• مايو 20, 2024 - 3:18 مساءً

أبو الحسن.. وما وراء الكواليس

يقول السفير محمد أبو الحسن في كتابه «حقائق وخفايا.. ذكرياتي»: «إن ما كتب عن الغزو العراقي للكويت حتى الآن ليس بقليل، من حيث الكم وطبيعة التغطية»، إلا أنه تناول تلك الحقائق في كتابه من زاوية ما كان يدور داخل أروقة مجلس الأمن تحديداً وصياغة مشاريع القرارات وما وراءها من تحركات وتحديات وجهد وإقناع.

تناول كتاب السفير أبو الحسن كل هذا بعين وعقل وقلب إنسان شارك فعلياً في تلك الأنشطة‏.

وقد تم في هذا الكتاب توثيق الحقائق وسرد بعض الخفايا من اجتماعات مجلس الأمن وجلسات المشاورات خلف الأبواب المغلقة بخصوص قضية احتلال العراق للكويت عام 1990.

تخلل هذا الكتاب كثير من التوضيح لأسباب بعض التجاذبات ومحاولات الإقناع وصولاً للموقف المحدد لمجلس الأمن تجاه العدوان العراقي.

كما سرد بوضوح دور الاتصالات العالية المستوى بين الكويت وحكومات أعضاء مجلس الأمن لتحقيق سرعة صدور قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتعرّف على كيفية تحقق ‏التناغم والدعم بين موقف مجلس الأمن وموقف الجمعية العامة للأمم المتحدة لتنفيذ قرارات المجلس بخصوص آليات تحرير الكويت.

بالفعل هذا الكتاب مرجع وثائقي وتذكير لكل الأجيال المعاصرة والقادمة في الكويت والعالم العربي، عن واحد من أكبر إنجازات مجلس الأمن والشرعية الدولية والكويت في تحقيق الأمن والسلامة للمنطقة‏.

وما لفت نظري في هذا الكتاب هو موقف الرئيس كاسترو رئيس كوبا، حين قال إنه ممتن جداً لحكومة الكويت، لأنها أول دولة خليجية ومن الدول العربية القليلة أيضاً التي تعيّن سفيراً لها في كوبا.. ولكن بلاده صوتت بالامتناع ‏عن القرار 661 بشأن العقوبات الاقتصادية على العراق بينما صوتت لمصلحة قرار إدانة الغزو وضم العراق.

وأوضح أنه يعلم التأثيرات الأميركية في غالبية الدول العالم لعدم إقامة علاقات دبلوماسية، ناهيك عن فتح سفارة في هافانا، مبرراً بذلك موقفه برفض فرض العقوبات الاقتصادية على العراق بسبب العقوبات الأميركية الاقتصادية الشديدة ضد بلاده، فهو ليس ضد الكويت بل ضد الولايات المتحدة.

ومن أجمل العبارات التي قيلت بحق الكويت عند مداولات مجلس الأمن لبحث قبول دولة الكويت لتكون العضوة المئة والحادية عشرة في الأمم المتحدة في مايو عام ١٩٦١، كانت على لسان مندوب الأردن الدائم في الأمم المتحدة آنذاك السيد الرفاعي.. نيابة عن الدول المتبنية لمشروع قرار قبول دولة الكويت عضوة في الأمم المتحدة، الذي قال: «إن الكويت الصغيرة في سكانها ومساحتها بلد الزيت والرمال، تأتي اليوم إلى الأمم المتحدة بكنوز من القيم المادية والمعنوية، تلك الصحراء التي أنتجت من أعماقها ثروة عظيمة هي نفسها قد أعطت الإنسانية روحياً رسالة سماوية ووحياً إلهياً، والكويت بلد يملك هذين المصدرين الأساسيين للحياة اللائقة والشريفة».

السفير أبو الحسن اتاح لنا من خلال صفحات هذا الكتاب أن نتعرف على ما وراء الستار.. في قضية احتلال دولة عربية مسلمة لدولة الكويت وهي بلد عربي مسلم لم يُرَ منه سوى الأخوة والمساعدة والعون.

كم من النشاط والهمة والحماس والوطنية نقلها هذا الكتاب لنا بعد أكثر من ٣٠ عاماً من عودة الكويت لأهلها بفضل إجماع دول العالم على رفض الاحتلال العراقي.. علماً بأن موقف كل دولة كان له سببه ومبرره.. لكنه بالنهاية ساهم في تحرير الكويت.

نحتاج في الكويت إلى كل ما يوثق أصعب وأكبر محنة مرت بها بلادنا والعالم كله.. وما جرى أمام الكواليس وما تم وراءها، حتى لا تُنسى قضيتنا وتندثر هذه الأزمة فتموت مع الأيام والسنين.

***

لماذا زينتنا وفرحتنا بالعيد الوطني هذا العام على استيحاء؟ الكل يتساءل يا جماعة.

***

نعزي الكويت بفقيد العلم والفلك.. عمود من أعمدة الكويت العلمية.. رمز الصلاح والإخلاص والأخلاق.. صالح العجيري.

ونقترح إطلاق اسمه على المركز العلمي في السالمية لتعزيز مكانته بالكويت، بحيث يكون اسمه مركز صالح العجيري العلمي.

إقبال الأحمد

I.alahmad@alqabas.com.kw

القبس 12 فبراير 2020

Read Previous

جامعة السُّلطان قابوس تحصل على المركز الأول في مؤشر نيتشر كأفضل مؤسسة تعليمية وبحثية في سلطنة عُمان

Read Next

“طيران الجزيرة” تحقق 7.1 مليون دينار أرباحاً صافية في 2021 بربحية 33.26 فلس للسهم الواحد

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x