قال وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري اليوم الأحد إن جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية في حد ذاتها تعد صورة مشرفة من إبداعات الرواد والشباب الكويتي في العطاء والإسهام الفعال في تنمية وتطوير المجتمع.
وأضاف الوزير المطيري في كلمته خلال حفل توزيع الجوائز على الفائزين لعام 2020 على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا ان “الفائزين قدموا على مدى سنوات طويلة نتاج فكرهم وخالص إبداعهم وباتوا نماذج مجتمعية مبدعة ينهل منها الجيل الجديد من أبنائنا الذين يشكلون حاضرنا الجميل ومستقبلنا الزاهر”.
وأكد ان تكريم مجموعة من أبناء الوطن الفائزين بهذه الجوائز ليس إلا عملا بتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وسمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله وبتعليمات من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وعملا بالمادة 14 من الدستور الكويتي التي تنص على ان “ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجيع البحث العلمي”.
واضاف “ونحن اليوم نرى في تكريم النخبة الفائزين تكريما للفكر والثقافة في شخوصهم الرائعة وتشجيعا لدفعهم نحو مزيدا من الإبداع والجد والمثابرة”.
وأشار إلى الحرص والرغبة في إحداث تطوير نوعي وشامل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حيث تم التوجيه إلى وضع المسارات التنفيذية والبرنامج الزمني لمرتكزات الخطة الاستراتيجية الجديدة للمجلس (2022 – 2027) مبينا ان ذلك يشمل رفع مقاييس الجودة الشاملة في تطوير وتفعيل المشهد الثقافي في مختلف المسارات الثقافية والفنية التي يقدمها المجلس.
وأوضح أن ذلك يهدف إلى الوصول لمزيد من الإبداع والتميز المرتبط بالتقدم التقني حتى البلوغ للتفرد والتجديد لتحقيق الأهداف المعقودة على دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للقيام في نشر المعرفة وخوض غمارها وغرس الثقافة وجني ثمارها في دولة الكويت والمنطقة والعالم العربي.
واستطرد “فقدنا قبل أيام أحد رجالات الثقافة في الكويت الاستاذ الدكتور عبدالمالك التميمي الحاصل على جائزة الدولة التقديرية في مجال العلوم الاجتماعية في نسختها الحالية والذي كان له العديد من المؤلفات العلمية التاريخية والاسهامات الثقافية والفكرية والادبية وكان له الدور الكبير في تطور مسيرة مجلة عالم الفكر التي يصدرها المجلس سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته”.
وهنأ الوزير المطيري الفائزين الحاصلين باستحقاق وجدارة على جوائز الدولة متمنيا لهم التوفيق والنجاح وتحقيق المزيد من العطاءات في أعمال متميزة قادمة تحقق قيمة مضافة إلى الإنتاج الفكري الثقافي والأدبي الكويتي في أنواع الفنون كافة.
وأشاد بدور اللجنة العليا لجائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2020 وإلى لجان التحكيم في كل مسارات جائزة الدولة التشجيعية وإلى الأمين العام والمسؤولين وجميع منتسبيها على الجهود المبذولة في الإدارة والإشراف على جائزة الدولة السنوية وتنظيم وإقامة هذا الحفل الكريم.
بدوره، قال أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل في كلمته إن هذا اللقاء السنوي ينعقد في عامه ال31 دون انقطاع بالرغم من كل الظروف الصعبة التي تداعت لها الاحترازات الصحية لجائحة كورونا المستجد (كوفيد – 19) “والتي واجهناها في المجلس الوطني للثقافة بكل صلابة وعزم لإستمرار أنشطتنا”.
وأكد العبدالجليل أن لهذا الحفل مكانة مرموقة وقيمة عالية فهو التزام سنوي مطلق لتنفيذ ما نص عليه مرسوم إنشاء المجلس الوطني بمنح جوائز الدولة لأفضل إنتاج محلي في مجالات الثقافة والفنون والآداب.
ولفت الى ان الجائزة تلتقي في مفهومها وأهدافها مع مؤشرات دولة الكويت التنموية (كويت جديدة 2035) الرامية فيما بينها لصنع رأس مال بشري إبداعي ومنتج لبناء كويت المستقبل بانفتاح فكري متحضر ومعطاء.
