• مايو 17, 2024 - 3:21 صباحًا

أحمد بهبهاني يكتب وداعا خليفة بن زايد.. مسيرة حافلة بالإنجازات

ودَّعت الإمارات والأمتان العربية والإسلامية المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد رحلة عامرة بالإنجازات قدم فيها بلاده نموذجا فريدا في الريادة والازدهار ، وبعد مسيرة حافلة بالعمل الوطني المخلص والعطاء لأبناء شعبه والإنسانية جمعاء .

كان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – يرحمه الله – قائدا حكيما، وواحدا من القيادات التاريخية التي يُشهد لها بالعطاء والبذل، سواء خلال فترة حكمه التي امتدت على مدى ثمانية عشر عاما، أو في عهد والده القائد المؤسس المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان، يرحمه الله، والذي شغل معه عددا من المناصب الرئيسية؛ فأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى.

لقد سار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على خطى والده، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى. وعندما تولى المسؤولية في العام 2004، كان ذلك إيذانا بالانتقال بين مرحلتين محوريتين، الانتقال من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين، ليكون شاهدا على نمو دولة فتية شابة، يقودها نحو صدارة المؤشرات العالمية؛ فأطلق خطته الاستراتيجية الأولى بهدف تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان تحقيق الرخاء للإماراتيين؛ منطلقا من أرضية صلبة شيدها المغفور له الشيخ زايد بجعل الإمارات منارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار.

وفي  2009، عندما كان العالم بأسره يمر بواحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية التي عصفت بأكبر الاقتصادات في العالم، وبفضل قيادته الرشيدة تجاوزت دولة الإمارات  الأزمات المالية والقلاقل السياسية التي عصفت بالمنطقة.

كما يحسب للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رحمه الله – أنه انتهج سياسة خارجية متوازنة ساعدت على دعم مركز بلاده كعضو فاعل إقليميا ودوليا، وأظهر التزامه بتعزيز العلاقات الدولية.

ويعتبر  الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من أشدّ المناصرين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وكان يرحمه الله يؤمن بأن نجاح وإنجازات هذا المجلس تعكس عمق التلاحم بين قادته، وشعوب دوله.

إن إنجازات فقيد الأمتين العربية والإسلامية – في كل المجالات – لا تخطئها عين؛ فقد أطلق سموه عددا من المبادرات والاستراتيجيات الطموحة للتنمية السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية، والرياضية، وكان لقيادته الرشيدة، واهتمامه بمصالح الدولة الاتحادية الفضل في نمو دولة فتية شابة، قادها باقتدار نحو صدارة المؤشرات العالمية.

أيضا كان  الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الإنسان حاضرا بقوة، بانتهاجه سياسات إغاثية وإنمائية دعمت الشعوب المحتاجة، كما خصص كثيرا من المساعدات الحكومية لمساعدة الدول النامية. وتعتبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية خير دليل على يد العطاء الحانية، حيث وصلت مساعداتها المختلفة لأكثر من 70 دولة في مختلف أنحاء العالم.

رحم الله  الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان  القائد ، وأنزل عليه سحائب رحماته وبرد عفوه. وجزى خليفة الإنسان خير الجزاء بكل مسحة مسح بها على رأس يتيم، أو تيسير خفف به آلام محتاج.

سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

أحمد إسماعيل بهبهاني

Read Previous

السُّلطان هيـثـم بـن طـارق يعزي بوفاة الشيخ خليفة بن زايد: أحد القادة العرب الذين عملوا لخدمة أمتهم العربية والإسلامية

Read Next

بهبهاني يعزي بوفاة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x