• نوفمبر 28, 2024 - 2:10 صباحًا

نريد حلولا واقعية لا مسكنات

مشكلة العمالة الزائدة من الوافدين أو كما تسمى العمالة السائبة أو الهامشية هي مشكلة حقيقية وأزمة تتزايد مع الوقت ولا شك في أنها تؤثر على التركيبة السكانية ليس للكويت فقط ولكن في دول خليجية أخرى مستقبليا.
ولكن حقيقة لم تعجبني الطريقة التي يتم بها نقاش هذه المشكلة في مجلس الأمة وبعض الوسائل الإعلامية والتي تعودنا منها دائما تحميل المشكلة للوافدين وأنهم سبب الأزمة باستثناء بعض الحكماء في بلدنا الحبيب الذين انصفوا الوافدين بواقعية نحن جميعا نعيشها، لان هؤلاء الوافدين متواجدون بطريقة قانونية وانه ليس من العدل أن يدفعوا فاتورة تجار الإقامات من المواطنين الذين يتكسبون رزقهم بالتحايل على القانون واستغلال ثغراته، فضلا عن أن الوافدين جميعا يقومون بأعمال مقابل أجر ويدفعون من قوتهم للإقامة والتأمين الصحي والسكن والمواصلات ويقومون بأعمال لم ولن يفكر المواطن حتى في عملها.
ذلك إذا أردنا حل المشكلة يجب علينا أن نحدد بدقة موطن الخلل ومصدر المشكلة لكي نعالجها تماما، فالعمالة السائبة هي عرض لمرض الطمع والجشع لتجار تأشيرات العمل وعلينا أن نبحث عن حلول سريعة وحاسمة لتغيير وتعديل بعض القوانين الخاصة باستقدام العمالة الوافدة حتى وان لزم الأمر وقف إصدار تأشيرات العمل لبضع سنوات لترتيب الأمور داخليا وتفعيل دور الرقابة وتطبيق القانون بصرامة بالسجن والغرامة المشددة على هؤلاء المتاجرين بأمن واستقرار الوطن.
أما إذا انتقلنا إلى مشكلة البطالة فأيضا هي من المشاكل التي يتم النقاش فيها بطريقة سطحية وساذجة امتدادا لمشكلة العمالة الزائدة وهي مناقشة بعيدة كل البعد عن طبيعة المجتمع الكويتي وثقافته المعيشية، لأننا جميعا نعلم أن العمل ثقافة وإرادة واختيار وليس سد فراغات، فما الفائدة التي تعود على الوطن من مواطن يأخذ راتبا لكي لا يصبح عاطلا، هذه مسكنات وليست حلولا.
والمسؤولية مشتركة بين الحكومة والمواطن، ولا يوجد تنسيق وضبط لحاجة سوق العمل الكويتي من الخريجين، والسؤال هنا للحكومة: أين الخطة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لشباب الخريجين وهل تعتقد الحكومة أن الشركة الكويتية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة تقوم بهذا الدور على النحو المطلوب؟! ولماذا لا نأخذ الأمور بجدية وتخطيط ونستعين بخبراء في الأمور الفنية والإدارية والتسويقية من دول تقدمت اقتصاديا بفضل هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة مثل كوريا الجنوبية والهند وإيطاليا على سبيل المثال وأن ندرس لأبنائنا الطلبة هذه التجارب في المرحلة الثانوية وفوائدها على الفرد والدولة وان نعلمهم ان عدم وجود حافز وهدف للمستقبل يجعلهم فريسة للاكتئاب والإحباط ورفقاء السوء.
ان سياسة ذر الرماد في العيون أو دفن الرؤوس في الرمال من الحكومة والتي يقابلها سياسة الصياح وحب الظهور من تيار المعارضة لن تخدم وطننا في شيء بل تعقد الأزمات وتبعدنا عن الحلول الواقعية والمنطقية التي يجب أن تتم بدراسة ومنهجية علمية بعيدا عن النعرات الطائفية والحزبية والقبلية، نحن فقط نحتاج إلى جرأة في التخطيط العلمي المدروس ثم التنفيذ، لأن الأيادي المرتعشة والقرارات المهتزة لن تبني مستقبلا لوطن.

Read Previous

«إنّا كل شىء خلقناه بقدَر»

Read Next

مَنْ يُحاسِب مَنْ عن هذه القضية؟

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x