• نوفمبر 23, 2024 - 10:22 صباحًا

سفراء: الدواوين نافذة للتعرف على المجتمع الكويتي

أجمع عدد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى البلاد على أهمية الدور الذي تؤديه الديوانيات في المجتمع الكويتي، لاسيما في التواصل الاجتماعي والثقافي والفكري ومناقشة أهم القضايا، مؤكدين أن زيارة دواوين أهل الكويت هي أبرز ما يميز حياة الديبلوماسي الذي يعمل في هذا البلد.
وأعرب الديبلوماسيون خلال ندوة سابقة بثتها»كونا» بعنوان (الكويت في عيون الديبلوماسيين) عن سعادتهم بالإقامة في الكويت، مشيرين إلى الترحاب والحفاوة التي يلقونها على المستوى الرسمي أو الشعبي.
من جانبه قال السفير المصري لدى الكويت ياسر عاطف: إن دخوله عالم الديوانيات الكويتية كان تجربة جديدة تعرف من خلالها على المزيد من الأسر والشخصيات الكويتية.
وأضاف: أن ما يميز الديوانيات أنها وسيلة للتواصل بين شتى مكونات المجتمع الكويتي وأجياله المختلفة وبين ضيوفه من شتى دول العالم الذين يقيمون على أرضه ويساهمون في التنمية.
ونوه بما تطرحه الديوانيات من موضوعات وحوارات يشارك فيها الحضور بآرائهم المتنوعة وما يقدم خلالها من ألوان الفكر والثقافة والموضوعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها.
ولفت إلى أنه شخصيا تلمس منذ وصوله الكويت انه في بلد شقيق يعرف مصر جيدا ويقدرها حق قدرها وأمام شعب عاشق لمصر وثقافتها وعارف بفنونها وآدابها وحريص ومتطلع وداعم لقيام مصر بدورها القيادي الطبيعي في محيطها العربي والإقليمي والدولي.
وأضاف السفير المصري: أن معرفته بالكويت لم تبدأ مع قرار توليه منصبه سفيرا لديها إنما تعود إلى زمن بعيد «فأنا اعرف الكويت منذ قرأت مجلة العربي واستمتعت بإصدارات «عالم المعرفة» وصحفها المتميزة».
وذكر أنه عرف الكويت «بلدا حريصا على أمته العربية ومصالحها وأعجبت بقرارها إنشاء صندوق سيادي قد يكون الأول من نوعه عالميا يحافظ على حق الأجيال القادمة بما يعكس رؤية مستقبلية صائبة وعرفت للكويت تاريخها البرلماني العريق وتجربتها الديمقراطية العميقة الراسخة معززة لدور الشعب في الإسهام بإدارة شؤون بلده».
وقال: إن عمله في الكويت أتاح له نافذة عريضة أطل منها على شتى مناحي الحياة في الكويت فزار دار الآثار الإسلامية مرارا وتعرف على تاريخ الكويت وماتمتلكه من خلال هذه الدار من كنوز حضارية عظيمة، مشيرا إلى ما تتيحه الدار من برامج متنوعة وعروض وحفلات متنوعة إضافة إلى المحاضرات القيمة لنخبة من المثقفين من شتي دول العالم.
ولفت إلى لقاءاته مع الأدباء الكويتيين والشخصيات الفكرية والثقافية والاجتماعية، مشيرا إلى حرص السفارة على تكريم المبدعين الكويتيين والاحتفاء بهم انطلاقا من وعيها بدورهم في إثراء الثقافة العربية.
وتحدث عن تجارب زملائه من أعضاء البعثة الديبلوماسية المصرية على أرض الكويت ومنها أنهم لم يشعروا بالغربة منذ أن قدموا إلى الكويت وأنها بلد أقرب إلى واحة حب وأمان ومنهم من أثنى على التجربة الديموقراطية الكويتية العريقة وأنها الملاذ الآمن لأبنائها باختلاف انتماءاتهم حيث حرية الرأي مكفولة للجميع ومنهم من يرى أن للمراة الكويتية مكانة متميزة في أسرتها وفي المجتمع على مر تاريخ الكويت.
وأعرب عاطف عن بالغ التقدير للمرأة الكويتية سواء كانت في مقدمة الصفوف تشارك في صياغة مستقبل بلادها أو من خلال مبادرات جماعية طوعية تسهم في بناء الكويت وتعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.
وبدوره قال السفير الفرنسي لدى البلاد كريستيان نخلة إن تجربته خاصة جدا مع دواوين أهل الكويت لافتا إلى الترحاب الكبير الذي قوبل به منذ اليوم الأول له في الكويت.
وأشاد نخلة بالتنوع الغني الذي تحظى به الديوانيات في الكويت والتي تضم جميع أطياف الشعب الكويتي الصديق على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم.
وأكد أن علاقة بلاده بالكويت قديمة ومتجذرة حيث بدأت في إدراج الجغرافيين الفرنسيين اسم الكويت على الخرائط الجغرافية حين وضعوها تحت اسم «قديمة» في إشارة إلى المنطقة التي تصل بين العراق والخليج.
وأضاف أن فرنسا أدركت أهمية تطوير العلاقات الديبلوماسية مع دولة الكويت حيث قامت مبكرا باستثمارات فيها في أغسطس عام 1961 عقب حصول الكويت على استقلالها.
وأوضح نخلة أن فرنسا من أوليات الدول التي اعترفت باستقلال دولة الكويت التي كانت تخطو خطواتها الأولى على الساحة الديبلوماسية حيث تم إيفاد أول سفير لها في مايو عام 1964 واعتماد السفير بيار لويس فلاذ سفيرا مقيما.
