• مايو 17, 2024 - 5:41 مساءً

كلمة سمو الأمير.. رسائل سامية

جاءت كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله ورعاه – بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتي أناب سموه سموَ ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لإلقائها، جاءت لتؤكد على كثير من الثوابت في السياسة الكويتية، لكن كان لزاما تمهيد الأرضية لتكون الثمرة على قدر الطموح، فنجد أن سموه أكد «حاجتنا إلى أن نفتح قلوبنا ونبسط أيدينا بالمودة ونجتمع على كلمة سواء من أجل وطننا ومصالحه»؛ لأننا لن نحقق النتائج المرجوة ما لم نعتصم جميعا بحبل وحدتنا الوطنية، ونعِ دائما أبعاد الاخطار التي تهدد أمننا، ووجوب الحرص على تماسكنا، والمشاركة بدور مسؤول في حماية هذا الوطن.

لقد جاءت كلمات سموه لتشدد على أن وحدة الصف هي السلاح الأمضى للحفاظ على الكويت؛ وأنها سياج يحمي أبناءها، وحصن لمجابهة الشدائد ومواجهة التحديات، وأننا جميعا في سفينة واحدة إن حافظنا عليها من العطب، وأصلحنا ما قد يعتريها من خلل، نجت ونجونا جميعا، وإن فرطنا في رعايتها وتركناها نهبا للإهمال غرقت وغرقنا معها.

كما أنه من المهم التوقف عند ما قاله سموه من أن «للإصلاح خطوات ومسارات»، وهو ما يرد على الدعوات التي تعتقد أن التغيير يمكن يحدث بمجرد التمني؛ ليؤكد سموه أنه «لا يحدث بين ليلة وضحاها، وسيظلّ في حاجة إلى جهد جهيد وصبر جميل وتكاتف وتلاحم»، وأن سموه لن يدخر «وسعا وجهدا في سبيل حماية مقدرات ومكتسبات وطننا» ولن يتوانى في «اتخاذ أيّ قرار يضمن للبلاد أمنها واستقرارها في ظل نهجنا الديموقراطي الأصيل ودستورنا القويم وعاداتنا وأعرافنا العريقة».

لقد بدا واضحا حرص سموه – رعاه الله – على أن تكون القرارات في إطار ومنهج دستوري لا يحيد عن ثوابت الكويت وأعرافها ونهجها، وهو ما سارت عليه قياداتها الرشيدة منذ ما قبل الاستقلال، وسبقت فيه دولا كثيرة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ!

وكان مسك ختام كلمة سموه عندما طمأن أبناء الكويت وشعبها، بالقول «إن الكويت والكويتيين أمانة في أعناق قيادتها السياسية»، ومعنى إقرار القيادة بكون الكويت أمانة أنها تعي حجم المسؤولية، وتدرك جيدا ما يجب عليها القيام به، وهي رسالة لبث الراحة والطمأنينة في المجتمع.

لقد حملت الكلمة السامية عددا من الرسائل، أهمها: أننا يجب أن نؤمن إيمانا لا يتزعزع بوحدتنا الوطنية، وأننا لا سبيل أمامنا للمضي قدما والعمل والتقدم إلا من خلالها.

ثانيا تأكيد القيادة السياسية وعيها الكامل بما يجب عليها فعله، وأنها تتابع الشأن الكويتي على كل مستوياته من كثب، وتدرك جيدا متى تتدخل بمبضع الجراح لتعالج وتقي الجسم الكويتي من أي أخطار قد ترهقه أو تعييه.

ثالثا: الكويت دولة قانون تحترم الحقوق والحريات، وترفض التخلي عن نهجها الديموقراطي، حتى في أشد الظروف الإقليمية والدولية دقة وحساسية واضطرابا.

لقد كرست كلمة صاحب السمو نهجا استقر في حياتنا بالفعل، وبات يشكل تعاقدا بين الحاكم والمحكوم، وهو نهج المكاشفة والوضوح الذي هو بالتأكيد «حائط صد» ضد كل الشرور والأزمات والتحديات، وطوق نجاة نحصن به كويتنا ونعزز وحدتها الوطنية.

أحمد اسماعيل بهبهاني

 

Read Previous

وزير الخارجية بحث مع نظيره الايراني هاتفيا التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية

Read Next

خادم الحرمين الشريفين يستقبل الرئيس التركي

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x