• نوفمبر 23, 2024 - 1:15 مساءً

السفيرة الأميركية: ملتزمون بالحفاظ على جودة جاهزية الجيش الكويتي .. ونحن دائماً في حالة تأهب قصوى لأي طارئ أو أي سيناريو قد يحدث

أشادت السفيرة الأميركية لدى البلاد كارين ساساهارا بالفترة التي قضتها في الكويت، موضحة أنه على مدار 9 أشهر قضتها في الكويت أصبحت تعرفها بشكل أفضل، وذلك من خلال احتكاكها بالمجتمع والتعامل المباشر مع الناس سواء في الديوانيات أو التجمعات أو من خلال اللقاءات الدورية مع المسؤولين الحكوميين ومؤسسات المجتمع المدني والعديد من الأشخاص في العديد من المجالات، مشيرة إلى أن الكويت لديها حكومة جديدة ورؤية جديدة والعديد من المشاريع المتنوعة قيد التنفيذ سواء في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والتعليم العالي بشكل خاص.
وأشارت ساساهارا، خلال مائدة مستديرة جمعتها مع ممثلي عدد من الصحف المحلية، إلى أن البلدين الصديقين يجمعهما تعاون أمني قوي للغاية ولديهما رغبة مشتركة في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي واستشراف آفاق جديدة له والبناء على العلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين، لافتة إلى أن مجالات البنية التحتية والنقل وغيرها من المجالات التي يمكن تعزيز التعاون والشراكة فيها، فضلا عن المجالات الجديدة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، موضحة أن اجتماعات الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي ستعقد في الفترة بين 22 و23 من الشهر الجاري ستكون فرصة مواتية للبلدين لمواصلة النقاشات والتأكيد على التزاماتنا.
وردا على سؤال حول استراتيجيـــة الولايــات المتحدة فــي التعامــل مع وتيرة التوتــر والتصعيد في منطقة الشرق الأوسط وكيف تخطط لتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع دول الخليج، والدور الذي تلعبه الكويت في هذه الجهود، شددت على أن بلادها حاضرة بشكل قوي في المنطقة في البحر الأحمر، وحاملتي طائرات متواجدتين في المنطقة، ولدينا اتصالات مستمرة مع شركائنا الكويتيين، حيث إننا على اتصال دائم ونتبادل المعلومات في هذا الصدد، ونحرص على التعرف على وجهات نظر أصدقائنا وشركائنا الكويتيين حيال ما يحدث في المنطقة، ويجمعنا هدف مشترك هو التأكد من عدم وجود تصعيد وضرورة تقليل التوتر في المنطقة.

