أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن هناك توافقا تاما بين مصر وألمانيا حول الجهود المبذولة لإيجاد حلول سواء للأزمة في سوريا أو ليبيا، مشيرا إلى أن مصر لديها موقف
واضح مبني على عدد من المبادئ والقيم وهي عدم التدخل في شئون الآخرين وعدم السماح للجماعات المتطرفة بالحصول على مكاسب ، بالإضافة إلى دعم الجيوش الوطنية لاستعادة الدولة الوطنية.
وأشاد الرئيس ـ خلال مؤتمر صحفى مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب قمتهما بالقاهرة أمس ـ بإسهامات ألمانيا الممتدة في مسيرة مصر التنموية والاقتصادية، والتعاون العميق القائم بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.
وقال إن مصر بتلاحم شعبها ووعيه تخوض معركة حاسمة ضد الإرهاب والتطرف، وتقف على خط الدفاع الأول في مواجهة هذا الخطر المشترك الذي لا يعرف وطنا أو دينا، مشيرا إلى تطلع مصر إلى تطوير التعاون والتنسيق مع أصدقائنا الألمان في هذا المجال المهم.
وأكد حرص مصر على تحقيق توازن بين حقوق الإنسان والعمليات الأمنية، مشيرا إلى أن أي دولة تتعرض لحجم التهديدات التي تعرضت لها مصر خلال الـ 40 شهرا الماضية كان سيكون لديها إجراءات وردود فعل قاسية. كما أكد أن الدولة لا تتجاوز في استخدام القوة ولا تستخدم القوة إلا أمام من يرفع السلاح أمام الدولة المصرية.
وطالب الرئيس الدول الداعمة للإرهاب في المنطقة بأن ترفع يدها عن دعم هذه التنظيمات وأن يتعاون العالم أجمع في مواجهة هذه الظاهرة.
ومن جانبها، أكدت ميركل أن مصر وألمانيا يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الخاصة، فضلا عن الدور المحورى لمصر فى كل قضايا المنطقة، وقالت إن ألمانيا تعد أهم شركاء مصر فى مجال التجارة، وإن هناك مرتبة جيدة جدا فى مجال الاستثمارات، معربة عن سعادتها بمراسم افتتاح مشروعات توليد الكهرباء التى شاركت فى تنفيذها شركة «سيمنز» الألمانية فى وقت وجيز وبشكل رائع.
وأشادت بالتزام مصر ببرنامج صندوق النقد الدولى ، مؤكدة أن ألمانيا ترغب فى دعم برنامج الصندوق للإصلاح الاقتصادى وأنها التزمت بدعم مصر بمبلغ 250 مليون دولار، كما ستوفر مبلغا آخر بنفس القيمة بداية العام القادم.
السيسي وميركل في الأهرامات
أذاع التليفزيون المصرى، لقطات من الحفل الفنى المقام تحت سفح الأهرامات، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لقاءً مع ممثلي مجتمع الأعمال المصري الألماني، والذي شارك فيه رؤساء كبري الشركات الألمانية الذين يرافقون المستشارة الألمانية خلال زيارتها لمصر، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال المصريين.
وحضر اللقاء المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الخارجية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتجارة والصناعة، والاستثمار والتعاون الدولي، والنقل.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد خلال اللقاء حرص مصر على الاستفادة من الزخم الناتج عن زيارة المستشارة الألمانية إلى مصر من أجل زيارة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين واستكشاف فرص الاستثمار الواعدة، حيث أشاد بنشاط العديد من الشركات الألمانية في قطاعات مختلفة بمصر خلال الفترة الماضية، ولاسيما ما تقوم به شركة “سيمنس” في مجال الطاقة.
وأكد الرئيس المكانة المتميزة التي تتمتع بها ألمانيا بالنسبة للاقتصاد المصري، إذ تعد من أهم شركاء مصر التجاريين على مستوى الاتحاد الأوروبي، لاسيما عقب وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما يزيد عن 5 مليار يورو العام الماضي، معرباً عن التطلع لزيادة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر بما يتناسب إمكاناتها كدولة جاذبة للاستثمار في ضوء ما توفره من فرص واعدة، ومع إمكانات ألمانيا الكبيرة كإحدى أهم القوى الاقتصادية في العالم.
واستعرض الرئيس الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية للنهوض بالاقتصاد، مشيراً إلى القرارات الاقتصادية التي اتخذتها مصر خلال الفترة الماضية في إطار برنامج متكامل للإصلاح الاقتصادي، فضلاً عن الإجراءات التي تتم لتحفيز وتشجيع الاستثمار وتوفير مناخ جاذب له، وكذا المشروعات القومية التي أطلقتها لتطوير البنية الأساسية للبلاد.
وأشار إلى أننا بدأنا بالفعل نلمس نتائج إيجابية لهذه الجهود التي تسعي إلى استعادة الاقتصاد المصري لعافيته، وذلك بفضل إرادة الشعب المصري وإصراره على التغلب على ما يواجهه من تحديات، معرباً عن تطلعنا لمساهمة الشركات الالمانية في مسيرة التنمية بمصر والاستفادة مما يتوافر بها من فرص استثمارية متنوعة.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت خلال اللقاء على ما تمثله مصر من شريك اقتصادي هام لألمانيا، مرحبةً بما يشهده حجم التبادل التجاري من نمو، كما أعربت عن تفهمها لأهمية العمل على زيادة الاستثمارات الألمانية في مصر.
وأعربت ميركل عن تقديرها لما اتخذه الجانب المصري من قرارات للإصلاح الاقتصادي، مشيرةً إلى حرص بلادها على تعزيز الشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين.
وأشادت في هذا الإطار بالتعاون القائم بين عدد من الشركات الألمانية والحكومة المصرية في إطار تنفيذ المشروعات القومية، حيث أوضحت أن معدلات الإنجاز لمشروعات إنشاء محطات الطاقة التي تنفذها شركة “سيمنس” في مصر تعد غير مسبوقة عالمياً، وتعكس جدية الحكومة المصرية في تحقيق التنمية لاقتصادية.
وذكر السفير علاء يوسف أن ممثلي مجتمع الأعمال استعرضوا خلال اللقاء مجريات تنفيذ مشروعاتهم وأنشطتهم، وطرحوا رؤيتهم لسبل تعزيز التعاون في القطاعات المختلفة.
وأكد الرئيس في هذا الإطار حرصه على المتابعة المستمرة للإجراءات التي تتخذها الحكومة لتذليل العقبات التي تواجه الشركات الأجنبية العاملة في مصر، مؤكداً في هذا السياق وفاء مصر بتعاقداتها والتزاماتها الدولية.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس والمستشارة الألمانية حضروا في نهاية اللقاء عبر الفيديو كونفيرنس افتتاح المرحلة الأولي من إنشاء محطات الطاقة الثلاث التي تنفذها شركة سيمنس الألمانية بالتعاون مع الشركات المحلية في كل من العاصمة الإدارية الجديدة، والبرلس، وبني سويف، والتي تمثل نموذجاً للتعاون البناء القائم بين مصر والشركات الألمانية.
وألقى الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة كلمة في هذه المناسبة.