وأفاد بأنه “على مدى عشرين عاما مضت تم تكريم (66) أديبا وفنانا ومفكرا وناشطا في صنوف الثقافة والفنون والآداب والعلوم الاجتماعية الإنسانية في جوائز الدولة التقديرية وقدمت جائزة الدولة التشجيعية إلى (201) مبدع من أبناء الوطن المخلصين في انتاجهم الفكري والثقافي والفني الذي أثرى الساحة المحلية والعربية.
وقال إن الفائزين أضافوا الجديد كل عام إلى روافد الثقافة والمعرفة والفنون بمختلف ألوانها وهم أجيال صاعدة في الاسهام الإيجابي الواعد مؤكدا مكانة الكويت الرائدة في رعاية واحتضان أبنائها وافساح أوسع الميادين لإطلاق المواهب والإبداعات المتميزة أمامهم وإنماء حقول الثقافة والتراث الوطني والفنون كافة.
وأضاف أن دور المجلس الوطني يهدف لترسيخ وتدعيم عملية التنمية المجتمعية في توفير البيئة الحاضنة وإقامة الفعاليات الهادفة إلى جعل الثقافة والمعرفة غذاء للعقل ووسيلة لرفعة المجتمع باعتبارهما رديف للتعليم والبحث العلمي وجعل الفن بكل أنواعه ووسائل تعبيره زادا للروح ومنطلق لتشجيع وتحفيز المقبلين على هذه المجالات.
وبين أنه “لتحقيق هذه المنطلقات البناءة وضعنا الرعاية والدعم لشبابنا نصب أعيننا بما تضمنته ركائز الاستراتيجية الجديدة للمجلس الوطني (2022 – 2027) بفتح فرص ومجالات مبشرة في خلق فرص الاستثمار والتطوير وتقديم الأنشطة الجاذبة للاقبال على منشآت المجلس الوطني الثقافية والتراثية والفنية وتمكين الشباب المبادرين أصحاب المشاريع الصغيرة من تفعيل وتطوير هذه المرافق.
من جهته، قال الفائز في مجال الأدب الروائي عبدالله البصيص في كلمة المكرمين “إنه في ظل الانفتاح الفضائي الذي نعيشه اليوم ونشارك في توسعه لا تستطيع الشعوب أن تقبض على جمرة هويتها الوطنية إلا عن طريق تكريس الثقافة والفن والأدب لصناعة هذه الهوية”.
وأضاف البصيص “على الانسان أن يكون منفتحا على كافة الثقافات دون أن تهتز ثقافته وثقته فيها وبالانتماء إليها فالحاجة لصناعة ثقافة وطنية هي ذات الحاجة لصناعة خط دفاعي أول يواجه المتغيرات التي تؤدي إلى انزياح الهوية الوطنية”.
وبين أن التاريخ يخبرنا أن هناك شعوبا اندثرت بسبب اهمال الاعمال الفنية والادبية والثقافية وبقت شعوب إلى الآن تحمل معها ارثا ثقافيا لا يمكن زحزحته.
واكد ان الثقافة لم تكن يوما نتاجا مستوردا بل صناعة محلية يقف خلفها المبدعون من ابناء الوطن وهم الصناع الحقيقيون للثقافة الوطنية.
وأشاد في هذا الصدد بجهود وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على الاحتفاء بالأعمال الابداعية والاهتمام باحتياجات المبدع الكويتي وعلى إقامة المهرجانات الداعمة للهوية الوطنية.
ومن جانب آخر، أشاد عدد من الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية باهتمام دولة الكويت بالثقافة والابداع وتشجيع ورعاية الفنانين والموهوبين والمثقفين لإطلاق ابداعاتهم ومواهبهم والارتقاء بالمستوى الثقافي في البلاد.
وأكدوا في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد على هامش حفل تكريمهم بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2020 على مسرح (عبدالحسين عبدالرضا) إن هذاالتكريم السنوي المعتاد لابناء الكويت يساهم في المزيد من العطاء والسعي الى التميز الثقافي من قبل الرواد والشباب المثقف في البلاد.
