• مايو 20, 2024 - 2:47 مساءً

رئيس تحرير الجمهورية يكتب من الكويت .. طاب صباحكم

عندما‭ ‬تزور‭ ‬الكويت‭ ‬وتلتقى‭ ‬أهلها‭.. ‬تجد‭ ‬تقديراً‭ ‬ومحبة‭ ‬متدفقة‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها‭.. ‬فالعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬الشقيقتين‭ ‬تاريخية‭ ‬متأصلة‭ ‬ذات‭ ‬خصوصية‭ ‬ومكانة‭ ‬مرموقة‭.. ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬المواقف‭ ‬المضيئة‭.. ‬والعطاء‭ ‬المتبادل‭ ‬والدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬المستمرة‭.. ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬دماء‭ ‬شهداء‭ ‬الكويت‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬امتزجت‭ ‬بالتراب‭ ‬المصرى‭.. ‬ودماء‭ ‬شهداء‭ ‬مصر‭ ‬امتزجت‭ ‬بتراب‭ ‬الكويت‭.. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬شهدت‭ ‬آفاقاً‭ ‬جديدة‭ ‬ورحبة‭ ‬وقفزات‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭.. ‬الذى‭ ‬يبدى‭ ‬اهتماماً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بالتلاحم‭ ‬والتكاتف‭ ‬والعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭.. ‬إيماناً‭ ‬منه‭ ‬بوحدة‭ ‬المصير‭ ‬وضرورة‭ ‬ان‭ ‬يتحد‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وفى‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭.‬

الكويت‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الرسمى‭ ‬والشعبى‭ ‬تحفظ‭ ‬فى‭ ‬قلبها‭ ‬مشاعر‭ ‬فياضة‭ ‬وتقديراً‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬للقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬المصرية‭.‬

العلاقات‭ ‬‮«‬المصرية‭- ‬الكويتية‮»‬‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬شديدة‭ ‬الخصوصية‭.. ‬وتحظى‭ ‬بمكانة‭ ‬مرموقة

لدى‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين‭.. ‬لذلك‭ ‬فعلاقات‭ ‬البلدين‭ ‬نموذج‭.. ‬ومثل‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك

علاقات‭ ‬نموذج‭.. ‬ومواقف‭ ‬مضيئة

علاقات‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬أشقائها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمى‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبى‭ ‬تشهد‭ ‬قفزات‭ ‬وتعاوناً‭ ‬وشراكات‭ ‬مهمة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬حافل‭ ‬ومضيء‭ ‬وقواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬ومصير‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضمن‭ ‬استمراريتها‭ ‬ويؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تطورها‭ ‬وتناميها‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬يحرص‭ ‬قولاً‭ ‬وفعلاً‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬والدفع‭ ‬نحو‭ ‬التعاون‭ ‬والتلاحم‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتكامل‭ ‬العربى‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬إيمانه‭ ‬الشديد‭ ‬بأهمية‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والتصدى‭ ‬لتداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬وأيضاً‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يستهدف‭ ‬أمة‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬الأطماع‭ ‬والأوهام‭ ‬والمخططات‭ ‬التى‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تفكيك‭ ‬وتفتيت‭ ‬وحدتهم‭.. ‬وتهديد‭ ‬أراضيهم‭ ‬والوقيعة‭ ‬بينهم،‭ ‬والتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئونهم‭ ‬واستنزاف‭ ‬مواردهم‭ ‬وثرواتهم‭ ‬وأيضاً‭ ‬إيمانه‭ ‬بقدرة‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬الفرص‭ ‬الهائلة‭ ‬التى‭ ‬بين‭ ‬أيديهم‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬مواردهم‭ ‬وثرواتهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى‭ ‬العربى‭ ‬وتحويل‭ ‬الأمة‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬قادرة‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمنها‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها‭ ‬وكذلك‭ ‬السعى‭ ‬إلى‭ ‬ايجاد‭ ‬حلول‭ ‬سلمية‭ ‬للأزمات‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيق‭ ‬الوفاق‭ ‬والتكاتف‭ ‬بين‭ ‬الأطياف‭ ‬والقوى‭ ‬الوطنية‭ ‬فيها‭.‬

هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬علاقات‭ ‬مصرية‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تحظى‭ ‬بخصوصية‭ ‬ومكانة‭ ‬خاصة‭ ‬منها‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭- ‬الكويتية‭ ‬التى‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬والمواقف‭ ‬المضيئة‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬الشقيقتين‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الطيبة‭ ‬والقوية‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمى‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشعبي،‭ ‬وما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬نفوس‭ ‬وقلوب‭ ‬الكويتيين‭.‬

منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬فى‭ ‬مطلع‭ ‬الستينيات‭ ‬ومصر‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬الدولة‭ ‬الشقيقة‭ ‬بالدعم‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬والأشقاء‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬لا‭ ‬ينسون‭ ‬ذلك‭ ‬أبداً‭ ‬ويتحدثون‭ ‬بفخر‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬ودعمها‭ ‬للكويت،‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬التعليمية‭ ‬والعلمية‭ ‬والقانونية‭ ‬والدستورية‭ ‬والصحية‭ ‬والثقافية‭ ‬والإعلامية‭.‬

سافرت‭ ‬إلى‭ ‬الكويت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬دعيت‭ ‬لمتابعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬الكويتية،‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬الأحاديث‭ ‬مع‭ ‬الإعلاميين‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬أو‭ ‬المسئولين‭ ‬أو‭ ‬المواطنين‭ ‬تجد‭ ‬سعادة‭ ‬غامرة‭ ‬فى‭ ‬حديثهم‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬يعبرون‭ ‬عن‭ ‬سعادتهم‭ ‬بما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬وتقدم،‭ ‬يدركون‭ ‬ذلك‭ ‬جيداً،‭ ‬ويحرصون‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬مصر‭ ‬وما‭ ‬يعبرون‭ ‬عنه‭ ‬ليس‭ ‬نتاج‭ ‬سماع‭ ‬أو‭ ‬إعلام‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاهدات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬فى‭ ‬زياراتهم‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬لمصر‭ ‬وحديثهم‭ ‬عن‭ ‬جمالها‭ ‬وحجم‭ ‬التغيير‭ ‬والتطور‭ ‬فيها‭ ‬فمعظم‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬لديهم‭ ‬سكن‭ ‬خاص‭ ‬بهم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ويحرصون‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وهنا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬36‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬كويتى‭ ‬يدرسون‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬والمدارس‭ ‬المصرية‭.‬

حالة‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬للرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬تظهر‭ ‬فى‭ ‬أحاديث‭ ‬الأشقاء‭ ‬الذين‭ ‬يشيدون‭ ‬بدوره‭ ‬التاريخى‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬مصر‭ ‬الحديثة‭ ‬وكذلك‭ ‬اعتزازه‭ ‬وزيارته‭ ‬ودعمه‭ ‬للكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬زيارتها‭ ‬وما‭ ‬يجمعه‭ ‬بأمير‭ ‬الكويت‭ ‬وولى‭ ‬العهد‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬أخوة‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬وتعزيز‭ ‬قوة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

الكويتيون‭ ‬يحبون‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬ويصفون‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬أحياناً‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬معادية‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محاولات‭ ‬فاشلة‭ ‬لضرب‭ ‬العلاقة‭ ‬القوية‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭ ‬وهذا‭ ‬غير‭ ‬وارد‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬فما‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬والكويت‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬محاولات‭ ‬للوقيعة‭.‬

الأشقاء‭ ‬هنا‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬لا‭ ‬ينسون‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت‭ ‬فى‭ ‬مطلع‭ ‬التسعينيات‭ ‬مؤكدين‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬كبير‭ ‬العرب،‭ ‬والسند‭ ‬والحصن‭ ‬لكل‭ ‬دولهم،‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬المواطن‭ ‬العربى‭ ‬الأمن‭ ‬والملاذ،‭ ‬تفتح‭ ‬أبوابها‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬ويكرم‭ ‬شعبها‭ ‬الأشقاء‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬وحب،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬رصيد‭ ‬ومخزون‭ ‬المواقف‭ ‬المضيئة‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬والكويت‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬ذات‭ ‬خصوصية‭ ‬ومكانة‭ ‬مرموقة،‭ ‬علاقة‭ ‬عطاء‭ ‬متبادل‭ ‬بلا‭ ‬حسابات‭ ‬سوى‭ ‬روح‭ ‬الأخوة‭ ‬فالمصريون‭ ‬لا‭ ‬ينسون‭ ‬للأشقاء‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬وقوفهم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬وحاربوا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الجيش‭ ‬المصري،‭ ‬ودفعوا‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلثى‭ ‬جيشهم‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬ولهم‭ ‬فى‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭ ‬شهداء‭ ‬أبرار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لمصر‭ ‬شهداء‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الكويت‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬التحرير‭ ‬والتطهير،‭ ‬لذلك‭ ‬فدماء‭ ‬الشعبين‭ ‬امتزجت‭ ‬على‭ ‬ترابهما‭.‬

والرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬دائم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬ودعم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬الامدادات‭ ‬النفطية‭ ‬من‭ ‬البنزين‭ ‬والسولار‭ ‬والبوتاجاز‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المساعدات‭ ‬المالية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام،‭ ‬وتحويل‭ ‬مسارات‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬السعودية‭ ‬والإماراتية‭ ‬والكويتية‭ ‬فى‭ ‬البحرين‭ ‬الأحمر‭ ‬والمتوسط‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬وأشار‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬تكلفة‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬النفطية‭ ‬بلغت‭ ‬800‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬شهرياً‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬عمق‭ ‬العلاقات‭ ‬والمواقف‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وأشقائها‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬الرئيس‭ ‬يؤكد‭ ‬دائماً‭: (‬من‭ ‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يشكر‭ ‬الله‭) ‬وانه‭ ‬لولا‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدات‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬الأشقاء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الدولة‭ ‬لتستطيع‭ ‬استكمال‭ ‬طريقها‭.‬

تلك‭ ‬هى‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وأشقائها‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬والسعودية‭ ‬والإمارات،‭ ‬فهى‭ ‬علاقات‭ ‬ذات‭ ‬مكانة‭ ‬وخصوصية‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬متبادلة‭ ‬ومضيئة‭ ‬تعكس‭ ‬وتجسد‭ ‬ما‭ ‬يربط‭ ‬الأشقاء‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭.‬

الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أيضاً‭ ‬يعتبر‭ ‬ان‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومى‭ ‬ومن‭ ‬ينسى‭ ‬مقولة‭ (‬مسافة‭ ‬السكة‭) ‬فمصر‭ ‬هى‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لأمة‭ ‬العرب،‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بتعرض‭ ‬الأمن‭ ‬العربى‭ ‬وفى‭ ‬القلب‭ ‬منه‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬لأى‭ ‬تهديد‭ ‬أو‭ ‬خطر‭.‬

الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬لقاء‭ ‬الوفد‭ ‬الإعلامى‭ ‬المصرى‭ ‬مع‭ ‬السفير‭ ‬أسامة‭ ‬شلتوت‭ ‬سفير‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬أضاف‭ ‬نقاطاً‭ ‬مضيئة‭ ‬كثيرة،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬محبة‭ ‬الشعب‭ ‬الكويتى‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها‭ ‬وقيادتها‭ ‬وان‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بالفعل‭ ‬ذات‭ ‬خصوصية‭ ‬شديدة‭ ‬ويكفى‭ ‬ان‭ ‬أكبر‭ ‬جالية‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬بعد‭ ‬الهنود‭ ‬هى‭ ‬الجالية‭ ‬المصرية‭ ‬وتصل‭ ‬إلى‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬يعملون‭ ‬ويعيشون‭ ‬فى‭ ‬الكويت،‭ ‬وهناك‭ ‬أسر‭ ‬مصرية‭ ‬تحظى‭ ‬بالاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬وان‭ ‬أكبر‭ ‬نسبة‭ ‬عمالة‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬هى‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬بنسبة‭ ‬24٪‭ ‬وان‭ ‬العلاقات‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬تشهد‭ ‬قفزة‭ ‬هائلة‭.. ‬خاصة‭ ‬وان‭ ‬الكويت‭ ‬تحتل‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬عربياً‭ ‬فى‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمارات‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والتى‭ ‬تجاوزت‭ ‬20‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬وارتفاع‭ ‬الصادرات‭ ‬المصرية‭ ‬للكويت‭ ‬إلى‭ ‬360‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭.‬

