شهد مطار الكويت الدولي على مدى الأيام السابقة حالة من الجدل بشأن الزحام تارة والإجراءات الأمنية تارة، وسط تلميحات بوجود مصالح أجنبية وراء اثارة هذه الاتهامات رغم انتظام الرحلات في مطار الكويت وسير العمل على اكمل وجه دون وقوع ما يعكر صفو المسافرين، مقارنة مع ما يحدث في مطارت كثير من الدول ومنها الدول الغربية المتطورة، وكل ما في الامر ان موسم الصيف بدأ ومن الطبيعي ان يحدث نوع من الضغط مثلما يحدث في جميع مطارات العالم في مواسم السفر التي تشهد اقبالا من المسافرين.
واكدت وزارة الداخلية اتخاذها اجراءات عملية للقضاء على الزحام وكثافة عدد المسافرين والقادمين وتفتيش الأمتعة في مطار الكويت الدولي، منها التعاقد مع شركات عالمية متخصصة في التفتيش الأمني وفق المعايير الدولية لأمن المطارات.
وقالت الإدارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني بوزارة الداخلية في بيان صحافي، ان تلك الاجراءات التي تسعى إلى تنفيذها في زمن قياسي وادخالها للخدمة الفعلية وفق احدث النظم ستحدث تغييرا ملموسا يشعر به جميع المسافرين والقادمين في المطار.
وأضافت انها ستتعاون في ذلك مع جهات عدة منها المجلس الأعلى للطيران المدني والإدارة العامة للجمارك للقضاء على الزحام وكثافة عدد المسافرين والقادمين على كونترات الجوازات وتفتيش الأمتعة في مطار الكويت الدولي.
وقالت أنه لم تحدث بحمد الله على الرغم من الظروف الأمنية المحيطة بالمنطقة اي حوادث تتعلق بسلامة الطيران والمسافرين، ليقظة واستعداد وكفاءة أجهزة الامن والخدمات بالمطار، وان الصور المنشورة تعبر عن جانب واحد من الزحام الذى يحدث مع تغيير الزام او نوبة العمل والذى سرعان ما تعود معه الأحوال إلى سابق عهدها من الانتظام، الامر الذى يتطلب من الجميع مواطنين ومقيمين ووسائل الاعلام بضرورة تضافر الجهود المشتركة لدعم عمل أجهزة الامن بالمطار والجوازات والخدمات الأخرى، بدلا من التشكيك من كفاءتها وقدرتها مع كثافة اعداد المغادرين والقادمين بالتزامن مع بدء موسم الاجازات والعطل الصيفية وشهر رمضان.
وأكدت الإدارة إلى عدة إجراءات عملية اتخذتها الأجهزة المعنية بأمن وخدمات المطار بين وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للطيران المدني والإدارة العامة للجمارك وغيرها للقضاء على الزحام والكثافة العددية للمسافرين والقادمين على كونترات الجوازات والتفتيش على الحقائب والأمتعة من خلال اتمام الإجراءات القانونية والمحاسبية والرقابية لإتمام التعاقد مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجالات التفتيش الأمني وفق المعايير الدولية لأمن المطارات، وزيادة اعداد كونترات جوازات المغادرين من 12 إلى 22 كونترا والقادمين إلى 20 كونترا بدلا من 10 لمواجهة الاعداد المتزايدة التي يشهدها المطار في موسم الاجازات والعطلات الصيفية وشهر رمضان، إضافة للانتهاء خلال أيام من الربط الآلي وإدخال أجهزة الاستعلام مع التوسعة الجديدة لأعداد الكونترات.
وأضافت أنه من ضمن الإجراءات الاتفاق مع إدارة الطيران المدني على إعادة جدولة رحلات الطيران وتنظيم التوقيتات الزمنية من الإقلاع والهبوط لمنع حدوث كثافة عددية على كونترات الجوازات وأجهزة التفتيش وانزال الحقائب والأمتعة، وتقليص زمن تبديل الزامات ونوبات العمل والخدمة إلى اقصى حد ممكن بما يتفق مع الحاجة والكثافة ووفق المعدلات الدولية وفي ظل متابعة ورقابة مشددة من قبل ضباط امن متخصصين منعا للإهمال او التراخي مع اي اجراء مهما كان ضئيلا، والابقاء على نظام تخصص كونترات الجوازات لمواطني دول مجلس التعاون وأخرى للوافدين والأجانب. زيادة أجهزة التفتيش الأمني على الأشخاص والحقائب والأمتعة عقب الوزن مباشرة وبالتناسب مع اعداد المغادرين والقادمين بالتوازي مع جميع رحلات الطيران.