وأشار إلى رغبة الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديغول آنذاك بتطوير العلاقات بين الكويت وفرنسا في المجال العسكري في ستينيات القرن الماضي وإثر تلك المحاولات توطدت العلاقات جيدا، خصوصا في مجال الدفاع ومجالات أخرى عديدة أبرزها في ما بعد الموقف الفرنسي إبان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990.
وتحدث نخلة عن عملية «داغي» التي شارك بها الجيش الفرنسي خلال حرب تحرير الكويت بما يقارب 14 ألف جندي وقع بينهم العديد من الضحايا والجرحى دفاعا عن الكويت وشعبها وسيادتها.
واستعرض عدة اتفاقيات تم عقدها بين البلدين الصديقين أبرزها الاتفاق العسكري الذي عقد عام 2009 على شكل اتفاقية دفاع وشراكة استراتيجية مرحبا بالاتفاق الذي تم بين الكويت وشركة أيرباص الفرنسية لشراء 30 طائرة كاركال، مؤكدا أن فرنسا دائما ما تقف إلى جانب الكويت والحفاظ على العلاقات المتينة بينهما.
وبين أن الاتفاقيات لم تنحصر في الجانب العسكري فحسب وإنما كان للثقافة نصيب منها بل كانت لها الأولوية والاهتمام بالنسبة للطرفين حيث وقعت عدة اتفاقيات على مر السنوات الثلاثين الماضية اتاحت لعمل مشترك وتبادل للخبرات.
وقال نخلة: إن دولة الكويت حرصت على تعزيز العمل الثقافي مع الجانب الفرنسي من خلال تنظيم المعارض والفعاليات الثقافية المختلفة واستضافة الأكاديميين والفنانين، مشيرا إلى حرص السفارة الفرنسية بدورها على تطوير هذا العمل المشترك.
وعن التعاون في مجال الصحة أفاد بأن هناك مشاريع فرنسية واعدة أبرزها مستشفى (غوستاف روسي) لعلاج مرضى السرطان الذي من المقرر افتتاحه قريبا.
وفي مجال استخراج التأشيرات أوضح أن سفارة بلاده تواصل جهودها في تسهيل هذه العملية، مشيرا إلى أنه في العام الماضي بلغ عدد من حصل على تأشيرة (شنغن) من السفارة قرابة 60 ألفا بين مواطن كويتي ومقيم.
وأشاد نخلة بدور المرأة الكويتية في جميع المجالات مستعرضا مسيرة الكويتيات في نضالهن لحصولهن على حقوقهن السياسية والمساواة مع شقيقها الرجل.
من جهته أشاد السفير الروسي ألكسي سولوماتين بالكويت قيادة وحكومة وشعبا واصفا إياها بالدولة المنفتحة والقادرة على استيعاب كل الثقافات عبر بناء علاقات تاريخية ووطيدة يسودها الاحترام والتفاهم والالفة.
وقال سولوماتين إنه تولى مهامه سفيرا لبلاده لدى الكويت في ربيع عام 2013 حيث كان البلدان الصديقان وقتئذ يحتفلان بمرور خمسين عاما على العلاقات الدبلوماسية بينهما «وهو ما تفاءلت به كثيرا».
واستعرض أهم المحطات في تاريخ العلاقات الكويتية الروسية حيث شهد يوم 11 مارس 1963 إطلاق العلاقات الدبلوماسية وفي ديسمبر العام ذاته افتتحت الكويت سفارتها في موسكو لتكون بذلك أول دولة خليجية تشرع في التعامل الرسمي والدبلوماسي مع الاتحاد السوفياتي السابق.
وذكر أن العلاقة مع الكويت قديمة وتمتد جذورها إلى أوائل القرن الماضي حينما استضاف الشيخ مبارك الكبير طواقم بعض السفن الحربية للأسطول الامبراطوري الروسي التي كانت تزور الشواطئ الكويتية في طريقها إلى الشرق الأقصى منذ عام 1900 وحتى عام 1903.
وذكر السفير الروسي أن الاستناد الثابت إلى مبادئ القانون الدولي والاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي هو أساس للعلاقات المتبادلة بين روسيا والكويت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي حيث كانت الكويت من أوليات الدول التي اعترفت بقيام روسيا الاتحادية.
وأوضح أن القيادة السياسية الروسية مستمرة في تطوير وتعزيز علاقاتها بين البلدين لاسيما عبر تبادل الزيارات التي ساهم في إثرائها منذ تسعينيات القرن الماضي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حيث كان ضيفا دائما كبيرا ومرحبا به في موسكو التي زارها بصفته وزيرا للخارجية بغرض تنسيق مواقف البلدين الصديقين تجاه أهم القضايا المطروحة على جدول الأعمال الإقليمي والدولي قبل أن يتولى رئاسة الوزراء ثم أميرا للكويت.
وتحدث عن زيارة سمو الأمير إلى روسيا الاتحادية في نوفمبر 2015 والتقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي وتم التوقيع خلالها على 6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات النفط والغاز والنقل والمواصلات والاستثمار المباشر والتعاون العسكري الفني والثقافي.

Read Previous

يوسف مصطفى: تسخير كل الإمكانات لدعم الشباب

Read Next

السفير حيات يشارك في منتدي الحوار الاقتصادي الخليجي الصيني في بكين

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x