ولأن‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أصبحت‭ ‬أرض‭ ‬الفرص‭ ‬الواعدة‭ ‬والاستثمار‭ ‬بعد‭ ‬ملحمة‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬والتجربة‭ ‬المصرية‭ ‬الملهمة،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حرصاً‭ ‬كويتياً‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬وفداً‭ ‬يضم‭ ‬48‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬الكويتيين‭ ‬سوف‭ ‬يزور‭ ‬مصر‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬ولمدة‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬غرفة‭ ‬التجارة‭ ‬الكويتية،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المستثمرين‭ ‬ورجال‭ ‬المال‭ ‬والأعمال‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬سواء‭ ‬الاستثمار‭ ‬العقارى‭ ‬أو‭ ‬الاتصالات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬أو‭ ‬الطاقة‭ ‬أو‭ ‬الصناعة‭ ‬لاستعراض‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬الحقيقية‭ ‬والمتنوعة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬ويجسد‭ ‬التوجه‭ ‬المصرى‭ ‬نحو‭ ‬تشجيع‭ ‬ودعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬المحلى‭ ‬والعربى‭ ‬والأجنبى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬توافر‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬الاستثمار‭ ‬الناجح‭ ‬من‭ ‬توافر‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬العصرية‭ ‬والتيسيرات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬والمزايا‭ ‬للاستثمار‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬والعمالة‭ ‬الماهرة‭ ‬الأقل‭ ‬تكلفة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطنى‭ ‬ويخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬حقيقية‭ ‬للشباب‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬تهيئة‭ ‬أنسب‭ ‬الظروف‭ ‬لمناخ‭ ‬استثمار‭ ‬جاذب‭.‬

الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬تجنى‭ ‬ثمار‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات،‭ ‬والثوابت‭ ‬والسياسات‭ ‬المصرية‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭ ‬والتكاتف‭ ‬والتكامل‭ ‬العربي،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬مصرى‭ ‬قوى‭ ‬ومرن‭ ‬ولديه‭ ‬فرص‭ ‬غزيرة‭ ‬ومتنوعة‭.‬

العلاقات‭ ‬المصرية‭- ‬الكويتية‭ ‬فى‭ ‬أوج‭ ‬قوتها،‭ ‬وتتطور‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭.. ‬فهى‭ ‬من‭ ‬الثوابت،‭ ‬تتسم‭ ‬بالرسوخ‭ ‬والأخوة‭ ‬والمواقف‭ ‬والعطاء‭ ‬المتبادل،‭ ‬والإيمان‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات،‭ ‬وما‭ ‬لدى‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬ولعل‭ ‬الأرقام‭ ‬والبيانات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬وانسجام‭ ‬العلاقات‭ ‬وما‭ ‬تركز‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬تطابق‭ ‬فى‭ ‬الرؤى‭ ‬والمواقف،‭ ‬فالكويت‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬سوى‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬والدعم‭ ‬والمساندة،‭ ‬ومصر‭ ‬لم‭ ‬تلق‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬إلا‭ ‬الخير‭ ‬والمساندة‭ ‬والدعم‭ ‬لذلك‭ ‬رسوخ‭ ‬العلاقات‭ ‬والثوابت‭ ‬القائمة‭ ‬عليها،‭ ‬يفوت‭ ‬الفرصة‭ ‬على‭ ‬الحاقدين‭ ‬والمتربصين،‭ ‬ويجهض‭ ‬المحاولات‭ ‬البائسة‭ ‬والفاشلة‭ ‬للوقيعة‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬فما‭ ‬يدور‭ ‬أحياناً‭ ‬فى‭ ‬فلك‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬خلايا‭ ‬إلكترونية‭ ‬خبيثة‭ ‬أهدافها‭ ‬معروفة‭ ‬ومكشوفة‭ ‬وعداؤها‭ ‬لأمة‭ ‬العرب‭ ‬أمر‭ ‬بديهي،‭ ‬ولا‭ ‬تنفصل‭ ‬عن‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬التى‭ ‬تروج‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬قوة‭ ‬وتطور‭ ‬العلاقات‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والمودة‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬هى‭ ‬أقوى‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬محاولات‭ ‬فاشلة‭ ‬تتبناها‭ ‬الجماعات‭ ‬الضالة‭ ‬وقطيع‭ ‬المتآمرين‭ ‬والحاقدين‭ ‬والكارهين‭ ‬لوحدة‭ ‬العرب‭.‬