التعاون العسكري
وفيما يتعلق بآخر مستجدات التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة، أوضحت أن العلاقات العسكرية بين البلدين تتطور بشكل ملحوظ منذ تحرير الكويت قبل 34 عاما، كما شهد عام 2004 تسمية الكويت كحليف استراتيجي رئيسي للولايات المتحدة من خارج «الناتو» واحتفلنا في أبريل الماضي بالذكرى الـ 20 لهذه المناسبة، فضلا عن وجود المركز الإقليمي لحلف شمال الأطلنطي «الناتو» ومبادرة إسطنبول للتعاون في الكويت منذ عام 2017، كما أن لدينا قوات كبيرة في الكويت وهذا يعكس التزامنا القوي تجاه الكويت وأمنها، باختصار لدينا شراكة جيدة ونحن صادقون جدا مع بعضنا البعض ولدينا تشاور مستمر حول أبرز المستجدات الموجودة على الساحة في المنطقة. وردا على سؤال حــول رؤيتها للمتغيرات والإنجــازات الخليجيـة التـي تحققت فـــي المنطقـة مثل استضافة قطر لكأس العالم والرؤية السعودية 2034 وإكسبو دبي، قالت السفيرة الأميركية: أعتقد أننا نرى الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام للغاية في كل من البلدان المجاورة، لذا فإن الأمر منسق بشكل جيد، وهناك تعاون بينهم، مشيرة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي موحدة وتسير في اتجاه إيجابي معا، ونجاح أي منها هو نجاح للجميع.
وفيما يتعلق بأعداد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الأميركية وعدد التأشيرات التي أصدرها القسم القنصلي بالسفارة، أوضحت أنه يوجد نحو 6000 طالب كويتي يدرسون في الولايات المتحدة، والعدد يتزايد سنويا نظرا إلى أن الولايات المتحدة أبرز الوجهات الدراسية المحببة للطالب الكويتي، وهذا العام لازال الطلاب يتقدمون للحصول على تأشيرة طلابية وسيستمر ذلك لأسابيع قادمة. أما بالنسبة لأعداد التأشيرات فليس لدي أرقام لكن لدينا الكثير من السائحين الذين يذهبون دوريا بشكل خاص إلى الولايات المتحدة، بصفة عامة حركة السياحة قوية جدا وبلادنا وجهة سياحية محببة للكويتيين.
الفرص الاستثمارية
وردا علـى سؤال حول الفرص الاستثمارية المتاحة للشركات الأميركية في الكويت، ودور السفارة في تسهيل ذلك، قالت أعتقد أن هناك الكثير من الفرص المتاحة لنا في مختلف المجالات، كما ذكرت، البنية التحتية وإنشاء الطرق، وتوليد الطاقة والرعاية الصحية، وما زال لدينا الكثير من المرضى الكويتيين الذين يذهبون إلى المستشفيات المتخصصة، سواء كانت في بوسطن، أو مايو كلينيك، أو كليفلاند كلينيك وغيرها، لذا لدينا هذه العلاقة القائمة بالفعل ولكن يمكنك دائما نقل هذه العلاقة إلى مستوى أعلى ربما يمكن أن يكون ذلك من خلال تبادل الكوادر الطبية. أخذنا نحو 22 رجل أعمال كويتيا إلى برنامج سنوي يسمى Select USA، والذي يقام في ماريلاند، خارج واشنطن العاصمة مباشرة. إنه مركز مؤتمرات ضخم ولا يقتصر الأمر على الكويتيين. في وقت سابق كان هناك عدد من الكويتيين الذين ذهبوا إلى هيوستن لحضور مؤتمر التكنولوجيا البحرية وهذا أمر بالغ الأهمية، كما لدينا مكتب خدمات تجارية أجنبية وظيفته هي مساعدة رجال الأعمال واطلاعهم على الفرص الاستثمارية في الولايات المتحدة وتقديم المشورة التجاري لهم.
وفيما يتعلق بالغارة الجوية التي استهدفت حزب الله العراقي في جنوب العراق وعن قراءتها للتهديدات الأخيرة من الحزب الموالي لإيران، وهل اتخذت القوات الأميركية الموجودة في الكويت أي تدابير إضافية تفاعلا مع هذه التهديدات، أوضحت أن هذه الضربة كانت وقائية للدفاع عن النفس حيث كانت لدينا معلومات موثوقة تفيد بوجود أنشطة عدائية تستهدفنا. لذلك اتخذنا التدابير المناسبة. وهذا لم يكن مفاجئا بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة، نحن دائما في حالة تأهب قصوى، لأنك لا تعرف أبدا ما سيحدث وللتأكد من قدرتنا على الاستجابة بأسرع ما يمكن لأي طارئ أو أي سيناريو قد يحدث.
وعن أوجه تعاون الولايات المتحدة مع دول الخليج بصفة عامة والكويت بصفة خاصة في دعم وتعزيز الإنسانية الدولية، قالت: الكويت كانت من أولى الدول التي أنشأت جسرا جويا للمساعدات الإنسانية بعد 7 أكتوبر. نحن نتشاور مع الكويت باستمرار في هذا الصدد ولدينا برامجنا الخاصة بالمساعدات الإنسانية التي نقوم بها بالتنسيق الكامل مع جميع الدول المجاورة، والأمم المتحدة، لضمان وصول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
الحوار الإستراتيجي
وبخصوص ما إذا تم تحديد موعد الجولة القادمة من الحوار الإستراتيجي بين البلدين، أوضحت أنه إلى الآن لم يتم تحديد موعد محدد للجولة القادمة من الحوار الإستراتيجي، إلا أنه من المحتمل أن يقام نهاية العام الحالي وربما قبل ذلك، لافتة إلى أن آخر جولة من الحوار الاستراتيجي كانت في أوائل عام 2022 في واشنطن، مضيفة: نعقد اجتماعات جيدة حقا مع شركائنا الكويتيين للحديث عن جدول الأعمال وترتيب أولوياته، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وردا على سؤال حول مدى التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على جودة جاهزية وتدريب الجيش الكويتي، قالت عقدنا اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة هنا في الكويت مؤخرا، وهذا مؤشر ملموس على مستوى التزامنا بذلك، مضيفة: المناقشات كانت شاملة وغطت الكثير من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ونسعى دائما لمواصلة شراكتنا من خلال التشاور مع الجانب الكويتي بشكل يومي حول ابرز التحديات والمخاطر التي تواجهنا في المنطقة، كما لدينا في السفارة ملحق عسكري نشط جدا في التفاعل مع الجانب الكويتي، ونقدر بشكل كبير أراء الكويت حيال ما يحدث في المنطقة.

