الخليج 
هناك حلف جديد قديم يتكون في الشرق الأوسط كرد فعل للتوترات والنزاعات الإقليمية التي تواجه المنطقة.
هذا الحلف هو حلف رباعي يتكون من روسيا وإيران والعراق والنظام السوري.
ويتخذ الحلف بغداد مركزا له، ويتكون أعضاؤه من ضباط الاستخبارات العسكرية وخبراء إدارة المعارك.
ويسمي هذا الحلف نفسه بأنه لجنة تنسيق عسكرية بين الأطراف المشاركة من أجل مواجهة العمليات الإرهابية في المنطقة التي يمثلها تنظيم داعش.
وتعتبر إيران وسوريا من أسعد الأطراف لقيام هذا التنظيم والتنسيق، لأنه يعطي شرعية ومشروعية للنفوذ الإيراني في سوريا والعراق، ويدعم وجود نظام بشار الأسد الذي كان على حافة الانهيار.
البعض يتساءل: لماذا سعت روسيا إلى هذا التنسيق العسكري الذي قد يعرّضها إلى مخاطر عسكرية ومواجهات سياسية وتكاليف مادية؟
يمكن الإجابة عن هذا السؤال المهم بالآتي:
أن النظام الروسي منذ عهد فلاديمير بوتين شديد الحساسية للتطرف الديني الإسلامي، ولديه ذاكرة تاريخية مؤلمة منذ خسائر حرب السوفيت في أفغانستان.
ويعتبر الروس أن الشرق الأوسط هو بوابة جغرافية للامتداد الجغرافي الروسي الذي يضم بداخله 20 مليون مسلم ويحاط بالعديد من الكيانات ذات المكون الإسلامي.
وبرزت هذه الحساسية الأمنية من التطرف الإسلامي حينما كانت «موسكو» في عهد «بوتين» أول من أدرج جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في العالم كمنظمة إرهابية بشكل رسمي.
ويرى الخبراء المتخصصون في الشئون الروسية أن تأسيس موسكو لقاعدتين في سوريا وإرسال طائرات مقاتلة وخبراء قتال هو نوع من تحصين الأمن القومي الروسي ضد مخاطر القوى التكفيرية الإرهابية.
السؤال الذي يبحث عن إجابة هو: ما شكل العلاقة المتوقعة بين هذا الحلف وقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا؟
وكالات الأنباء نقلت لنا تصريحات دبلوماسية تؤكد أنه بالرغم من المخاوف من التورط الروسي في سوريا فإن لندن وباريس وواشنطن وبون على استعداد للاستفادة منه والتعاون معه.
هنا يأتي السؤال: وما موقف العرب الذين راهنوا على سقوط بشار الأسد؟
وما موقف العواصم العربية إذا كان هذا الحلف يتم بالتنسيق العلني مع إسرائيل؟
مستجدات جديدة في المنطقة تطرح تساؤلات كبرى على الجميع وأولهم مصر.