العلاقات‭ ‬المصرية‭- ‬الكويتية‭ ‬هى‭ ‬نموذج‭ ‬ومثال‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء‭ ‬قولاً‭ ‬وفعلاً‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‭.‬

عبدالرحمن‭ ‬المطيرى‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬والثقافة‭ ‬الكويتى‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬وفد‭ ‬الإعلام‭ ‬المصرى‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬وتاريخية‭ ‬العلاقات‭ ‬المصرية‭- ‬الكويتية‭ ‬وانه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬فهى‭ ‬موجودة‭ ‬معنا‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬بالكويت‭: ‬التعليم‭ ‬والثقافة‭ ‬والقانون‭ ‬والصحة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬فهى‭ ‬التى‭ ‬أسست‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬فى‭ ‬الكويت‭.‬

وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬والثقافة‭ ‬الكويتى‭ ‬أشاد‭ ‬بحجم‭ ‬التطور‭ ‬الهائل‭ ‬الذى‭ ‬تشهده‭ ‬مصر‭ ‬وبما‭ ‬حققه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لوطنه‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬انه‭ ‬حظى‭ ‬بشرف‭ ‬لقاء‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مع‭ ‬وزراء‭ ‬الإعلام‭ ‬العرب‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ ‬شخصية‭ ‬عظيمة‭ ‬وصاحب‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭ ‬وان‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬عهده‭ ‬ينتظرها‭ ‬مستقبل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬خاصة‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والتنموى‭ ‬منها‭.‬

المطيرى‭ ‬أكد‭ ‬ان‭ ‬علاقات‭ ‬مصر‭ ‬والكويت‭ ‬تشهد‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬جديداً‭ ‬وتطوراً‭ ‬هائلاً‭ ‬مؤكداً‭ ‬ان‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬سند‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وصمام‭ ‬أمان‭ ‬أمنها‭ ‬ووجودها‭ ‬لذلك‭ ‬تبقى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬ذات‭ ‬خصوصية‭ ‬ومكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬تشهد‭ ‬آفاقاً‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الرسمى‭ ‬والشعبي‭.‬

االسوشيال‭ ‬ميدياب‭.. ‬والحصاد‭ ‬المر

هل‭ ‬فقد‭ ‬العالم‭ ‬صوابه‭.. ‬هل‭ ‬هو‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭ ‬لضياع‭ ‬الأخلاق‭ ‬والقيم؟‭.. ‬الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬مصيبة‭ ‬وكارثة‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬باتت‭ ‬تهديداً‭ ‬خطيراً‭ ‬للقيم‭ ‬الدينية‭ ‬والبشرية‭ ‬ومنظومات‭ ‬القيم‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬الأمر‭ ‬قاصراً‭ ‬على‭ ‬ترويج‭ ‬الأفكار‭ ‬الهدامة‭ ‬من‭ ‬تطرف‭ ‬وتشدد‭ ‬وعنصرية‭ ‬وأكاذيب‭ ‬وشائعات‭ ‬وتحريض‭ ‬وانتهاك‭ ‬لأعراض‭ ‬الناس‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬وسيلة‭ ‬لاختراق‭ ‬غرف‭ ‬النوم‭ ‬والتعرى‭ ‬والإباحية‭ ‬والألفاظ‭ ‬والدعوات‭ ‬الجنسية‭.. ‬وترويج‭ ‬الإباحية‭ ‬والمثلية‭ ‬والإلحاد‭ ‬والتعصب‭.. ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مستباحاً‭.. ‬انحراف‭ ‬متوفر‭ ‬دون‭ ‬صعوبة‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭.‬

