• نوفمبر 21, 2024 - 5:34 مساءً

صورة مصر الآن!

القاعدة التي وضعتها الحكومة لنفسها هذه الفترة أنها لا ترضى بأقل من التفوق ولم تعد تسمح بأي حاجة والسلام.. فالدكتور مصطفى مدبولي حين تابع الترتيبات النهائية استعداداً لافتتاح بطولة العالم لكرة اليد، أكد على أن الافتتاح سيكون على أعلى مستوى، وحين تقيم الحكومة أي مشروع في العاصمة الإدارية، تصر أن يكون على أعلى مستوى.. وأن يكون التصميم بمواصفات عالمية.. وكأنها ستدخل مسابقة، وتسعى لدخوله موسوعة جينيس!.

عناه أن الحكومة عينها على صورة مصر في الخارج وتسعى لتغيير الصورة النمطية التى عرفت عن استسهال المصريين أو حالة الفهلوة التي عرفنا بها، وأعتقد أن الرئيس السيسي كان مشغولاً بتغيير الصورة عن طريق الفعل على الأرض.. فالتغيير بالإعلام دون فعل، دعاية كاذبة لا تسمن ولا تغنى من جوع وليس الإعلام، ولكن التغيير بالفعل لا يحتاج إلى دعاية!.

أعرف أن البعض يضايقه أن مصر تقيم أعلى برج وأكبر كنيسة وأكبر مسجد وأكبر عاصمة / وهؤلاء لا أعرف ما الذى يضايقهم بالضبط؟.. ومنهم من يتحدث عن الأولويات.. وأقول وما الذى يضيرك أن نعمل أحسن حاجة، وأعلى برج.. إننا نفاخر بالحضارة التي تركها لنا الأجداد ونعيش عليها حتى الآن.. ولقد ذهب أخناتون إلى تل العمارنة وأنشأ هناك العاصمة الإدارية الحديثة، وساعتها ربطت بين ما فعله أخناتون وما فعله السيسي في منطقة شرق مصر!.

وقد أدى هذا التحرك نحو الشرق لإنشاء العاصمة أنه مد الطرق العالمية لخدمة العاصمة، ولك أن تستخدم طريق الإسماعيلية العالمي أو السويس، وتعرف الفرق قبله وبعده.. وكلها تنشئ الإشارات إلى العاصمة الجديدة.. إنها الدعوة التى وجهها معظم الكتاب للخروج من القاهرة، والتوسع أفقيا على مساحة مصر.. فلما جاء السيسي ونفذ هذه الأفكار تحدثنا عن الأولويات.. اركبوا هذه الطرق سوف تشعرون بالفخر والفرق فعلاً!.

تذكرتُ كل ذلك بينما كان «مدبولي» يتفقد الصالات المغطاة استعداداً لافتتاح كأس العالم لليد.. وكانت تعليمات رئيس الوزراء بضرورة الظهور بصورة مشرفة، والسبب أن مصر الجديدة لم تعد تقبل بأنصاف الحلول، أو تقبل بأي كلام والسلام.. ولذلك طالب بضرورة تنفيذ كل الترتيبات اللازمة لخروج البطولة بأعلى مستوى، سواء من حيث البنية الأساسية والتنظيم، أو تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا!.

إن مصر الآن تتحدى الزمن وتتحدى وباء كورونا، وتقيم البطولات العالمية، وهى رسالة بأن مصر قادرة على إقامة البطولات بضوابط احترازية حازمة، تضمن سلامة الضيوف والجماهير والمشاركين والإعلاميين.. كما تفقد مضمار الدراجات الذى تم إنشاؤه بمواصفات عالمية، وهو لا يهتم بشيء على حساب آخر.. فهي صيغة واحدة للعمل بمواصفات قياسية عالمية، يطبقها فى العاصمة الإدارية ومصر التاريخية، ويطبقها في المنشآت الرياضية!.

باختصار مصر سوف تعود كما كانت عاصمة الشرق، لا ينازعها فيها أحد بكل مقوماتها الحضارية والتاريخية وعاصمة للجمال والموضة والثقافة، وهو شيء يبعث على الفخر والفرح، عندما تتغير صورة مصر للأفضل!.

محمد أمين

( المصري اليوم )

27 ديسمبر 2020

Read Previous

لا طبنا ولا غدا الشر!

Read Next

جائزة «المعلوماتية» تمنح وسامها لأمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x