اكدت رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب لشركة الخطوط الجوية الكويتية رشا الرومي ان حسم مصير خصخصة الكويتية من عدمه بيد الحكومة.
وأوضحت الرومي، بحسب صحيفة النهار، أن اولى خطوات النهوض بالشركة يكمن في تحديث أسطولها، مشيرة إلى تقييم أفضل العروض المقدمة للتمويل.
واستدركت ان دعم الدولة مطلوب في المرحلة الأولى حتى لا تتكبل الشركة بقيود الفوائد وهي لا تزال تسعى للنهوض مجددا عبر تقليص الخسائر.
وشددت على ان استراتيجية الشركة هي العمل لتبوؤ مكانة متقدمة في عالم الطيران، نافية تخلي الشركة عن نسب توظيف العمالة الوطنية التي بلغت 50 في المائة وفق النظام القديم، وأنها لم تأل جهدا في توظيف قدرات الشباب لمصلحة الشركة وسعت لتعزيز وتطوير مستوى طياريها لتنفيذ خطط التشغيل.
وفيما يأتي تفاصيل حوار مع الرومي:
] بداية، هل تتجه الخطوط الكوييتة للخصخصة أم ستظل ناقلا وطنيا تابعا للدولة؟
ـ خصخصة الشركة من عدمه بيد الحكومة ونحن نقوم بتنفيذ نص القانون وفق ما أقرته الحكومة ونحن جهة منفذة للقانون الذي ينص في مادته الأولى على تحديث أسطول الشركة والتي لا نزال حتى الآن نعمل على انجازه.
] هل هناك تطور في ملف تمويل البنوك المحلية لـ الكويتية بقيمة 600 مليون؟
الأمر لا يزال قيد الدراسة ونحن ندرس كافة العروض لاختيار أفضل العروض المقدمة، وهنا أشير إلى ان هناك التزاما على الدولة في تطبيق القانون وتحديدا فيما يتعلق بمسألة تعزيز رأس مال الشركة، ومن المفترض ان يصل اجمالي المبالغ المخصصة للشركة من الدولة بحدود 1.2 مليار دينار وهناك 600 مليون تم الحصول عليها.
] ما تطورات ملف عودة 37 طيارا مرة أخرى لـ الكويتية؟
ـ مصير عودة الطيارين يخضع للقانون، فقد تم تحويل مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية إلى شركة تم اشهارها بناء على عقد تأسيس ونظام أساسي وحصلنا على رخصة تجارية في نوفمبر الشركة والتي بمقتضاها تم تحويلها إلى شركة تتبع القطاع الأهلي ومن هنا فأنا أتساءل أين سيتم وضع تلك الفئة وفق نظام الشركة الجديد. وهم أبدوا رغبتهم في السابق بالانتقال إلى جهات حكومية أخرى ولم تكن رغبة الشركة.
] وماذا بشأن مصير بقية موظفي الشركة الحاليين؟
ـ نحن الآن نقوم بصياغة العقود النهائية للموظفين الذين أبدوا رغبتهم بالبقاء في الشركة وهي الآن في طور الاعداد النهائي وسيتم التوقيع عليها أوائل العام المقبل.
] كم عدد الموظفين الذين أبدوا رغبتهم في الانتقال لجهات حكومية أخرى؟
ـ عددهم يفوق 200 موظف بما فيهم 37 طيارا، وتمت مناقشة الأمر مع الوزير وتشكيل لجنة مشتركة لدراسة كافة الحلول الموجودة وسنسعى للتوصل إلى حل توافقي وفق ما ينص عليه القانون.
وأود ان أشير أنني لا أملك غير القانون لأطبقه حيال أي قضية أو موضوع يعرض سواء كان اداريا أو فنيا، فهذه في النهاية مسؤولية والكل مسؤول عنها.