العلاقات الثنائية
وبخصــوص أبــــرز الاتفاقيات التـي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين، أكدت ساساهارا وجود عدد كاف من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تغطي كافة مجالات التعاون الثنائي وتمثل الإطار القانوني لها، مشيرا إلى نية الجانبين إلى توقيع اتفاقيات جديدة.
وردا علـى سؤال حـــول حجم التبادل التجاري بين البلدين، وحجم الاستثمارات الكويتية في الولايات المتحدة قالت ليس لدي أرقام محددة ولكنني على علم أن الكويتيين يستثمرون منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة سواء من خلال الهيئة العامة للاستثمار أو غيرها من الاستثمارات الخاصة بمبالغ ضخمة.
وردا على سؤال حـول إلى أي مدى سيسهم تغيير الرئيس في التأثير على السياسة الخارجية الأميركية، قالت ساساهارا: دائما هناك تغير في بعض السياسات ولكن هناك قيم أساسية وقواعد وأسس معروفة التي لا تتغير ونستمر في اتباعها بغض النظر عمن يسكن البيت الأبيض، كما أن هناك علاقات طويلة الأمد، سواء كانت في أوروبا، أو في آسيا، أو في أفريقيا، وبالتأكيد هنا في الشرق الأوسط، حيث نحافظ على نفس المسار لأننا نتشارك نفس القيم ونفس المخاوف ونسير في نفس الاتجاه.

الاستعداد لمواجهة أي طارئ
وبخصوص أمن السفارة وأمنها الشخصي في ضوء التهديدات الأخيرة وما إذا سيكون هناك إجراءات أمنية إضافية قالت كما قلت، نحن دائما في حالة تأهب قصوى وعلى استعداد لمواجهة أي طارئ، وأعتقد أننا نتمتع بتبادل جيد جدا للخبرات هنا في الكويت، ولدينا اتصال مباشر مع زملائنا العسكريين والديبلوماسيين. أما فيما يتعلق بي شخصيا فأنا كما ترون أتجول من مكان لأخر وأحاول أن أكون نشطة قدر الإمكان وأن ألتقي بأكبر عدد ممكن من الناس. إذن لماذا أحتاج إلى إجراءات أمنية إضافية؟
وبخصوص تقييمهــا للعلاقـة بين الكويــت والعراق وخصوصا في الأمور الأمنية قالت هناك تعاون كبير بين البلدين في العديد من المجالات المختلفة أمنيا وتجاريا، فهما جيران جغرافيا والعلاقة بينهما تاريخية والبلدان يتطلعان إلى المستقبل.
وعن تقييمها لتجربتها في الكويت بعد مرور 9 أشهر من وجودها هنا قالت السفيرة الأميركية: الناس في الكويت لطفاء للغاية ويتمتعون بدفء وكرم غير عادي ومنفتحين للغاية ويخبرونك بما يدور في أذهانهم، لديهم تقليد رائع لحرية التعبير.
أمن واستقرار منطقة الخليج

