الخليج 
شدد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على أن جريمة تفجير مسجد الإمام الصادق الشنعاء والخلايا الإرهابية ومخازن الأسلحة التي كشفتها العيون الساهرة، تدق بصوت عالٍ أجراس الخطر تحذيرا وإنذارا، مؤكدا سموه أن هذه المخاطر توجب علينا مزيدا من اليقظة والانتباه.
وقال سموه، في النطق السامي خلال افتتاح دور الانعقاد الرابع «ان الامن والاستقرار، وسيادة القانون والمبادئ التي جسدها الدستور، هي الاسس والقواعد التي نرتكز عليها، لانطلاق عجلة الحياة العامة واستمرارها، بكل خدماتها ومرافقها في سائر مناحي الحياة»، مشددا على انه من منطلق الحرص على حماية وحدتنا الوطنية فلن نسمح ابدا، بإثارة الفتنة والبغضاء، او العزف على اوتار الطائفية البغيضة، او استغلال النزعات القبلية، والفئوية والعرقية والطبقية.
وقال سموه: «انني كوالد للجميع، ادعو بل اطلب منكم وسائر المواطنين ان يعوا دائما ابعاد الاخطار التي تهدد امننا، ووجوب الحرص على وحدتنا الوطنية، والمشاركة بدورهم المسؤول في حماية امن الوطن.
وأوضح سموه: «ان امن الكويت جزء لا يتجزأ من امن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكل تهديد يستهدف امن احدى دول المجلس، انما هو تهديد لأمن الكويت وسائر دول المجلس، نرفضه، ونتداعى لدفعه، ونتعاون لدحره، وقد تجسد هذا عمليا حين تعرضت الكويت لعدوان غاشم واحتلال اثم عام 1990». وأضاف سموه: «كما تأكد هذا جليا حين لاحت مؤخرا نذر الخطر والتهديد لامن المملكة العربية السعودية، الذي هو امن لنا جميعا، فهبت دول مجلس التعاون بمشاركة فعالة في «عاصفة الحزم» التي اطلقها وقادها بكل شجاعة واقدام، اخونا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حماية لامن المملكة الشقيقة، ودفاعا عن الشرعية في اليمن الشقيق، والتي اتسع نطاقها في تحالف داعم للمملكة العربية السعودية الشقيقة».
وأشار سموه الى انه سبق أن حذّر من مخاطر النمط الاستهلاكي في مجتمعنا، وتزايد الانفاق الحكومي الاستهلاكي الذي لا طائل منه ولا عائد، وذلك على حساب مجالات التنمية والاستثمار في الإنسان الكويتي، وهو ما يشكّل القيمة الحقيقية المضافة لبلدنا، والدعامة الأساسية لاستقراره وتقدمه وتطوره.
وطالب سموه من المجلس والحكومة ÈÇلمسارعة الى اتخاذ تدابير واجراءات اصلاحية عاجلة، أؤكد ان يكون كل من المجلس والحكومة القدوة الحسنة، والأخذ بزمام المبادرة في تجسيد الانضباط والالتزام بهذه الاصلاحات وبرامجها الزمنية، منتهزين هذه الفرصة لتصحيح مسارنا الاقتصادي، ساعين الى البحث عن مصادر أخرى للدخول تعزز قدراتنا وإمكاناتنا. ودعا سموه كل مواطن الى ادراك أهمية وجدوى تلك الاصلاحات، وتفهم تدابير الاصلاح وتبعاته، والتعامل المسؤول مع متطلباته ومقومات نجاحه، مؤكدين الحرص الدائم على عدم المساس بأسباب العيش الكريم للمواطنين، أو دخل الفئات المحتاجة، وتجنب المساس بصندوق الأجيال القادمة. وقال سموه: «إنني على ثقة من حسن استجابتكم، واستعدادكم للمشاركة في معالجة ذلك، وفاءّ لوطنكم وحرصكم على ان يظل وطنكم عزيزا كريما، وبعون الله تعالى سنتجاوز هذه الأزمة ونحن أحسن حالا وأكثر قوة».
