالم كرحالة ومصور فوتوغرافي ثم حصل على الدكتوراه في التربية من جامعة بوسطن عام 1982، ومارس التدريس في كلية التربية – جامعة الكويت حتى عام 1990 ثم تحول اهتمامه من التدريس إلى البحث والتأليف في مختلف اوجه التراث البحري الكويتي، وألف العديد من الكتب في هذا المجال وحقق اخرى غيرها، حيث كان مستشارا في مركز البحوث والدراسات حتى عام 2010م ثم بدأ باعداد وتقديم العديد من البرامج التلفزيونية الخاصة بالتراث البحري الكويتي، وله ولع بالشعر العربي، وله هذا البيت:
تذكرت من يبكي علي فلم اجد
سوى البوم والسفار والقلم الحبر