الإنسان أغلى ما نملك

من المعاني التي يحرص صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، على تأكيدها وترسيخها في الأذهان دائما، أن الإنسان الكويتي هو أغلى ما نملك، وهو ثروتنا الحقيقية التي لا تعادلها ثروة أخرى.
هذا المعنى جسده اثنان من أبناء الكويت، البطل فهيد الديحاني والبطل عبدالله الطرقي الرشيدي بانتصارين كبيرين في رياضة الرماية، بدورة الألعاب الأولمبية بالبرازيل، حيث فاز الديحاني بالميدالية الذهبية وفاز الطرقي بالبرونزية.. فقد ثبت للجميع أن الإنسان الكويتي لديه القوة والقدرة والعطاء، على المنافسة والتفوق إذا توافرت له الظروف المواتية والمحفزة على التألق والإبداع.
وإذا كان نموذجا الديحاني والطرقي هما الأكثر بروزا هذه الأيام، فإن ذلك ينبغي ألا ينسينا تفوق الكثير من الكويتيين عالميا، في ميادين الطب والعلوم والهندسة وغيرها من المجالات التي تألق فيها كويتيون، ولفتوا أنظار العالم إليهم بإبداعاتهم وابتكاراتهم وتفوقهم العلمي والأخلاقي معا.
كل ذلك ينبغي أن يكون حاضرا ونحن نتصدى للتعامل مع أي قضية مثل قضية رفع سعر البنزين ـ كخطوة في طريق الإصلاح الاقتصادي.. فلا شك أن الإصلاح هو مطلب الجميع وغايتهم، وعلينا أن نقر بأن اقتصادنا يعاني بالفعل اختلالات هيكلية لا بدّ من معالجتها، لكن من الضروري أيضا أن تراعي الحكومة والمجلس، وهما تتصديان لهذه القضية، أن معالجتها يجب ألا تكون على حساب المواطن، الذي هو في النهاية هدف أي إصلاحات أو خطط اقتصادية وتنموية، فما قيمة أي إصلاح إذا أدى في المحصلة إلى الإضرار بالمواطن، وإرهاقه بتكاليف لا يقدر عليها؟
إن على الجميع ترجمة التوجيهات السامية لصاحب السمو التي أشرنا إليها في البداية، والتي تؤكد أن الإنسان الكويتي هو ثروتنا الأغلى والأهم، وقد رأينا كيف يستطيع هذا الإنسان أن يحقق لوطنه من الإنجازات التي ربما عجزت عنها دول أكبر منا، مساحة وسكانا، ومن ثم يصبح الحرص عليه والاهتمام به، وتوفير البيئة المناسبة له لكي يعمل وينتج ويبدع، مطلبا أساسيا منوطا بالسلطتين بالدرجة الأولى، وبكل المؤسسات المعنية بهذه المهمة الكبيرة، وهذا ما نأمله ونترقبه خلال الفترة المقبلة، حتى تظل الكويت دوما وطنا للمحبة والعطاء، وللأمن والأمان والازهار.