• نوفمبر 13, 2024 - 9:03 صباحًا

أحمد بهبهاني يكتب : الكويت والامارات .. علاقات متجذرة ومواقف راسخة

تأتي  زيارة دولة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة حفظه الله إلى دولة الكويت للقاء أخيه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تتويجا لعلاقات تاريخية وثيقة ومتجذرة و تأكيدا للعلاقات الأخوية الوطيدة بين الأسرتين الحاكمتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات على مدار عقود طويلة .

ان زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «من شأنها أن تعطي دفعة للعلاقات الثنائية الوثيقة ، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ونقلها إلى آفاق أرحب لتغطي مجالات أوسع».

كما أنها تكتسب أهمية خاصة فى ظل التحديات العديدة والمخاطر التي تحيط بالمنطقة وتستلزم المزيد من التنسيق والتشاور سعيا وراء الخروج برؤية مشتركة تسهم في بلورة موقف موحد لمواجهة هذه التحديات والمخاطر .

ان ما بين الكويت والامارات من علاقات ووشائج، هو أكبر من كل الكلمات، وأكثر سعة ورحابة من كل الأوصاف ، و الحديث عن العلاقات الكويتية الاماراتية لا يحتاج إلى مناسبة أو توقيت، فهي دائما حاضرة في القلب والعقل ، تلك العلاقات الأخوية الراسخة والتي تتميز بالخصوصية ، وقد شهدت محطات ومواقف مهمة ستبقى محفورة في سجل التاريخ وذاكرة الشعبين الشقيقين

وشهد تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الممتد زيارات متبادلة ، لتعزيز التعاون والتنسيق حيال الملفات ذات الاهتمام المشترك إقليمياً وعالمياً، إضافة إلى توقيع اتفاقيات ومذكرات في كل المجالات، مما أسهم في ترسيخ تلك العلاقات وجعلها مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك

وتأتي زيارة رئيس دولة الامارات بعد الزيارة التي قام بها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى دولة الامارات  ولقائه مع أخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 2024 .

والتي تُوجت بمنح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أخاه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، «وسام زايد»، أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لرؤساء الدول وملوكها وقادتها، وإهداء صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «قلادة مبارك الكبير»، ليكون ذلك تعبيراً رمزياً رفيعاً عن علاقات وثيقة ذات تاريخ حافل بالاحترام والتفاهم،

وخلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين جاءت  زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والوفد المرافق  ، ثم زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف إلى الامارات مما يدل على حرص قيادتا الدولتين وممثلو حكومتيهما على تبادل الزيارات من أجل دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق جديدة واسعة من التعاون المثمر بين الجانبين.

ويجمع بين الكويت والامارات تاريخ مميز من العلاقات الأخوية والروابط الاجتماعية والاقتصادية الممتدة لسنوات طويلة، وقد كانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية ودبلوماسية مع الإمارات بعد قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وقد تم افتتاح سفارة الدولة لدى الكويت في عام 1972، فيما تم افتتاح سفارة دولة الكويت في أبوظبي في العام ذاته.

وشهدت السنوات الماضية مجموعة من الخطوات التي برهنت على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التقارب والتنسيق في مختلف المجالات، ومن ضمنها تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات والكويت، التي تعمل على تنمية وتطوير العلاقات الثنائية وقد عقد الدورة الخامسة لها منذ شهرين

وقد صاحبها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون في مجالات تجنب الازدواج الضريبي والدفاع والبنية التحتية والأمن السيبراني والبيئة وتقنية المعلومات.

وتتميز العلاقات بين دولة الكويت ودولة  الامارات بالمتانة والرسوخ وشهدت تطوراً ملحوظاً على مدى العقود الماضية في مجالات التعاون السياسي، و الاقتصادي والتجاري، و العسكري والأمني، والعلاقات الثقافية والتعليمية والذي أسفر عن عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين.

وتبرز العلاقات الاقتصادية بين الكويت والإمارات مستوى الشراكة الراسخة بينها ، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية النصف الثالث من هذا العام 3 مليارات دينار تقريبا

وقد شاركت دولة الكويت بفعالية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ “COP28” الذي عقد في مدينة إكسبو دبي، من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، وطرحت عدة مبادرات في تطوير مشروعات منخفضة الكربون لدعم الاستدامة البيئية العالمية.

كما قدم الصندوق الكويتي للتنمية عدة مشروعات في مجالات الطاقة المتجددة، والمياه، والزراعة المستدامة، ونظم محاضرات حول التغير المناخي ، كما انضمت الكويت لتحالف القرم من أجل المناخ الذي أطلقته دولة الإمارات.

وفي مجال الثقافة والتربية والتعليم، أبرمت الكويت و الإمارات العديد من الاتفاقيات الثنائية بغرض تبادل الخبرات وتطوير التعاون المشترك، وبلغ عدد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الإماراتية 1.240 طالباً،.
كما أن التعاون الثقافي بين البلدين يتسم بالتنوع والاستمرارية، وفي معرضي الكتاب الدوليين في كل من أبوظبي والشارقة يبرز سنوياً حضور الكتاب الكويتيين ودور النشر الكويتية، كما تشارك جمعية الناشرين الإماراتيين بشكل منتظم بمعرض الكويت الدولي للكتاب.

ان ما تشهده الامارات في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من نهضة تنموية وحضارية  يفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي المشترك بين دولة الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة.

حفظ الله دولة الامارات العربية المتحدة  وادام أمنها وعزها ونهضتها

أحمد اسماعيل بهبهاني

Read Previous

وزير الصحة: تطوير الأداء المهني للأطباء لتعزيز جودة الخدمات العلاجية

Read Next

سمو الأمير على رأس مستقبلي رئيس دولة الإمارات لدى وصوله إلى الكويت في زيارة دولة

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x