] ما الحلول المطروحة لتحديد مصير عودة الطيارين؟
ـ كما ذكرت آنفا سنسعى للتوصل إلى حل توافقي يرضي الطرفين سواء من ممثلي الطيارين الراغبين في العودة أو الطرف الحكومي. وأود الاشارة ان الشركة في السابق قامت ووفقا للقانون رقم 6 لسنة 2008 وتعديلاته، تم الالتقاء بالوزير واعتمدت نقاشاتنا على العدالة والشفافية والحرص على المصلحة العامة ومصلحة أبنائنا الموظفين في السبل الممكن اتباعها بتحقيق التطبيق الأمثل للقانون المذكور. وتوصلنا مع الوزير إلى حلول مناسبة تتمثل في الآتي:
في خصوص من اختار العمل الحكومي منهم وصدرت كتب ترشيحهم من الديوان، عليهم استلام عملهم في تلك الجهات،نظرا لانقطاع علاقتهم الوظيفية بالكويتية الا ان الكويتية ومن واقع تقديرها للشباب الكويتي وسياستها الداعمة لهم، أبدت أستعدادها لاتاحة المجال لمن يرغب منهم للعودة للعمل فيها، من خلال التعاقد معه بموجب عقد عمل يحفظ حقوقهم.
وبخصوص الموظفين الذين لم تصدر كتب ترشيحهم بعد من ديوان الخدمة المدنية ما زالت الشركة تتعامل معهم بصفة موظفين فعليين منتدبين من الجهات الحكومة المرشحين لها إلى شركة الخطوط الجوية والكويتية من تاريخ اخطار الكويتية لديوان الخدمة المدنية برغبتهم بالانتقال للعمل الحكومي، سيستمرون في مباشرة عملهم بهذه الصفة، إلى ان تصدر كتب ترشيحهم من ديوان الخدمة المدنية. الأمر الذي يتيح السماح للطيارين منهم بالطيران على متن طائراتها، وفق النظم واللوائح.
] هل التعديل الوزاري الأخير من شأنه عرقلة الاصلاحات الأخيرة؟
ـ في اعتقادي ان هناك تفهما كبيرا من قبل الوزير ياسر أبل وتم اطلاعه على كافة تفاصيل التطوير والتحديث في الشركة وقام الوزير بمنحنا الدعم الكامل وستكون هناك رؤية وتناغم في تحقيق كل ما هو جيد لمصلحة الكويتية.
] هل تؤيدين استقلالية الكويتية كمؤسسة عامة أم تحويلها إلى شركة؟
ـ بالتأكيد، تحويل الخطوط الكويتية إلى شركة سيكون أفضل على اعتبار ان العمل فيها سيكون مرنا وسريعا وقادرا على التغيير، أما البقاء كمؤسسة حكومية سيؤدي إلى عرقلة الخطط بسبب الروتين والبطء في تنفيذ القرارات.
] هل خالفت الشركة نسب العمالة الوطنية بها وجعلها تصل إلى 20 في المائة؟
ـ أؤكد هنا ان ما قيل في هذا الخصوص هو محض افتراء والشركة لم تقم مطلقا بتقليص العمالة الوطنية وعلى العكس نسعى لتعزيز وضع العمالة الوطنية بالشركة من خلال التأهيل والتطوير ونسبة العمالة الوطنية تصل إلى 50 في المائة وفق النظام القديم. حيث تؤمن الشركة بأن العنصر البشري هو أساس النجاح والتغيير للأفضل وهو عمل دائم ومستدام، ان الكويتية هي شركة طيران ذات ارتباطات تجارية دولية يعمل فيها الكثير من الموظفين من شتى الجنسيات العالمية لما يتطلبه عمل أي شركة طيران في العالم.
وأضيف أننا نعمل كفريق واحد سواء في محطات مكاتب الكويتية الدولية المنتشرة في العالم أو مع دوائر الادارة العامة، لدينا جميعا نفس الأهداف وهي العمل بروح الفريق الواحد. قطاع الطيران دائم التطوير عندما يتعلق الأمر بالكوادر.
] متى نرى ميزانية الكويتية دون خسائر وتنطلق نحو تحقيق الربحية؟
ـ الشركة وبفضل سياسة تقليص النفقات وتعزيز الايرادات التشغيلية لديها تمكنت من تقليص خسائرها من 33 مليون دينار في 2014 إلى 28 مليون دينار في 2015 ونسعى لتحقيق التوازن بين الايرادات والمصروفات في عام 2019، مع وجود دعم الدولة بالتأكيد لوقوف الدولة على قدميها وهو ما يساعد الشركة على النهوض وتحقيق استراتيجيتها المستقبلية.