هناك‭ ‬أيضا‭ ‬ظاهرة‭ ‬غريبة‭ ‬هى‭ ‬انتهاك‭ ‬خصوصيتنا‭ ‬وعوراتنا‭ ‬طواعية‭ ‬وبأيدينا‭ ‬فهناك‭ ‬أسر‭ ‬تمارس‭ ‬حياتها‭ ‬اليومية‭ ‬بث‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬والتفاخر‭ ‬بصنوفه‭ ‬وأنواعه‭ ‬وتناوله‭ ‬بطريقة‭ ‬مقززة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مباح‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬هذه‭ ‬الأسر‭ ‬تنازلت‭ ‬عن‭ ‬خصوصيتها‭ ‬وجعلت‭ ‬من‭ ‬عوراتها‭ ‬ساحة‭ ‬يراها‭ ‬الجميع‭ ‬نموذج‭ ‬آخر‭ ‬لكشف‭ ‬العورات‭ ‬طواعية‭ ‬لفتيات‭ ‬وسيدات‭ ‬يتجردن‭ ‬من‭ ‬ملابسهن‭ ‬وينتهكن‭ ‬حرمة‭ ‬أجسادهن‭ ‬بل‭ ‬ويصل‭ ‬الأمر‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬الدعوات‭ ‬للرجال‭ ‬والشباب‭ ‬ولا‭ ‬داعى‭ ‬للتفسير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭.‬

الأمر‭ ‬برمته‭.. ‬والصورة‭ ‬بجميع‭ ‬مكوناتها‭ ‬تدعو‭ ‬للأسى‭ ‬والخوف‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭.. ‬لذلك‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬آثرت‭ ‬المنع‭ ‬وايجاد‭ ‬وسائل‭ ‬أخرى‭ ‬تستطيع‭ ‬السيطرة‭ ‬عليها‭ ‬والتحكم‭ ‬فيها‭ ‬وتوفر‭ ‬ما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬شعوبها‭ ‬لمنع‭ ‬هذه‭ ‬الاستباحات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الكونية‭.. ‬وهناك‭ ‬دول‭ ‬اختارت‭ ‬الامتناع‭ ‬لذلك‭ ‬يستوجب‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬المنع‭ ‬إجراءات‭ ‬مستمرة‭ ‬للوعى‭ ‬والتوعية‭ ‬والتنشئة‭ ‬الصحيحة‭ ‬للأجيال‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬الأسرة‭ ‬والمدرسة‭ ‬والجامعة‭ ‬والمسجد‭ ‬والكنيسة‭ ‬والمحتوى‭ ‬الإعلامى‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬هذه‭ ‬الأجيال‭ ‬بالمنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬للأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬والهوية‭ ‬الوطنية‭.. ‬وعادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬المجتمع‭ ‬وتعاليم‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬وشغل‭ ‬الشباب‭ ‬بقضايا‭ ‬واهتمامات‭ ‬إيجابية‭.. ‬وتمكينهم‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬وتهيئة‭ ‬السبل‭ ‬لاكتساب‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬والقدرات‭ ‬واسناد‭ ‬الأدوار‭ ‬والمهام‭ ‬والمسئوليات‭ ‬لهم‭ ‬وغرس‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬لديهم‭ ‬وترسيخ‭ ‬الفضائل‭ ‬والتعريف‭ ‬بخطورة‭ ‬هذه‭ ‬المحتويات‭ ‬الشاذة‭ ‬والغريبة‭ ‬التى‭ ‬تبثها‭ ‬وتروجها‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭.‬

لذلك‭ ‬فإن‭ ‬زيادة‭ ‬الوعى‭ ‬والتنشئة‭ ‬الصحيحة‭ ‬لأولادنا‭ ‬عمل‭ ‬أعتبره‭ ‬حيوياً‭ ‬ومحورياً‭ ‬ألا‭ ‬يجب‭ ‬يتوقف‭ ‬بل‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬نهج‭ ‬وأسلوب‭ ‬حياة‭ ‬لمقاومة‭ ‬الهدم‭ ‬وإفساد‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬لذلك‭ ‬وجب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬التى‭ ‬تؤدى‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬الفكرى‭ ‬والدينى‭ ‬والثقافى‭ ‬والسلوكى‭ ‬للأجيال‭.‬

تحيا مصر

عبد‭ ‬الرازق‭ ‬توفيق

رئيس تحرير الجمهورية

29 سبتمبر 2022

 

 

 

 

Read Previous

وزير الإعلام والثقافة يؤكد أهمية إبراز العرس الديمقراطي لأمة 2022 ونقله بأبهى صورة

Read Next

أسماء الفائزين بعضوية مجلس الأمة عن الدائرة الأولى 

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x