ردا على سؤال حول أولويات الولايات المتحدة الحالية لضمان أمن واستقرار منطقة الخليج وكيف تعمل مع الكويت والدول المجاورة لمعالجة مثل هذه القضايا، قالت السفيرة الأميركية كارين ساساهارا: إن أولويتنا هي أمن واستقرار منطقة الخليج، الاستقرار في الخليج وخارجه لأن الاستقرار يعني أن الناس يستمرون في عيش حياتهم. وهذا يعني أن الحياة التجارية يمكن أن تستمر، مضيفة: انظر إلى ما يحدث في البحر الأحمر تجاه الشحن الدولي، أطلق الحوثيون الصواريخ والقذائف، وأخذوا بعض أفراد طواقم السفن رهائن، وهذا غير مقبول. يجب أن يتوقف هذا وقد عملنا مع شركائنا في الخليج وشركاء آخرين لضمان حرية الملاحة. حرية الملاحة مهمة للغاية إنها عقيدة أساسية للولايات المتحدة لأن ممرات الشحن هذه يجب أن تظل مفتوحة.
وتابعت ساساهارا: أعتقد أن ما يصل إلى 30% من سفن الحاويات تمر من هناك. مشيرة الى تأثير توقف الملاحة على اقتصاد مصر والاردن، وهذا له تداعيات واسعة النطاق. لذا فمن المهم أن يكون هناك استقرار في المنطقة، واستقرار في الخليج، وحرية الملاحة للسماح لجميع البلدان بتنفيذ أنشطتها التجارية بطريقة آمنة.
وقف إطلاق النار في غزة
فيما يتعلق بالجهود الأميركية لوقف إطلاق النار في غزة وخصوصا أن البعض يعتقد أن الولايات المتحدة جزء من هذه الحرب، قالت السفيرة الأميركية كارين ساساهارا خلال اللقاء: أعتقد أنه عليك فقط أن تنظر إلى المحادثات التي كانت جارية في القاهرة والدوحة. لقد زار الوزير بلينكن المنطقة 9 مرات. والرئيس بايدن ووزير الدفاع على الهاتف يوميا مع جميع الشركاء في المنطقة وذلك لأننا ملتزمون تماما بالتوصل إلى وقف إطلاق النار. هذا شيء تحدث عنه الرئيس بايدن في تصريحاته في 31 مايو. أدلى بهذه التصريحات مرة أخرى في البيان المشترك مع شركائنا القطريين والمصريين في 31 أغسطس. سنعمل على مدار الساعة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ووقف الصراع حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من الدخول، حتى يتمكن الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم. وحتى يمكن أن يحدث جهد دولي لإعادة الإعمار، ومسار قابل للتطبيق وموثوق نحو حل الدولتين وفي النهاية إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. هذه هي سياستنا، وهذا هو هدفنا، وهذا ما نعمل من أجله.
وردا على سؤال حول المخاوف من دخول المنطقة في صراع أوسع، قالت نعمل مع جميع الأطراف للحد من التصعيد من خلال جولات وزير الخارجية وزياراته للمنطقة واتصالات الرئيس بايدن ووزير الدفاع مع جميع قادة المنطقة ونعلم جيدا وجود جهات فاعلة في المنطقة تحاول أن تصعد من حدة التوتر، إما بشكل مباشر أو من خلال وكلاء في الغالب. أعتقد أن لدينا شراكة جيدة جدا مع دول مجلس التعاون الخليجي وبقية حلفائنا في المنطقة.

 

Read Previous

 السفير عزام الصباح: العلاقات الكويتية – المصرية تاريخية ومتجذّرة

Read Next

الفقعان: تعديل أسعار التذاكر في  «الكويتية» لتكون في متناول الجميع ولتصبح تنافسية في سوق الطيران

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x