] هل العلاقة بينكم وبين الجهات الحكومية تعاونية أم معرقلة؟
ـ هناك تعاون من الادارة العامة للطيران المدني وكذلك تعاون مع جهات حكومية أخرى والكل يقوم بمد يد التعاون معنا من أجل تحديث أسطول الشركة والنهوض بها وليست هناك أي عراقيل يتم وضعها من قبل جهات بالدولة أمام تحديث الأسطول أو مد يد التعاون معنا.
] ألا تتفقين ان وضع الكويتية لا يزال استثنائيا ويحتاج لجراحة عاجلة؟
ـ لا أتفق بالضرورة على وصف استثنائي وصعب ولتوضيح ذلك لابد من النظر عن كثب إلى مسيرة الكويتية، فلابد من تسليط الضوء على بداياتها في ريادة قطاع الطيران منذ 62 عاما في المنطقة.
وقد شهد العقد الماضي تحولات لافتة في قطاع الطيران، دخول الأزمة العالمية وفي الوقت عينه هناك أكبر طلبيات في تاريخ القطاع لأساطيل الطائرات، كانت مجملها من ناقلات خليجية استطاعت ان تعيد تشكيل قطاع الطيران عالميا.
وعلى المستوى المحلي، كان هناك ضرورة لاعادة صياغة مكانتنا كناقل وطني لدولة الكويت، بالنظر إلى حجم المنافسة الاقليمية، التي استوعبت نسبة كبيرة من حصتنا السوقية.
اليوم نضع كل هذا الجمود وراءنا، ونحن نسير بخطى ثابتة وواثقة نحو استعادة مكانتنا الريادية في قطاع الطيران على مستوى المنطقة.
] متى يمكن ان نرى الكويتية ضمن أفضل 10 شركات طيران عالميا؟
ـ لا تقارنوننا بشركات مثل طيران الامارات والاتحاد والقطرية، فنحن ما زلنا في مرحلة تحديث وبناء الأسطول ونحن نسعى للعمل على تطوير وتحديث الشركة وفق احدث النظم العالمية والاقليمية وما قمنا به حتى الآن هو تحديث الاسطول ولدينا خطة عمل من خلالها السعي لجعل الكويتية افضل خيار لدى المسافرين للمواطن والمقيم وكذلك سيتم اضافة وجهات تشغيل جديدة خلال الفترة المقبلة.
وهنا أود القول أنه عندما توليت ادارة الشركة سعينا إلى مواجهة التحديات وأوجه القصور لوضع خطة متكاملة تتسم بحلول بناءة ومبتكرة، عندما قيمنا أنفسنا، كانت الصراحة هي محور مهم في تخطيطنا! فعندما كنا في صدد وضع خطة التغيير للكويتية كان لا بد من دراسة التحديات التي نواجهها، ووجدنا أنه لا بد من التطوير في عدة مجالات أهمها ثلاثة محاور هي التشغيلية والتجارية والخدماتية.
وتم بعد ذلك تحديد المعايير واضحة لكيفية تشغيل الناقل الوطني الرسمي لدولة الكويت في مواجهة التحديات.
بدأنا بالعمل وهناك الكثير من الأمثلة البارزة على ذلك منها استبدال الطائرات التي أمضت فترة طويلة في الخدمة، ومؤخرا البدء باستلام أولى طائرات بوينج B777-300ER من ضمن اسطول مؤلف من 10 طائرات من الطراز عينه، والتي سيكتمل استلامها خلال العام المقبل، وفي العام الذي يليه سنبدأ باستقبال اسطولي ايرباص من طرازي A350 وA320neo المكون من 25 طائرة، لنشغل مع عام 2021 واحدا من أحدث أسطايل الطيران التجاري على مستوى المنطقة. وفي هذا الصدد اطلقنا الهوية الجديدة للشركة، كذلك عملنا على استخدام التكنولوجيا المتطورة لتشغيل أسطولنا لضمان كفاءة أكبر. بالاضافة إلى اعادة النظر في الممارسات التشغيلية لجميع عملياتها التجارية لتعود بالنفع على الركاب.
] ما خطة استلام الطائرات المقبلة ضمن الأسطول؟
ـ سنقوم بتسلم أم المرادم خلال الاسبوع الحالي، وفي يناير سنقوم بتسليم طائرتين وبنهاية يونيو المقبل سننتهي من تسلم 10 طائرات من نوع بوينغ ولدينا بالاضافة لذلك 12 طائرة ايجار ضمن الخطة وهي طائرات تم الاستعانة بها كحل مؤقت لحين استلام بقية الطائرات.
