• مايو 20, 2024 - 12:21 مساءً

وداعاً شيخة حقوق الإنسان

غيّب الثرى شخصية كويتية ذات تاريخ مضيء في العمل الوطني والإنساني داخل الكويت، والقومي والإنساني على امتداد الوطن العربي، العمة الفاضلة شيخة الحميضي، ملازمة ومساندة وداعمة للراحل الكبير المغفور له العم جاسم القطامي رمز الديموقراطية والعروبة وحقوق الإنسان.. ترعرعت الفاضلة شيخة في بيئة وطنية عالية في كنف والدها المغفور له الرمز يوسف الصالح الحميضي. وساهمت في النشاط النسائي بكل فاعلية وكانت قدوة لبنات الكويت المتطلعات لمستقبل واعد، واستمرت في نشاطها الوطني حتى كان الاعتداء الثلاثي على مصر، وخرج أبناء الكويت إلى الشوارع للتنديد بالعدوان، وكانت الاستقالة الشهيرة في تاريخ الكويت الحديث لقائد الشرطة جاسم القطامي ونزوله مع أبناء الكويت كرجل مدني متظاهراً ضد العدوان، وقادت أم محمد سيدات الكويت في تظاهرة نسائية باتجاه السفارة البريطانية.

وشاهدت من قريب الفاضلة أم محمد الشخصية القومية والداعمة لحقوق الإنسان، وكانت خلال الحوارات مع الشخصيات العربية تكشف عن نموذج كويتي معتز بعروبته يملك ثقافة عالية تقدم صورة مشرفة للمرأة الكويتية.

ولم يتوقف نشاط المغفور لها عند مناقشة القضايا القومية والإنسانية بكل اقتدار؛ لكنها قدمت نموذجاً ناصع البياض في الانحياز لحقوق الإنسان والحرص على استقلالية المنظمة العربية لحقوق الانسان بعيداً عن بعض الضغوط الرسمية، فقد كانت من أوائل الشخصيات العربية الداعمة لنشاط حقوق الإنسان العربي بكل سخاء ومن حر مالها.

موقف آخر يسجل للراحلة الكريمة بأحرف من نور هو دعمها اللامحدود للقضية الفلسطينية ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولها مواقف كثيرة في دعم العمل الفلسطيني في الجانب الإنساني، وكانت غالبا ما تحضر الأنشطة العربية المقاومة للتطبيع، وكان لها دور كبير وفاعل في مساندة الرمز القومي والإنساني الكبير العم أبو محمد في مسيرته النضالية، وكان يكفيها دور الزوجة المساندة، لكن شخصيتها القوية وإيمانها العميق بالقضايا العربية، وفي المقدمة دعم حقوق الإنسان العربي، فرضا عليها أن تقوم بالدور الكبير المعبر عن شخصية الفاضلة شيخة يوسف الحميضي.

محمود حربي

القبس 29 ديسمبر 2021

Read Previous

رئيس البرلمان العربي: الخطاب الملكي لخادم الحرمين يعكس قوة السعودية ويُجسد ثقلها عربياً وإقليمياً ودولياً

Read Next

مدير منظمة الصحة العالمية: قد نقضي على كورونا في 2022

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x