• مايو 20, 2024 - 3:26 مساءً

معاناة ما بعد ترامب

بعد اقتحام مقر الكونجرس فى واشنطن الأسبوع الماضي، وعدم قبول الرئيس دونالد ترامب بنتائج الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر، بدأت الحركات اليمينية والشعوية التى كانت تنظر إلى الرئيس الأمريكي كرمز؛ فى الابتعاد عنه. الشعبويون الأوروبيون الذى نظروا إلى ترامب كَمَثل يُحتذى أداروا له ظهورهم.

أحزاب اليمين المتطرف فى أوروبا اعتبرت هزيمة ترامب، الذى كان رمزًا لنجاحها وداعمًا قويًا لها، سيئة بما فيه الكفاية، ولكن رفضه القبول بالهزيمة والعنف الذى تبع ذلك دمّر فرصة ظهور قادة على شاكلته فى أنحاء القارة الأوروبية.

ما حدث فى الكابيتول بعد هزيمة دونالد ترامب كان نذير شؤم على الأحزاب الشعبوية. الرسالة التى وصلت للجمهور أنه لو تم انتخابهم فلن يتركوا السلطة بسهولة، ولو خسروا فسيثيرون الفوضى.. ما حدث فى مبنى الكابيتول كان بمثابة تحذير لدول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا، التى تشهد ارتفاعًا ملحوظًا لحضور اليمين المتشدد فيها.

الاضطرابات كشفت عن أن دليل عمل الحركات الشعبوية يقوم على معادلة «نحن ضد الآخر»، وهو ما يؤدى إلى العنف، لأنهم حولوا الآخر إلى عدو وليس إلى معارض أو مختلف فى الرأي.

الأحزاب اليمينية فى أوروبا تشعر بالخطر من الأحداث الأمريكية، وظهر هذا فى ردة فعلها، وقام كل حزب منها بإبعاد نفسه عن الأحداث أو التزم الصمت.

ففى فرنسا، قالت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان، التى تستعد لمنازلة الرئيس إيمانويل ماكرون فى انتخابات مارس 2022، وكانت من الداعمين الأشداء لدونالد ترامب والبريكست البريطاني، وتبنت موقف الرئيس الأمريكي حول سرقة الانتخابات الرئاسية وتزويرها- قالت إن الأحداث فى واشنطن «صدمتها» وتراجعت لوبان، حيث شجبت «أي فعل من العنف يستهدف تخريب العملية الديمقراطية».

ومثل لوبان قال ماتيو سالفينى، زعيم رابطة الشمال المعادية للمهاجرين، إن «العنف لن يكون الحل».

وفى هولندا، انتقد الزعيم اليمينى المتطرف غيرت ويلدرز الهجوم على المجلس التشريعى الأمريكى. ونشر ويلدرز تغريدة: «يجب احترام نتائج الانتخابات سواء ربحت أم خسرت». واصطف الزعيم اليمينى الهولندى المتطرف تييرى بودى مع ترامب والحركة المعادية للقاح فيروس كورونا، وشكك فى استقلالية القضاء و«البرلمان الزائف».. ويواجه مشاكل بسبب تعليقات معادية للسامية تسببت بصدع فى حزبه، ولم يكن لديه الكثير لقوله بعد اقتحام الكونجرس.

هناك شعور واضح بخيبة أمل الأحزاب اليمينية فى وسط أوروبا، ويبدو أن العالم بالنسبة لهم سيكون أكثر يتمًا.

 

عبد اللطيف المناوي

( المصري اليوم ) 16 يناير 2012

 

 

 

 

 

 

 

Read Previous

رحلة المعارضة.. لإسقاط الرئيس

Read Next

بنك الكويت المركزي اليوم يخصص إصدار سندات وتورق بـ 240 مليون دينار

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x