] هل سيتم استيعاب الطائرات الجديدة في المطار الجديد؟
ـ بالتأكيد، وهذا سيمكن الشركة من زيادة عملياتها التشغيلية وسيكون لدينا وقتها 37 طائرة من الأسطول الحديث وسيعزز هذا الأمر بلا شك من قدرات الشركة.
] هل هناك نية لالغاء خطوط تشغيل في ظل غياب ربحية الشركة؟
ـ ان ما نقوم به الآن هو العكس من خلال تعزيز الأداء التشغيلي للشركة والتي تسير بالتوازي مع تحديث الأسطول،
وأود الاشارة إلى ان الشركة وضمن خطتها الاستراتيجية تسعى لتغيير فكرة التنافس على نماذج أعمال مماثلة في المنطقة، حيث تعمل على رفع كفاءة محور العمليات التشغيلية من خلال تبني نموذج العمليات من وجهة إلى وجهة وهنا أود الاشارة إلى ان الكويتية ماضية بكل عزم في تنفيذ خطة التغيير الاستراتيجية الخمسية والتي ستعزز من فاعلية وكفاءة وتنافسية الناقل الوطني. اننا واثقون من مواصلة زيادة الحصة السوقية محليا واقليميا. نحن نعتزم في عام 2017 على نقل أكثر من ثلاثة ملايين راكب. هذه كلها انجازات تؤكد ان الكويتية على المسار الصحيح لتعزيز الأداء الحالي للشركة.
] هل سيشهد جدول الشتاء للرحلات تغييرات في عدد ونوعية الوجهات؟
ـ بالفعل، أطلقنا جدول الشتاء لهذا العام، وشهدت وجهاتنا سلسلة
من التغييرات الايجابية على مواعيد المغادرة والوصول، من مجموع وجهات شبكتنا الدولية حول العالم. حيث تناسبت المواعيد الجديدة لوجهات الكويتية مع خطط ورحلات المسافرين من شرائح مختلفة، لا سيما رجال الأعمال، لتصبح الرحلات أكثر قدرة على تلبية متطلباتهم العملية من حيث تقديم ساعات مناسبة للرحلات تأخذ في الحسبان أوقات العمل وظروف الاستعجال، مما يسمح بقضاء يوم واحد في وجهة السفر ان تطلب الأمر ذلك ثم العودة إلى الكويت.
وشهدت الخطوط الجوية الكويتية في جدول الشتاء زيادات في عدد الرحلات لبعض الوجهات الأكثر ترددا، منها لندن، المملكة المتحدة بمجموع 10 رحلات أسبوعيا، ورحلة يومية إلى نيويورك ـ جون كنيدي، وثلاث رحلات اضافية أسبوعيا إلى اسطنبول، لتصل مجموع الرحلات إلى تركيا إلى 10 رحلات أسبوعيا.
] كيف سيغير الأسطول الجديد من قدرات الشركة التشغيلية؟
ـ كما قلت نستهدف تحديث الأسطول من خلال شراء 37 طائرة جديدة، ونعمل لرفع كفاءة محور العمليات التشغيلية.
فاليوم اسطول الشركة يتكون من 22 طائرة، ومنذ عدة أيام استلمت الشركة لجوية الكويتية أولى طائراتها من طراز بوينج 777-300ER ذات المدى الطويل وهي من ضمن صفقة من عشر طائرات من نفس النوع يتم استكمال استلامها بحلول الربع الرابع من عام 2017.
اضافة إلى طائرات البوينج ذات المدى الطويل على اسطولنا يعني ان المسافرين على متن الكويتية سيحصلون على رحلات منتظمة مباشرة إلى الوجهات البعيدة دون توقف ، كما سنعمل بموجب الصفقة التي وقعت في صيف العام الماضي مع شركة ايرباص على اضافة 10 طائرات من طراز ايرباص «A350» و15 طائرة من طراز «A320neo»، والتي تعتبر من أحدث طرازات عائلات ايرباص من الطائرات ذات الممر والممرين أو الهيكل العريض.
وسيتم بدء استلام طائرات ايرباص في عام 2018 ويستكمل استلامها بحلول عام 2021. وبمجرد اختتام تسليم هذه الطائرات الجديدة، ستصبح الخطوط الجوية الكويتية تمتلك أحدث اساطيل الطائرات التجارية في العالم.