• نوفمبر 22, 2024 - 11:25 صباحًا

«المطار الحلم».. لماذا التأخير؟!

عندما صدر العدد الماضي من «الخليج»، يحمل في صفحته الأولى افتتاحية «المطار الحلم للكويت»، كنا نتوقع بالطبع أن تكون هناك ردود فعل على الموضوع، لكن ما حدث بالفعل أن التجاوب معه كان أكبر حتى من توقعاتنا، وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية.. فقد بدا حقيقة أن الأمر يشكل هاجسا لكل الكويتيين، الذين لا يرون مبررا واحدا لعدم امتلاك الكويت مطارا يليق بها، ويشكل واجهة حضارية تعبر عنها وعن شعبها الذي يجوب الآفاق شرقا وغربا، ويرتاد معظم مطارات العالم، ويكتشف أن مطار الكويت هو الأقل بينها، مما يثير لديه كوامن الشجن والأسى على ما يراه ويلمسه.
وقد كان التساؤل الأساسي على ألسنة من تواصلوا معنا في هذا الشأن، هو: إذا كان الكل مقتنعا بأهمية هذا «المطار الحلم»، فلماذا التأخير في إنشائه؟!
لا يمكن لأحد بالطبع أن يتعلل بقلة الموارد، فالموارد متاحة، والإمكانات ميسورة.. وكما أشرنا في مرة سابقة فهناك فرق كبير بين ترشيد الإنفاق، الذي هو شعار المرحلة، ولا أحد يجادل فيه أو يعترض عليه، وبين «التقتير» الذي هو في أحد أشكاله، صورة من صور سوء إدارة الموارد، وانعدام الوعي بالأولويات.. ذلك أنك عندما تدعو إلى إقامة مطار يكون واجهة حضارية حقيقية للكويت، فإنك لا تتحدث عن كماليات، أو تطالب بشيء يمكن الاستغناء عنه أو حتى تأجيله.. بل أكثر من ذلك فإننا نعتقد أن المرحلة المقبلة التي نريدها مرحلة لكسر طوق المورد شبه الوحيد للدخل «النفط»، تستوجب منا المسارعة بإنشاء «المطار الحلم»، وعدم تأجيله أو التقاعس في تنفيذه يوما واحدا.
نعم فحين نتحدث عن ضرورة توسيع قاعدة مصادر الدخل، فإن ذلك يعني – أول ما يعنيه – جلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للكويت، وكذلك تشجيع المستثمر المحلي على ضخ أمواله في مشروعات بالداخل، وهذان الأمران لا يمكن أن يتما بمعزل عن وجود مطار عملاق واحد على الأقل، يسهل حركة الدخول والخروج، ويشعر القادمين إلينا بأنهم آتون إلى دولة تشجع بالفعل المستثمرين، وتريد أن تحقق نهضة اقتصادية وتنموية كبيرة، يشارك فيها المال المحلي والأجنبي.
أخيرا فإذا كنا جادين بالفعل في ترجمة رغبة صاحب السمو الأمير، بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، فإن الخطوة الأولى لإقناع العالم بجديتنا تلك، هي رؤية «المطار الحلم» واقعا يتحقق على الأرض.. اليوم قبل الغد.

Read Previous

المحمد يهنئ بعيدها السابع: المصلحة الوطنية العليا غايتها الأساسية

Read Next

التعاونيات انتصرت في معركة التخصيص

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

Most Popular

0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x