وذكرت أن من الإجراءات كذلك تنظيم دخول العمالة المنزلية الجدد حتى لا يشكل دخولهم واجراءاتهم من البصمات والتدقيق الامني عائقا امام حركة القادمين وتم تخصيص قاعة لأخذ البصمات وضمان وتسليمهم للكفلاء او من ينوب عنهم او لمكاتب العمالة المنزلية لمنع بلاغات التغيب، والدفع بأعداد إضافية من موظفي الجوازات والخدمات الأمنية الأخرى المتعلقة بتفتيش الأشخاص والحقائب والامتعة للقضاء على اي شكاوي او تأخر عن المواعيد، وفتح جميع بوابات مواقف انتظار المركبات المتعددة الأدوار امام حركة الدخول والخروج مع زيادة اعداد دوريات المرور الثابتة والمتحركة إلى 10 دوريات في النوبة الواحدة لضمان سهولة وانسياب الحركة المرورية وعدم حدوث اختناقات امام المداخل والمخارج.
وأشارت إدارة الاعلام الأمني إلى ان الجهود المشار اليها يجرى متابعتها والاشراف على استكمالها بالسرعة اللازمة والتي ستحدث تغييرا ملموسا يشعر به جميع المسافرين والقادمين، كما ان جميع قنوات الاتصال مفتوحة امام المواطنين والمقيمين ووسائل الاعلام للتواصل مع الإدارة العامة للعلاقات والاعلام الأمني والحصول على المعلومات والردود والتوضيحات حول كافة القضايا الأمنية والمسائل المتعلقة بالخدمات الأمنية.
من جانبه اكد نائب المدير العام لشؤون سلامة الطيران والنقل الجوي بادارة الطيران المدني عماد الجلوي أن زحمة المطار الحالية ستختفي خلال الأيام المقبلة بعد تطبيق انظمة جديدة يتم تجريبها حاليا.
وبين أن سبب الزحام في الأيام الأخيرة هو تفتيش حقائب وشنط المسافرين بعد أخذهم «البوردينغ»، مبينا أن الطريقة التي كان يعمل بها من قبل طريقة مخالفة للأنظمة والقوانين الدولية.
مشيرا إلى انه سيدخل الراكب مع الحقيبة وتفتش وتذهب إلى الوزن وتسلم إلى الطائرة ولن تسلم إلى الراكب الا لدى الجهة المتجه إليها، بعكس ما كان يحدث قبل ذلك من تسليم الحقائب للراكب بعد مرورها على جهاز التفتيش وقبل عملية الوزن.
واضاف أن هناك مشروعا جديدا لدى لجنة المناقصات وديوان المحاسبة للبت فيه وهو المسمى بمشروع «سيتي اكس»، موضحا أن هذا المشروع يتسع لإدخال 1100 شنطة في الساعة الواحدة، ويعد أسرع الأجهزة الموجودة حاليا وهو عبارة عن جهاز مربوط مع السير المتجه إلى الطائرات.
مضيفا أن رجال الداخلية العاملين بالمطار يعملون على تشغيله حاليا.
وأكد أن هناك استعدادات لإجازة العيد لتلافي الازدحام، ومنها توسيع الصالات وازالة الحواجز بالمطار.
بدوره قال مدير إدارة أمن المطار العميد وليد أحمد الصالح في تصريحات للصحف المحلية أن «الاجراءات الأمنية في مطار الكويت محل اشادة من جميع الوفود الزائرة، وان كل الملاحظات الأمنية التي ابدتها الوفود الزائرة تم تطبيقها، كما قام المطار بعدد من الخطوات التأمينية التي تصب في مصلحة أمن المطارات، وتجعل من مطار الكويت الأعلى في التأمين الأمني والاجراءات الأمنية المتوافقة مع الاجراءات المتبعة في معظم مطارات العالم».
وعما أشيع عن وقف رحلات الطيران الأميركي من وإلى الكويت بدءا من شهر يوليو المقبل، أكد الصالح «ان هذا الأمر غير صحيح ولم يصدر أي شيء بهذا الخصوص، ومطار الكويت يحظى بثقة معظم دول العالم في تطبيق الاجراءات الأمنية».
وعن الازدحام في مطار الكويت، قال الصالح «نعم الزحام موجود ولا ننسى اننا بلد مفتوح ونستقبل يوميا ما يقارب من 40 ألف مسافر بين مغادر وقادم، وهذا الأمر يؤدي إلى الزحام مقارنة مع مساحة المطار، ولكن هذا الزحام لا يعني بأي شكل من الاشكال أن هناك فوضى وأنه لا يوجد نظام، بل هناك اجراءات أمنية نحرص على تطبيقها. وأنا أستغرب من نقد الزحام رغم اننا جميعا نسافر ونشاهد الزحام في معظم مطارات العالم، فلماذا يكون الانتقاد للزحام في مطارنا فقط؟».
وقال الصالح «في حال كان هناك عرض فني لفنان مشهور وتزاحم الجمهور على العرض، فهل يعني ذلك فشل القائمين على العرض، وكذلك الحال في مطار الكويت فهو مرفق يأتيه الجميع، وبالتالي الزحام لا يعني فشل القائمين على العمل فيه».