الحمود ينعى الفقيد: أحد رواد الأدب والإعلام الكويتي الكويت تودِّع بدر خالد البدر القناعي أول كويتي يحمل رخصة طيران خاصة

فقدت الكويت أحد الرواد الأوائل من جيل المؤسسين أول طيار كويتي يحمل رخصة طيران خاصة ، وهو المرحوم بدر خالد البدر القناعي، عن عمر يناهز الـ104 سنوات .
ونعى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والأداب الشيخ سلمان الحمود احد رواد الادب والإعلام الكويتي المغفور له بإذن الله تعالى بدر خالد البدر القناعي
وقال الشيخ سلمان الحمود ان الفقيد البدر كان مثالا للجد والاجتهاد والمثابرة ومساهما في النهضة التي شهدتها البلاد تاركا وراءه سجلا حافلا من الانجازات والنجاحات المشرفة.
واضاف ان من الامور المهمة التي يجب الاشارة اليها حول المسيرة المضيئة للفقيد بدر خالد البدر القناعي هو مساهمته بوضع اللبنات الاولى لوزارة الاعلام في مفهومها الحديث وبداية النهضة الاعلامية التي شهدتها البلاد.
وتقدم باسمه ونيابة عن كافة منتسبي وزارة الاعلام والاسرة الاعلامية الكويتية بخالص التعازي والمواساة الى اسرة الفقيد التي فقدت برحيله أحد رجالات الكويت البرره داعيا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته ويلهم اسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
وشغل البدر عام 1954 منصب سكرتير في دائرة معارف الكويت ثم نقل بنفس العام ليتولى ادارة الجريدة الرسمية والتي تحولت عام 1955 الى دائرة المطبوعات والنشر وفي عام 1962 تحولت الدوائر في الكويت الى وزارات فكان الفقيد أول وكيل لوزارة الاعلام (الارشاد والانباء).
ومن ابرز المحطات المهنية في مسيرة الراحل البدر شغله منصب أول وكيل لوزارة الاعلام والممثل الشخصي لحضرة صاحب السمو امير دولة الكويت في لجنة الخليج التابعة للجامعة العربية في حقبة الستينيات والسفير السابق في وزارة الخارجية .
كان المغفور له بإذن الله تعالى بدر خالد البدر القناعي واحداً من أولئك الرعيل الذين يشار اليهم بـ«بناة الدولة» والمساهمين بتأسيسها وباعلاء مؤسساتها.
أحب الاسماء الى نفسه مناداته «بالمؤرخ»، على الرغم من اشتغاله بالعمل الدبلوماسي، ولكونه أول طيار كويتي يحمل رخصة طيران خاصة، وابن عائلة عملت في مجال التجارة، والده صاحب أملاك وبساتين للنخيل في البصرة، ومارس تجارة التمور، لكنه وجد نفسه وحواسه وعقله وكل ما يملك في عالم التأريخ وكتابته والغوص في أعماقه.
مدون أمين في كتابة الأحداث التاريخية، وقارئ موسوعي بامتياز، أبعد نفسه عن أولئك الذين يحلو لهم تسمية أنفسهم بالمؤرخين.
كان صاحب اقتراح اصدار الجريدة الرسمية عام 1954، وقام بمخاطبة الجهات المختصة لتكون منبراً للمؤسسات الرسمية في الدولة، وهذا ما تحقق باصدار «الكويت اليوم»، حيث تولى إدارتها والاشراف عليها، وبذلك استحق لقب «أبو الإعلام الرسمي».
أما الملحق الأدبي الذي تقدم به فقد تحول الى اصدار مجلة «العربي»، ويومها اصدر الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم مرسوماً بتشكيل لجنة عليا تحت اشرافه.
بعدها عين مديراً عاماً لإدارة المطبوعات والنشر وأصبح مديراً لجريدة «الكويت اليوم».
عاصر الكويت والأحداث التي شهدتها في الحرب العالمية الثانية، وثورة رشيد علي الكيلاني في العراق عام 1941.
تقاضى 12 ديناراً عراقياً عندما عمل معاون ضابط الحركة في مطار بغداد، وبعد سنة، أي عام 1936، شُيد مطار البصرة ونقل اليه وتقاضى 16 ديناراً ثم 25 ديناراً.
دراسته الأولى كانت لدى المطوع ثم في مدرسة عبدالملك الصالح، وفي عام 1921 ادخله والده إحدى المدارس الخاصة في البصرة ثم سافر الى لبنان عام 1931 لاكمال دراسته في المرحلة الثانوية، والتحق بالجامعة الأميركية ثم مدرسة برمانا.
في بريطانيا، التحق بمدرسة «هامبل» لدراسة الطيران على نفقته الخاصة، وحصل على شهادة طيار مدني عام 1943 وتحمل رقم 6529، وكان بذلك أول طيار في تاريخ الكويت، وفي عام 1941 قرر ترك الطيران والتفرغ لأعماله الخاصة حتى عام 1954.
ولد في فريج ابن الخميس بمنطقة شرق في شهر ديسمبر عام 1911، وعين أول وكيل لوزارة الارشاد والانباء عام 1962، والتحق بلجنة مساعدات الخليج وأصبح الممثل الشخصي لسمو أمير البلاد في لجنة الخليج التابعة لجامعة الدول العربية وسفيراً في وزارة الخارجية حتى عام 1969، طلب احالته للتقاعد وكانت له مساهمات في تأسيس مركز الوثائق التابع للديوان الأميري.
من مؤلفاته: رحلة مع قافلة الحياة (1987 – ثلاثة اجزاء) ومعركة الجهراء ما قبلها وما بعدها (1980)، وله مقالات عديدة نشرها في الصحف الكويتية.