وقال الفائز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون الموسيقية الفنان يوسف المهنا إن هذه الجائزة كبيرة جدا بالنسبة له مشيدا بجهود وزير الاعلام والثقافة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في دعم المثقفين والفنانين.
وأضاف المهنا أن هذا التكريم والتقدير يجعله يشعر بالمسؤولية أكثر وأن يقدم أعمالا جديدة ومميزة أفضل من السابقة داعيا جميع الفائزين بالجوائز للمزيد من التميز.
من جهته، أعرب الفائز بجائزة الدولة التقديرية الفنان التشكيلي عبدالرضا باقر عن سعادته الكبيرة بحصوله على تلك الجائزة والتكريم مشيرا إلى أنه شارك في معارض داخل وخارج الكويت في فن التجريد وله العديد من الأعمال الفنية.
من ناحيته، أوضح الفائز بجائزة الدولة التشجيعية في مجال العلوم الاجتماعية والانسانية مظفر راشد أن هذا التكريم الذي حصل عليه بفوز كتابه التوثيقي والتاريخي (بيت الكويت في القاهرة .. قصة نجاح كويتية) معربا عن السعادة والفخر لجهة اهتمام الدولة بأبنائها وعطاءاتهم الثقافية المختلفة.
وأضاف راشد أن هذه الجائزة الرفيعة تمنحها الدولة لنتاجات المواطنين والتي يحكمها لجان من خبراء ومتخصصين في الثقافة والفنون والآداب يحرصون من خلالها على اختيار الأفضل في مجال الثقافة عموما.
وبين أن مثل هذه الجوائز تحفز المتنافسين على المزيد من العمل والمثابرة وتعكس أيضا حرص الجهات المسؤولة عن الثقافة ممثلة بوزارة الاعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي خلق أجواء تنافسية إيجابية تسهم في رفد الساحة المحلية بالأعمال المميزة.
وقال إن الاهتمام الإعلامي بتلك النتاجات الإبداعية يدعم المشهد الثقافي الكويتي المشهود له بالتميز منذ القدم ويقوده اليوم ثلة من المبدعين المخضرمين ومجموعة كبيرة من الشباب المثابر سواء بشكل شخصي أو من خلال أنشطة جمعيات النفع العام المختصة.
من جانبه، قال الفائز بجائزة الدولة التشجيعية في مجال الاداب الروائي عبدالله البصيص إنه فاز عن روايته (طعم الذئب) معبرا عن سعادته بأن يكرم في وطنه وبين أبناء جلدته مؤكدا أن هذا التكريم أكبر ما يحصل عليه المبدع.
وأضاف البصيص أن المبدع الحقيقي لا يرى في عمله أكثر من خطوة بسيطة تحتاج أن تتبعها خطوات كثيرة حتى تصل به الى الوجهة.
بدوره، قال الفائز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الاداب الروائي عبدالوهاب الحمادي إنه فاز عن روايته (ولا غالب) التي تذكر بعض الاحداث في الكويت والاندلس سابقا معبرا عن سعادته بحصوله على أكبر جائزة ممكن أن يحصل عليها الروائي في الكويت.
وكان وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري قام خلال الحفل بتكريم الفائزين بجائزة الدولة التقديرية وهم أستاذ التاريخ والمفكر الاستاذ الدكتور عبدالمالك التميمي رحمه الله والفنان التشكيلي عبدالرضا باقر والفنان الموسيقي يوسف المهنا.
كما تم تكريم 11 فائزا في الجائزة التشجيعية في فروعها المتنوعة وهم الفنان الدكتور وليد سراب والفنان مشاري المجيبل والمخرج سامي بلال والفنان الدكتور عبدالله عيسى والشاعر عبدالله الفيلكاوي والروائي عبدالله البصيص والروائي عبدالوهاب الحمادي والأكاديمي المسرحي الدكتور علي العنزي والباحث والكاتب مظفر راشد والباحث الدكتور محمد الدغيم والباحث جاسم البناي.
يذكر أن جائزة الدولة التقديرية حصل عليها 66 شخصية كويتية منذ صدور قرار الموافقة عليها من قبل مجلس الوزارء عام 1999 فيما حصل على جائزة الدولة التشجيعية منذ إقرارها من مجلس الوزراء عام 1988 وفي مجالاتها المختلفة 201 شخصية كويتية.